الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر البوليساريو ال 12: هل يكون مؤتمر القطيعة مع وقف اطلاق النار ..!!

السالك مفتاح

2007 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


إن قراءة التقييم العام لجوانب العمل الوطني، واستحضار مميزات الأوضاع الدولية، الجهوية، والوطنية، والحالة الراهنة لمسار التسوية، وأخذ بعين الاعتبار للآمال والطموحات الوطنية، وحجم التضحيات التي قدمها الشعب الصحراوية قربانا للحرية والإنعتاق، وطول مدة الانتظار، وبالنظر إلى أن الحل الذي نتطلع إليه مجسدا في الاستقلال الوطني، لن يخلق نفسه، مثلما لن يكون هبة من أي طرف، فإنه علينا أن نعي بأن الشعب الصحراوي - وهو يهيء لعقد مؤتمره الثاني عشر، يجد نفسه في مواجهة مخاطر كبيرة تتمثل في مؤامرة خبيثة هدفها الأول والأخير الالتفاف على حق تقرير المصير ونسف مقومات وجود الهوية والكينونة الصحراوية، في محاولة واضحة لتشتيت الصحراويين والقضاء على إمكانيات صمودهم وتبديد كل عوامل قوتهم، بحسب ما كان عليه الاجماع في الندوات المؤطرة لهذا الحدث... بل ان المؤتمر بالنسبة للغالبية موعدا غير مسبوق تصدق عليه مقولة الولي قبل المؤتمر التأسيسي للبوليساريو 1973 " الآن أو أبدا"..
بمعنى نكون او لا نكون ..!! وذلك بالنظر للعوامل الاتية:
- فقدان الثقة في المشروع الوطني، في ظل وضعية الاحباط والممارسات المتولدة عن سنوات من الانتظار والنمطية الناتجة عن التعايش مع مظاهر الفساد والمحسوبية وتفشي الزبونية نتيجة عدم فاعلية الاجهزة وخمول التنظيم السياسي مما فتح الباب لعدم المصداقية بمن بيده الزمام ...!!
- التخلي عن الواجب وتولي الادبار والهجرة والبحث عن المادة، وسيطرة هاجس المتاجرة والتملك، وسط ظروف تظل استثنائية لمشروع يسير بسرعتين:
دولة من حيث المتطلبات والمسؤولية، وحركة من حيث الخطاب والإمكانيات...!! وسط هذه الظروف يتمادى الخصم - وهو بصدد مشروع جهنمي وبدعم قوي لقوى دولية كبرى لا تتورع عن الانتهاك الصارخ للمشروعية الدولية والاستخفاف بقرارات الامم المتحدة .
في الواجهة الدولية تسويق مشروع الحكم الذاتي كمقاربة لتقرير المصير، وفي الداخل تشتيت الصف واغراق المنطقة بالمستوطنين وافراغها من قواها الشابة عبر التهجير والتصفيات الجسدية والاعتقالات، وانتشار المخدرات وزراعة كلما يمكن ان يخلق دواع التدخل لاعادة الانتشار في كل المنطقة وقضم اجزاء جديدة (احتلال مناطق شرق الجدار) بحجة تصفية عصابات التهريب ومكافحة جيوب التطرف وغير ذلك من خلق ذريعة اعادة الاحتلال في ظل تغاضي الامم المتحدة وتواطؤ بعض القوى المتنفذة دوليا ..!!
- على مستوى مسار التسوية نحن أمام وضعية تنذر بالانسداد النهائي، وعودة القضية للمربع الاول...!! فالتجربة في التعاطي مع الأمم المتحدة لازيد من 16سنة، بينت ان المسار الذي عايشناه، جملة من المخططات المتعاقبة والتي لم تفض إلى حل مقبول.
وبالرغم من التقدم الذي تحقق بالتوصل بعد كثير من المنعرجات والتعديلات على الخطة الأصلية للتسوية - إلى تحديد المصوتين، ووضع ميكانيزمات الطعون، وتهيئة خطة إعادة توطين اللاجئين، إلا أن كل هذه الجهود اصطدمت بالرفض الصريح والعلني من طرف النظام الملكي في المغرب، ضاربا عرض الحائط القرارات الأممية ومتنكرا للشرعية الدولية.
وبالمقابل لم يكن مجلس الأمن الدولي في المستوى المطلوب من الاستعداد للضغط على المارغ وإجباره على تطبيق الاستفتاء المتفق عليه، ليعود مسار التسوية من جديد إلى حالة الجمود، ونقطة البداية ..!! وعلى الرغم من أن المفاوضات الأخيرة التي وإن كانت قد حطمت أطروحة الرباط المتمثلة في ثنائية الصراع بينه والجزائر وجسدت بما لا يدع مجالا للشك طرفي الصراع: جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، إلا أن الآمال المعلقة عليها تبقى جد محدودة، وضئلة..!! ذلكم بإن التعاطي مع الأمم المتحدة لم يفض بعد إلى تقدم ملحوظ، فكل خطوة الى الامام تقابلها اثنتان للخلف، بل يمكن القول أن هذا التعاطي كان له تأثيره الواضح على الإنجازات والمكاسب الصحراوية في كثير من المستويات..!! بل ان المفاوضات والمقاربة وجهود الامم المتحدة باتت بنظر الحقائق المكرسة على الارض، تسبح في مسار غامض تجلت بوادره في محاولة إعادة صياغة مفهوم تقرير المصير، والتعامل مع أطروحات المحتل (الحكم الذاتي) كحل ضمن مقاربة الواقعية السياسية التي تحظى في وثائق مجلس الأمن بالثناء وتوصف بذات المصداقية على حساب الأخرى ..!! - أي حل سياسي يمكن أن تتفق عليه إرادتان متناقضتان في الهدف والمرامي !؟ وفوق هذا وذاك لماذا لم تحرك الأمم المتحدة ساكنا أمام الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة بالرغم من معايشتها المباشرة لما يجري، حتى بعد إن أقدمت على إرسال بعثة أممية لتقصي الحقائق، إلا أنها في المقابل عمدت إلى حجب تقرير تلك البعثة إلى الآن!!!
ويبدو، بالنظر لمسار التسوية والجهود المبذولة والتنازلات والتضحيات الكبيرة والسخية التي قدمتها البوليساريو من جانب واحد، فأن الأفق بات قاب قوسين أو أدنى من الانسداد في ظل التراجع التدريجي والغموض في القرارات الأخيرة للامم المتحد (مجلس الامن) التي وإن كانت تتمسك بحق تقرير المصير إلا أنها لا تخلو من النوايا المبيتة لدى بعض مراكز النفوذ تخفي وراءها التهيئة لمشاريع مشبوهة تستهدف النيل من حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال..!! كل ذلك يجعل من المؤتمر الثاني عشر مؤتمرا استثنائيا بكل المقاييس..!! "ظروف ومسؤوليات تتطلب التفكير المستفيض في تهيئة البدائل وجمع أسباب القوة في الداخل والخارج،" بحسب جل المداخلات في تقييم الوضع الراهن..!!
"نحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالتجند والتعبئة لمواجهة هذا التحدي الجسيم، وصولا إلى خلق ميزان قوة محسوس ومؤثر، وذلك لن يتأتى إلا بالرجوع إلى الذات تقويما وتصويبا، ومعالجة كل مناحي الضعف دون استثناء واستحضار قيم ومباديء النضال كمرجعية في التفكير والممارسة..!! ومن هنا، فإنه من الأهمية بمكان إيجاد الأسباب والحوافز والأساليب لخلق نهضة شاملة يقودها تنظيم سياسي قوي ومنسجم، قادر على وضع سلما للأولويات، يتفرغ من اجل تحقيق الأهداف وتعزيز عوامل الصمود، وخلق القوة الحقيقية..!! .."
لن يتاتى ذلك يقينا الا بعمل وطني شامل يضع بناء القوة الذاتية ومناعة الاداة، وسيلة لتفعيل المشروع الوطني وتحديثه..!! وفي مقدمة اسباب المناعة اداة سياسية للمراقبة والمتابعة والمحاسبة.. اداة مؤتمنة على النهج قادرة على تقويم الاعوجاج بقوة القوانين ومصداقية وحنكة الأطر..!!
ثانيا تقوية مؤسسات الدولة، وتعزيز دور ومكانة جيش التحرير الشعبي باعتباره حامى مكاسب الامة، في ظل نظام سياسي له قوة الاستقطاب ويد الردع..!! "تقوية جبهة الارض المحتلة ومدها بكل اسباب الدعم الممكنة، وضمان إستمراريتها وتصاعد وتيرتها، وحمايتها، وفك الحصار عنها.
جبهة اخرى تتطلب الرعاية، انها الأراضي المحررة التي لابد ان تبقى قبلة النماء ووجها لسيادة الدولة الصحراوية إلى جانب تفعيل دبلوماسية نشطة وفاعلة، لتعطي مع إلاعلام، واجهة ديناميكية ومتطورة، تعكس الحقيقة هذا في ظل ضمان ترقية الخدمة العمومية في جميع المرافق الاجتماعية."
وثيقة صادرة عن الندوات السياسية. "إن تحقيق هذه الأهداف لن يكون إلا بنهضة وطنية شاملة ومتصاعدة، وعلى كافة الجبهات السياسية، والعسكرية، الاجتماعية، والاقتصادية، والتمسك بالوحدة الوطنية والتلاحم، ومواجهة أي تطاول على الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا في إقامة دولته المستقلة، وضمان أعلى درجات الاستعداد لكل الاحتمالات، لتعزيز أوراق الضغط القائمة، وخلق وسائل ضغط جديدة في الداخل والخارج، تسند القوة التفاوضية، تمدنا بأسباب الصمود، وتكرس الثقة في المشروع الوطني." تصريح احد المشاركين في الندوات التحضيرية. " إن مناضلي ومناضلات جبهة البوليساريو مدعوون لتوظيف قدراتهم اللامتناهية في التفكير والخلق والإبداع لإيجاد الرد المناسب الذي تتطلبه المرحلة الراهنة، بما يمكن المؤتمر الشعبي العام من الخروج بالخطط والتوصيات المناسبة بتبني التوجه الأنجع بتقريب يوم النصر وحسم معركة التحرير، بما يكفل حق شعبنا الثابت ويلبي طموحاته المشروعة، ويرقى إلى مستوى تضحياته الغالية ويفي بعهد شهدائه البررة الخالدين، تجسيدا لشعار "كفاح شامل لفرض السيادة والاستقلال الكامل".
والاكيد حسب مؤشرات ونبض الشارع ، فان المؤتمر الجديد والحقائق القائمة على الارض والضغوطات التي تتعرض لها قيادة البوليساريو، تضع هذه الاخيرة امام خيارين احلاهما قطيعة مع وقف اطلاق النار والتوجيد الميداني لاسؤ الخيارات في ظل اصطفاف الولايات المتحدة وفرنسا خلف عربة الاطروحة المغربية ، رغم صعوبة الموقف، الا انه بات قاب قوسين او ادني ولو من باب التحضير النفسي ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية