الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراقيوا عمان .....عمالقة في مختلف الاختصاصات يبحثون عن فرصة تضمن استمرار الحياة

ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)

2007 / 11 / 20
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


• مفوضية الامم المتحدة للاجئين تنظر في قضايا العراقيين كمن يعالج ( السرطان ) ب ( الاسبرين )

• الخطاب السياسي للاحزاب العراقية مازال يراوح في مكانه منذ عام 1958 !!
• يؤيدون المقاومة سياسيا ولكن هاجسهم هو شكل الدولة العراقية بعد خروج الاحتلال


هل هي مجرد مصادفة مؤلمة ؟
في الصباح اقرأ واتابع فضائح تزوير الشهادات الدراسية في العراق الامريكي الجديد التي امتدت من بابل الى البصرة ومن قبل مسؤولين يشغلون مواقع متقدمة في النظام القائم ( اذا جاز لنا ان نسميه نظاما ) ( محافظون – وكلاء وزارات )
مساء كنت ازور احدى المستشفيات الاهلية في عمان لاقف امام يافطات صغيرة لاسماء لامعة في عالم الطب العراقي تركت بغداد بحثا عن ملاذ آمن لها في عمان هربا من ( قوى التعصب والتخلف والظلامية ) و ( ميليشيات الاحزاب الحاكمة ) و
( فرق الموت ) والجريمة المنظمة ( 1 )
وحين اذكر الاطباء فأن هنا ك في عمان ايضا المئات من خيرة الكوادر الهندسية واساتذة الجامعات وخبراء القانون والفنانين والمثقفين والصحفيين ( 2 ) اغلبهم بلا عمل وعدد كبير منهم سجل اسمه لدى مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة بانتظار ان ( يشملهم ) العالم المتقدم ( بعطفه ) فيمنحهم بطاقة اللجوء التي باتت حلما لهؤلاء الذين اجبروا على ترك وطن يعيش فيهم ويعيشون فيه بعد أن اصابهم اليأس من أمكانية العودة الى الوطن والتاريخ والذكريات بسبب سياسيون طائفيون وعنصريون افرزتهم المرحلة يتصارعون على مراكز ( وهمية ) في ( دولة ) تدار فعليا من قبل الاحتلال وقواته المسلحة ، الكارثة طالت الجميع فأنت ترى مصرفيون ومستثمرون في مجالات التجارة والصناعة يعيشون ايضا بانتظار غودو كما ينتظره الفقراء والعاطلين عن العمل وذوي الاختصاصات العالية والفرق بين هؤلاء واولئك هو ان من يملك المال يستطيع ان يؤمن لنفسه ولاسرته الحياة ومن لايملكه يعيش في عمق المأساة ، والاغلبية تشترك في مشكلة الاقامة والغرامات والخوف مما قد يحمله الغد !!
هذه الصورة عن الواقع المؤلم تطرح التساؤلات حول مستقبل هذه الكفاءات...... موظف رفيع في وزارة الصناعة روى لي ما أعتبرته ( طرفة ) وماأقسم لي بانه ( حقيقة ) قال الرجل : بعد سقوط الدولة العراقية على يد الاحتلال دعينا الى اجتماع في احدى حسينيات منطقة الكرادة الشرقية كوننا من ابناء الشيعة وفوجئنا بالسيد عبدالعزيز الحكيم واعتقدنا بان الامر سيقتصر على توجيهات للتمسك بمباديء الدين واخلاقياته في تعاملاتنا لاننا كنا في الطريق الى ايفاد حكومي الى خارج العراق فوجئت بالرجل يقول لنا فيما قاله من حديث : نحن لانقف ضد المصالحة مع ابناء العامة ولكن المطلوب منهم ان يعتذروا اولا عما حدث في سقيفة بني ساعدة ويدينوه !! يضيف الرجل : صعقت انا اسمع هذا الكلام وادركت باننا كعراقيين ذوي اختصاص قطعنا علاقتنا مع ( المستقبل )
تاجر عراقي من الطرف الاخر ( السني ) روى لي هذه الحكاية التي اجدها اكثر ( طرافة ) واقسم هو الاخر بانها حصلت معه قال :
كنت اصدر بعضا من مواد التجميل والكوزماتيك لبغداد وفي احدى المرات استولى مسلحوا ( دولة العراق الاسلامية ) في المنطقة الغربية على احدى السيارات ولان مالك السيارة ينتمي الى ( عشيرة قوية ) فقد تدخلت عشيرته لاطلاق سراحه ولكن المسلحين طلبوا تدقيق الحمولة واصدر ( اميرهم ) قرارا باتلاف نصف الحمولة لانها عبارة عن ( مزيل للشعر ) تستخدمه النساء وافتى ( الامير ) بحرمة ازالة الشعر من قبل النساء !!
هناك تيار جارف من الطرفين يسحبنا الى عمق الظلامية والتخلف !!
في ظل هكذا ظروف يجري التعامل مع العقول العراقية بلا ابالية من السلطة التي تركتهم ل ( فرق الموت ) و ( الميليشيات ) التي كان آخر ضحاياها د. محمد كاظم العتابي وهو مايجعلنا نفهم هذه الهجرات المليونية الى عمان ودمشق و صنعاء والقاهرة وبيروت .. وماجعل العراقي يطلب اللجوء حتى ولو الى جزر الواق واق (3 )
عراقيون في كل مكان
في العاصمة الاردنية عمان عراقيون في كل مكان في ( شرقها ) يسكن الفقراء وابناء من تبقى من الطبقة المتوسطة التي سحقتها سنوات الحصار على العراق واجهزت على ماتبقى منها ( حركات التخلف والعنف ) المتسترة برداء الدين وهؤلاء باعوا كل مايملكون بابخس الاثمان وجاوؤا الى عمان بحثا عن الامان فقط وينتظرون الفرج !! بعضهم انفق كل مدخراته وبدأ يستدين ( الى حين ميسرة ) وبعضهم اضطر للعودة مفضلا الموت على حياة الذل في الغربة يحدث هذا والامم المتحدة ومفوضيتها لاتقدم الا القليل من المساعدات والكثير من الوعود (4 ) اما في ( غرب ) عمان فيسكن اثرياء مختلفون منهم مستثمرون تركوا وراءهم مصانع مغلقة تقدر بمليارات الدولارات ( 5 ) وتجار ورثوا التجارة أبا عن جد لايجدون لهم موطيء قدم في تجارة اليوم ، بعضهم رفض رفضا قاطعا اي تعامل مع الاحتلال واعوانه ، وهناك موظفين من الدرجة الاولى و اغلبهم يعيش على مدخراته او على اعمال تجارية او قانونية لاتتناسب مع خبرته وتاريخه المهني في العراق ، وهناك اثرياء من نوع آخر تعاملوا مع الاحتلال وغرقوا في وحوله يحملون في جلساتهم على اكتافهم مبررات لاتقنع احدا من مستمعيهم !! وهناك ( حواسم ) ممن سرقوا الدولة العراقية اثر الاحتلال وتاجروا بكل شيء ولم يسلم منهم حتى تاريخ الوطن وتراثه وهناك ( مرتشين ) من مختلف العهود جمعوا ثرواتهم من العمولات غير المشروعة ، واكثر مايلفت الانتباه انك كثيرا ماترى
( متاجرين ) بعقود الحكومة ( الامريكو-عراقية ) يسوقون عقودهم ويعلمون لتغطية شركاء لهم داخل تلك الحكومة فالفساد اليوم سمة المرحلة في العراق وتسمع عنه في جلساتك مايشيب الشباب كما يقول المثل .
في عمان اليوم كل انواع الطيف السياسي العراقي اغلبهم ( مستقلون ) ولكن محسوبين على هذه القوى او تلك والجميع
( يغبطون ) اقرانهم الاردنيون ولا ( يحسدونهم ) على ماحققه بلدهم من تقدم والجيل الجديد من الشباب الذي فقد الامل بدأ يقارن في جلساته ( ماذا لو حافظ العراق على ملكيته ؟ ) بل ان بعض هؤلاء الذين يحنون لمرحلة لم يشهدوها يتبادلون على عبر البريد الالكتروني ( كليب ) عنوانه ( قصة ملك ) يتناول حياة الملك فيصل الثاني بالصور !! وسواء ( تقبلنا ) هذا الحنين او
( المقارنه ) او ( رفضناها ) فان المطلوب من ( الاحزاب السياسية ) المصرة على الاستمرار ان تقيم مسيرة مابعد 14 تموز بجدية لتحاول اقناع هؤلاء برؤيتها للاحداث ....... هناك سياسيون وحزبيون شرفاء اغلقوا ابوابهم معلنين رفضهم لكل مايدور حولهم يرفضون الاحتلال ويدينون التعامل معه ولكنهم يرفضون ايضا ( التغني ) بمحاسن الدكتاتورية ويمكن ان نقول انهم
( أرجاؤو ) نقد المرحلة السابقة بسبب ظروف الاحتلال وجلسوا بالانتظار.... هناك بعثيون سابقون وشيوعيون وقوميون متقاعدون ( تنظيميا ) ولكنهم ناشطون فكريا ولكل منهم همومه وتصوراته لمستقبل الاوضاع .. البعثيون منقسمون بين ( الحق التاريخي لعزت الدوري ) و ( البحث عن التحديث ) مع يونس الاحمد ويتسابق كل طرف من الاطراف بالدفاع عن قيادته وتاكيد شرعيتها تدفعه المشاعر والمشكلة ان القيادة عند العراقيين منذ نهاية الخمسينات هي ( نصف الهة ) لاتخطيء ومن هنا فانهم يتبادلون الاتهامات مستخدمين الخطاب السياسي الذي كرسته الاحزاب العراقية في حياتنا بعد 14 تموز 1958 وحين تقرأ ايا من ادبيات الطرفين او تصريحات المسوؤلين عنهما تحس بان الخطاب السياسي العراقي يراوح في محله منذ ذلك التاريخ ، وكأننا لم نعش هذه الهزة التاريخية التي اوجدها الاحتلال فهم جميعا يتعاملون بنظرية المؤآمرة وبان الاحتلال هو نتيجة لتلك المؤآمرة ولااحد منهم يريد ان يبحث مع ضحاياه الاسباب وبعضهم يعتبرك ( عميلا ) اذا ماطالبته بوقفة تقييم لماجرى !!فكل شيء عندهم مؤجل الى ان يرحل الاحتلال !! وهناك من يسأل من المستقلين والتكنو قراط الم نؤجل كل شيء ابان ( معركة التاميم ) و ( الحرب العراقية – الايرانية ) فماذا جرى لتلك الاستحقاقات المؤجلة ؟ ألم يبتلعها دولاب سلطة الهاجس الامني وهذا يمكن ان يتكرر بعد هزيمة الاحتلال اذا لم تكن لدينا رؤية واضحة لشكل الدولة العراقية المستقبلية
( الطرفان البعثيان ) يمارسان في اتصالاتهما مع الامريكان ( سياسة النعامة ) في العمل السياسي فرغم ان اطرافا منهما التقت اطرافا امريكية مباشرة او عبر وسطاء الا انهما ( يكذبان ) و ( ينفيان ) ويعتبران ذلك تهمة يلصقها احدهما بالاخر (6) وشخصيا لااجد اي مبرر لهذا النفي والتكذيب فالطرفان يقولان صراحة بانهما يمثلان تيارات في ( المقاومة العراقية ) وهذه حقيقة على الارض بصرف النظر عن الحجم الفعلي لكل منهما فما المانع ان يفاوض ( المقاوم ) ( المحتل ) اذا كانت رؤية هذا المقاوم للاحتلال واضحة وتقييمه للنتائج يصب في مصلحة الوطن ويعمل من اجل انهاء هذا الاحتلال ؟ الم يفاوض الفتناميون المحتل وهم يحملون السلاح لاخراجه ؟ اليس في هذه المواقف استمرار لسياسة ( تغييب ) الجماهير عن القرار التي مارستها كل احزبنا السرية حتى في مرحلة عملها ( السلطوي ) او ( العلني ). فقد ظلت هذه الاحزاب ( تضخ ) المعلومات التي تريدها هي للجماهير وليس كل التفاصيل التي يجب ان تعرفها هذه الجماهير
الشيوعيون المتقاعدون يقولون صراحة انهم ( تقاعدوا ) بعد ان اكتشفوا الخدعة !! وحين تسأل ايا منهم :
اية خدعة ؟
يجيبك : لقد ناضلنا اكثر من خمس عقود من السنوات ضد السياسة الامريكية واذا ( بقيادتنا ) تجلس في احضان مجلس حكم بريمر ( عبر المحاصصة الطائفية ) اليست تلك خدعة تاريخية ( 7 ) لقد اضاعت ( قيادة الحزب ) التاريخ ... تارخنا الوطني كشيوعيين وهاهي توشك ان تضيع ( الجغرافية ) جغرافية الوطن باصرارها على التمسك ( باذيال ) الحركة القومية الكردية وقبولها بان تصبح ( شاهد زور ) في قضية كركوك .
اما القومي العربي فهو يعيش محنة مع ( اقرانه ) العرب الذين مازال اغلبهم يصرون على الدفاع عن ( السياسة الايرانية ) بشكل عمومي معتبرين سلطتها ( معادية للامبريالية ) كما يقولون ، ويتانسون كما يقول القومي العربي العراقي بان السياسة الايرانية في العراق ( ترتهن ) العراقيين في صراعها مع امريكا ، وتذهب الى ابعد من ذلك بتسليطها لميليشيات الاحزاب الموالية لها لتصفية كل ماهو عربي وخير مثال على ذلك فلسطينيوا العراق الذين اصبحوا ضحية لتلك السياسة المدمرة يضيف القومي العربي ( مأشبه الليلة بالبارحة ) !! حين كنا نهيب باقراننا الللبنانيون والاردنيون لرفع ( ظلم ذوي القربى ) البعثيين عنا في السبعينات ومابعدها كانوا هم يتغنون ( بانجازات البعث الاقتصادية والسياسية ) غير مبالين بحقنا في الحرية والنشاط السياسي ويتساءل : لااعرف كيف يصدق رفاقنا اليوم الطروحات الايرانية حول فلسطين ، الذي يدافع عن فلسطين كيف يسمح لحلفائه بذبح ابنائها كما حدث ويحدث في العراق اليوم ؟ ثم اين نحن كقوميين عرب من معاناة اخواننا في الاحواز ؟
يختم القومي العربي متالما : لقد ضحكت علينا الانظمة الثورية العربية بشعارتحرير فلسطين عقودا من الزمن ويبدو ان الدور الان لايران !! يجب ان تضحك علينا هي الاخرى عقودا لندرك الحقيقة
الشيء الملاحظ في حياة الجالية العراقية هو الغياب شبه التام لمؤيدي تيارات الاسلام السياسي العراقي بل تستطيع ان تلمس رفضا شاملا لهذه التيارات التي يتعبرها العراقيون سببا من اسباب محنتهم بالاضافة الى الاحتلال وهم ينتقدون في جلساتهم المواقف المجاملة لهذه التيارات من قبل بقايا الحركات العلمانية العراقية التي تأثر خطابها السياسي ( بمفرداتهم ) القليل ممن كانوا يتعاطفون مع حركات الاسلام السياسي في العراق أصبحوا يعبرون عن ( خيبتهم ) من ممارسات هذه الحركات بعد ان قفزت للسلطة .
الكل مع وحدة العراق
في عمان دعاني صديق لحضور اجتماع في مجمع النقابات المهنية لادانة مشروع بايدن الذي ناقشه الكونغرس ومساء اليوم الذي سبق الاجتماع اتصل بي صديق آخر وسالني : هل ستذهب لاجتماع الغد ؟ وحين اجبته بنعم قال بانه لن يذهب لان الطابع الغالب على الاجتماع هو ( طابع بعثي ) وسالته : ومالمانع هذا عمل وطني ؟ لم تقنعني اجابته ولكنها اوصلتني لاستنتاج مفاده
( ان حجم الكارثة في العراق لم يزحزح البعض من مواقعه وحساسياته ازاء الاخر وهي قضية تتعلق بالعقل السياسي العراقي الذي مازال يدور في دولاب الانتقام و ( استثناء الاخر ) كان اجتماع مجمع النقابات نموذجا للعراق الذي عرفناه فقد ضم كل اطياف الشعب العراقي التي اعلنت وقوفها مجتمعة ضد اي قرار او فعل يستهدف وحدة العراق .. كان هناك المسلم الشيعي والسني والمسيحي واليزيدي والصابئي .. كان هناك العربي والكردي والتركماني والاشوري وكان الجميع متفقين على رفض اي مساس بوحدة العراق . وكان الجميع يتحدث ايضا عن دعمه السياسي للمقاومة وايمانه بتحرير العراق .
في مقاهي عمان تجد الطيف العراقي كله مسلمون شيعة وسنة ومسيحيون وصابئة عربا وكردا وتركمانا واشوريين وارمن مجتمع العراق الذي عرفناه يعيش متجانسا منسجما تجمع بينه المأساة والامل ، المأساة التي يعيشها الوطن اليوم والامل بان يعودون يوما ما الى بيوتهم واعمالهم وحياتهم .. وانصار الاحزاب والحزبيون المتقاعدون يشاركون الشباب ( يغبطون ) اشقائهم الاردنيون ( لايحسدونهم ) في مجالسهم الخاصة ويشيرون للازدهار الذي هو نتاج للاستقرار السياسي واحيانا يتساءلون ماذا حققت لنا الشعارات الكبيرة ؟ ولكنهم ( الحزبيون ) لايجرأؤن على طرح افكارهم على احزابهم وتلك قضية متعلقة بالحياة السياسية العراقية التي كرست الازدواجية في ظروف العمل السري ثم انتقل المرض الى السلطة
في عمان عراقيون يرتادون ( مطاعمهم ) التي تذكرهم ببغداد ، يتابعون فضائياتهم التي لمست شخصيا ان الاكثر متابعة في منازل العراقيين التي زرتها ( الشرقية ) و ( البغدادية ) ويتحدثون عن كوميديا بثتها ( قناة الشرقية ) في شهر رمضان بعنوان ( انباع الوطن ) و ( مات الحكو ) يتابعون مايجري في الوطن ويفكرون بمشكلة ( الاقامة والغرامات ) ويعبرون عن الخوف من الغد وينتظرون غودو سواء جاء من العراق فضمن لهم الامان من اجل العودة الى حياتهم الطبيعية او من ابواب مفوضية اللاجئين وسفارات العالم
( الحر ) !! التي مازالت تتعامل مع قضاياهم كذلك الذي يعالج مريض السرطان بالاسبرين !!
هوامش :
(1) في عمان اليوم عشرات من ابرع اطباء العراق واكفأهم استطعت ان اعرف منهم ( اخصائي القلب ) د. عمر الكبيسي وزميله في الاختصاص د. علي فرج الصالح واخصائيا الانف والاذن والحنجرة د. نبيل المختار ود. مزهر الدوري و ( اخصائي الجراحة ) د. هاشم الهاشمي وأخصائية السونار د. ميسون الحكيم واخصائي المجاري البولية د. نبراس الحمداني وعشرات غيرهم من ابرز الكفاءات الطبية العراقية يتوزعون على المستشفيات الاهلية وبعض الجامعات
(2) في عمان ايضا يعيش حشد من خيرة اساتذة الجامعات والفنانين والادباء والصحفيين هناك رواد الفنون التشكلية نوري الراوي ومحمد غني حكمت سعدي الكعبي وسهيل الهنداوي ومحمد مهرالدين وابراهيم العبدلي والصحفيون امل الشرقي و حميد عبدالله و علي السوداني ومجيد السامرائي ووليد الزبيدي واحمد صبري ومريم السناطي وهاني عاشور ورائد المسرح العراقي الفنان يوسف العاني والمئات من اقرانهم ممن لم تسمح لي الظروف بمعرفة اماكن تواجدهم اليس مفجعا مثلا ان ترى في عمان واحد من رواد الصحافة في العراق هو سهيل سامي نادر يعيش بلا عمل وينتظر ( رحمة ) مفوضية اللاجئين لتدبر له مكانا آمنا يعيش فيه
(3) يقع العشرات من الشباب العراقيين ضحية المحتالين من مهربي البشر فيفقدون كل ماتمكنوا من جمعه من مال وبعضهم يتركه المهربون في اماكن نائية في اوربا ليسجن ويعاد من حيث اتى ، وبعضهم فقد حياته في رحلة البحث عن الامان
(4) تروي الزميلة الصحفية مريم السناطي وزوجها الصديق اثير نامق انهما سلما مفتاح شقتهما فيها ماجمعاه على مدى عقدين من السنوات وطلبا منه ان يبيعها باي ثمن ، فنحن بحاجة الى مايدعم اقامتنا في عمان بانتظار الفرج على يد مفوضية شوؤن اللاجئين .
(5) اكد لي صناعي معروف ان اكثر من 95% من مصانع القطاع الخاص التي يتجاوز عدد المجاز منها من التنمية الصناعية العشرة الاف مشروع مغلقة تماما بسبب تدهور الاوضاع الامنية من جهة وسياسات الحكومات التي جاءت مع الاحتلال والتي فتحت الباب على مصراعيه امام صناعات الدول المجاورة واغلبها صناعات غير مطابقة للمواصفات مما جعل الصناعات العراقية غير قادرة على المنافسة بسبب ارتفاع كلف الانتاج وانعدام وجود الطاقة الكهربائية وارتفاع اسعار الوقود ، واضاف الصناعي نفسه ان ميليشيات الاحزاب ( تحتجز ) مصانعنا وتجبرنا على دفع رواتب لحراس وهميون من افرادها وحين حاول البعض نقل مكائن مصنعه الى المنطقة الحرة الواقعة بين الاردن وسوريا ( جابر ) فرضت عليه هذه الميليشيت ارقاما خيالية للسماح له باخراجها من مصنعه الذي يقع في منطقة نفوذها .
(6) يسود الخطاب ( التخويني ) و( الاتهامي ) بين انصار طرفي البعث في عمان والطرفان يدعيان الشرعية ( وكل يدعي وصلا بليلى ) ويشاع في الاردن ان هناك طرفا بعثيا ثالثا على وشك ان يعلن عن نفسه قريبا
(7) قال لي صديق شيوعي ( متقاعد ) لقد اكتشفنا ماهو اكبر من الخدعة ، اكتشفنا ان ثقافتنا هشة الى حد ان بعض
( رفاقنا ) سارع الى الاصطفافات القومية والطائفية واصبح الشيوعي الكردي اكثر ( قومانية ) في طروحاته من اعضاء الاحزاب القومية الكردية وكذلك تخلى الشيوعي السني والشيعي عن علمانيته وانحازوا الى طوائفهم ان لم يكن بشكل مباشرا فبشكل غير مباشر ( توافق فكري ) تخيل ان شاعرا شعبيا شيوعيا كتب مقالة بعنوان
( كلنا ابودرع ) يمجد فيها قاتلا ينتمي لطائفته وشيوعيا اخر يعتبر ( ان لامكان للسنة في الحزب الان ) كل هذا بسبب هشاشة الثقافة الحزبية ، لقد تعلقنا بقشور الماركسية واهملنا التثقيف بالوطنية العراقية وهو ماكان يدعو له مؤسس الحزب الرفيق فهد وماتبناه من بعده سلام عادل وجيل من الشيوعيين الوطنيين
( 8 ) عبر أمامي من التقيتهم ممن كانوا يتعاطفون مع الاحزاب الاسلامية الشيعية وخاصة ( حزب الدعوة ) عن خيبتهم
من قيادات الحزب الموزعة اليوم بين عدة احزاب وقالوا بأن قيادات هذه الاحزاب أ بتلعتها السلطة وانها اصبحت محاطة بحاشيات من ( الاقرباء ) و ( الاصهار ) وتناست حتى اولئك الذين دفعوا دماءهم في سنوات العمل السياسي ضد نظام صدام حسين ، وانهم يقومون اليوم بممارسات هي نموذج لممارسات الدكتاتوريات في العالم الثالث كما ان تبعيتهم لايران افقدتهم الكثير في اوساط حاضنتهم الشيعية العروبية التي ترفض تقسيم العراق وتتمسك بوحدة مكوناته ، والحال نفسه مع من كانوا يتعاطفون مع ( الحزب الاسلامي ) الذين يعتبرونه اليوم فقد بوصلته السياسية واصبج جزءا من سلطة الاحتلال .

رئيس تحرير جريدة ( البلاد ) كندا
www.albilad.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو