الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف الانفكاك من الثقافة البعثية الرعوية ؟

أحمد مولود الطيار

2007 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


من الطرف المتداولة في تركيا , تقليلا لشأن الأكراد المتواجدين هناك : أنه لن يدخل الجنة من لا يتحدث اللغة التركية .

وفي الردّ على متحديهم الأتراك , يقول الأكراد : قياسا على ذلك فأن الرسول العربي محمد (ص) لن يدخل الجنة !!.

وبعد عبور الحدود الى سوريا يزداد الأمر طرافة أكثر , عبر عنها طفل في المرحلة الاعدادية ، عندما تناهت الى سمعه تلك

الطرفة الشوفينية من أبيه وضيوفه , قائلا ببراءة لا يشوبها شائبة : " الرسول محمد والرئيس بشار الأسد لن تطأ أقدامهم الجنة

لأنهم لا يفقهون شيئا في اللغة التركية ؟! " متابعا : " هل هذا معقول ؟! " .

سؤال واندهاش الطفل البرئ ، دشنته منذ أربعة عقود ، سياسة دأبت بلا كلل أو ملل على احلال التلقين والتدجين والتأليه مكان

السؤال النقدي ، سؤال ، كيف ولماذا . ما يفرض نفسه حاليا وبالحاح في محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه : كيف الانفكاك من الثقافة

البعثية الرعوية ؟

سيرورة أفضت الى انغلاق . هل يستوي تعبير هكذا ؟

السيرورة ، فضاءات ، الى تراكم وآفاق مفتوحة . النظام البعثي - كما كل الأنظمة الشمولية - أدى الى قطع , اغلاق سيرورة ،

وفتح سيرورة خاصة به . مفرداتها :

تأليه الحاكم ومن ثم يجب عبادته (الله , بشار وبس ).

- انتصار الريف على المدينة .

- الأقلية على الأكثرية . العسكر على المدنيين .

الجيش على الحزب , ثم البعث وسيلة بيد الجيش (ركيزة ايديولوجية , للتعبئة والدعاية و التجييش كلما اهتزت العروش والكراسي).

- المنظمات الشعبية بديل لمنظمات المجتمع المدني .

- عسكرة المجتمع .

- ترييف النخب العسكرية .

- دولة بلا مؤسسات . الموجود : حرس جمهوري , أجهزة أمنية , مخبرين , مؤسسة قضائية بلا عدل , مجلس شعب بلا تعددية ، مدارس مكتضة بلا أدنى تعليم .

وزير و وزير ظل ..الثقافة السورية المنتجة عبر عقود البعث الأربعة لم تبارح العناوين تلك .

كذلك وهو التحدي الأكبر: كيفية ايقاف مدّ السيرورة البعثية الطاردة لكل تفتح , عقلانية , ديموقراطية , حقوق انسان , اعتدال ,

فردية ...الجاذبة والمتكورة والحامل دائما ب عصبوية , قومجية ,تعبوية , تجييشية , باختصار ثقافة رعوية بامتياز؟.

أفضت السيرورة البعثية الى انهدام العقل السوري ان جاز التعبير وتمكينه وحشوه بثقافة غرائزية ماهو السبيل الى سيرورة تعيد انبناء ذلك العقل ؟

لقد أفضت الرعوية البعثية الى تمكين الاستبداد ورعاية الافساد وأدت الى قتل كل مساهمة ايجابية في السياسة ودمرت كل المقومات

لانشاء الأحزاب الحقيقية الديموقراطية , حيث وضعت حجابا يحول بين الأخيرة والناس معتمدة في ذلك بشكل مطلق على القوة العارية المنفلتة

من كل عقال .

في معرض اجتراح الحلول للخروج من عنق الزجاجة التي وضعنا فيها النظام البعثي :

" استعادة المجتمع السوري لمدنيته وقدرته على إنتاج سلطات اجتماعية مستقلة توازن سلطة الدولة. فجوهر المجتمع المدني

في كل مكان هو إنتاجيته لسلطات اجتماعية متنوعة: أحزاب، نقابات، جمعيات، اتحادات من مختلف الأنواع.

والمجتمع المدني السوري أكثر من ضعيف، إنه غير موجود بفعل عقود من الحصار والخنق والاختراق الجهازي العنيف " .

التدرب على ممارسة الشأن العام دون خوف أو وجل من شأنه أن يعيدنا الى بداية السكة وهو بداية تلمس الجواب لكل الأسئلة المحرجة .

سوريا - الرقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254