الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكتة بائخة أم مؤشر آخر على التدهور الفاشي ؟!

دوف حنين

2007 / 12 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الإقتراح بأن أمثل "النواب العرب" في اللجان "الحساسة أمنيا":
قبل أسبوع ونصف، انبثقت عن لجنة الداخلية البرلمانية لجنة فرعية مغلقة للإهتمام بقضايا "الأمن الداخلي"، حينها اقترحتُ أن يكون في عضوية هذه اللجنة نائب عربي، خاصة كون علاقات شائكة تربط المواطنين العرب بالشرطة وكافة أذرع "الأمن الداخلي"، وهو محور مركزي في عمل هذه اللجنة.
إقتراحي أحرج أعضاء الكنيست: إنهم لا يريدون عربا في لجنة "حساسة أمنيا".
المفاجأة جاءت من طرف عضوة الكنيست سارة مروم شليف من قائمة المتقاعدين، والتي اقترحت أن أكون أنا، دوف حنين، "ممثلا لأعضاء الكنيست العرب" في هذه اللجنة.
إقتراح شليف هذا قد يبدو للبعض "لطيفا" بل وحتى "إبداعيا"، لكن من الخطأ التعامل معه بمعزل عما تمر به الكنيست من موجة عنصرية ضد الجماهير العربية وممثليها، ولأنني رأيته في سياقه العنصري الخطر هذا، رفضته دون تردد ورشّحت لعضوية اللجنة النائب ابراهيم صرصور، عضو الكنيست العربي الوحيد الذي كان حاضرا من بين أعضاء لجنة الداخلية.
نشير أولا، إلى أنه وفي ظروف طبيعية، من الطبيعي أن تكون في البرلمان لجان مكونة من النواب العرب وحدهم وأخرى من النواب اليهود فقط، حسب مجال عمل هذه اللجان، لكن الوضع اليوم غير طبيعي، وتغييب النواب العرب لا يكون لانعدام الحاجة الموضوعية لوجودهم، إنما من منطلقات عنصرية، وهنا يكتسب حتى التمثيل الرمزي قيمة خاصة، يفقدها طبعا اذا كا جاء لاستبدال التمثيل الفعلي.
لذا رأيت بأنه من الضروري اختراق أي حاجز قومي حول أي لجنة برلمانية، ورفضت ترشيحي لهذه اللجنة. وهنا أؤكد، أنني لم أرفض لأنني لا أرى بنفسي ممثلا مخلصا للجماهير العربية ومصالحها الحقيقية، بل إنني أرى بنفسي من أكثر النواب اخلاصا للعرب وقضاياهم، بالضبط، كما أرى برفيقيّ، محمد بركة ود. حنا سويد، ممثلين مخلصين للمصالح الحقيقية (أشدّد: الحقيقية) لليهود في إسرائيل، بعيدا عن الاحتلال والعنصرية والفجوات الإجتماعية، ففي النهاية، قناعتي هي، بأن مصلحة عليا واحدة تجمع الشعبين في هذه البلاد.
إذن فقد رفضت لأنني رأيت بموافقتي تعايشا مع العنصرية وتهميشا للمواطنين العرب، رأيت بموافقتي "تخفيفا" عن العنصريين ومخرجا أنا لست معنيا به لهم. موافقتي كانت ستكون تعاونا مع الموجة الخطرة التي تغرق الكنيست باقتراحات القوانين العنصرية.
لكل الأسباب المذكورة آنفا رفضت، وأنا فخور برفضي هذا، لكنني ما زلت قلقا وللغاية لما يحمله ترشيحي من دلائل تؤكد رفض العربي، فقط بسبب قوميته، فلو كان بركة وحنين يحملان نفس المواقف الإجتماعية والاقتصادية ويتظاهران معا في الناصرة وبلعين وتل أبيب، يظل اليهودي "أهون الشرين".
بوسعنا لمس هذا التوجه عبر القوانين التي تسن مؤخرا وهي بعدد كبير منها، تأتي للنيل من مواطنة المواطن العربي، إما عبر إشتراطها بتأدية الخدمة العسكرية وإما بإسقاطها بتهمة زيارة الدول التي تسميها اسرائيل بـ "المعادية"!
تحويل "المواطنة" من حق اساس غير مشروط إلى رهينة تمنح أو تسلب وفق "شهادة حسن السلوك للمواطن" لهو إحد أخطر الظواهر التي تنذر بالتدهور المتسارع نحو الفاشية، فالمواطنة حق أساسي وشرط لا غنى عنه لبناء النظام الدمقراطي وتهديدها تهديد للدمقراطية برمتها، هذه حقيقة متعارف عليها في كل الدول الدمقراطية التي تحترم نفسها!
القوانين واقتراحات القوانين العنصرية كثيرة لا مجال هنا للتوقف عندها كلها، لكن هنالك قانونين بمنتهى الخطورة ولم ينالا حقهما من الإهتمام، الأول هو القانون الذي يشترط أي تنازل في القدس بتأييد 80 نائبا، وفي هذا دليل على أن الفاشية لا تكتفي بتهديد الأقلية، والثاني هو القانون الذي يشرعن وبوقاحة لا تعرف حدا التمييز ضد الطلاب العرب.
في هذه الوضعية، يكون سؤال الأسئلة الأكثر إلحاحا هو "من يعزل من ؟!" أنسمح لليمين العنصري بعزل المواطنين العرب ومعهم القوى التقدمية اليهودية، أم نتمكن نحن، المواطنين العرب والتقدميين اليهود من عزل اليمين؟!
إنتصارنا هو الضمانة الوحيدة لوقف الفاشية، التي باتت خطرا حقيقيا وليست مجرد شعار تحريضي تهويلي، وانتصارنا هذا مرهون بقدرتنا على خوض معركتنا العادلة بحكمة ودقة تمكننا من ضرب الداء في مكمنه- حيث الأغلبية اليهودية- هناك هي معركتنا المركزية، والشارع اليهودي حلبة مركزية علينا عدم التنازل عنها، لا بالإكراه ولا طواعية !

عضو الكنيست من الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر