الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنصرية المعادية للعرب تتضاعف في إسرائيل

سالم جبران

2007 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


"المجتمع الإسرائيلي يسجل ارتفاعاً مذهلاً، بزيادة 100% عن السنة الماضية،في الكراهية التي تكنها الدولة والمجتمع اليهودي تجاه الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل كمواطنين." هذا ما قاله الكاتب اليهودي، من أصل عراقي، الذي يرأس جمعية حقوق الإنسان والمواطن في إسرائيل، سامي ميخائيل، قال هذا التصريح المجلجل، تعقيباً على التقرير السنوي لجمعية حقوق الإنسان والمواطن، الذي يشكِّل وصمة عار ومؤشراً خطيراً على العنصرية البهيمية المعادية للعرب.
وقال سامي ميخائيل: ليس صدفة إنه بينما نكتشف تصاعد العنصرية المعادية للعرب نكتشف أيضاً مظاهر عنصرية بهيمية تجاه المهاجرين اليهود من إثيوبيا إلى إسرائيل واحتقاراً لهم بسبب بشرتهم السوداء. وعزلاً لهم في المدارس عن الطلاب "البيض"، كما حدث في مدينة بيتح تكفا وفي مدن أخرى.
وطبقاً لتقرير جمعية حقوق الإنسان والمواطن فقد ارتفعت بنسبة 26% الأعمال العنصرية ضد العرب في عام 2006، بينما ارتفعت الكراهية عموماً تجاه العرب بنسبة 100%، وقال 55% من اليهود إن الدولة يجب أن "تشجع" العرب على الهجرة من إسرائيل إلى الخارج. وقال 78% إنهم يعارضون ضم أحزاب عربية إلى الإئتلاف الحكومي وقال 74% من اليهود إنهم يعتقدون إن العرب "غير نظيفين" بكلمات أخرى "قذرون" بطبيعتهم.
وقال التقرير إن هناك "معاملة عنصرية مكشوفة وصارخة " ويشاهد العرب بأم أعينهم كيف أن اليهود والأجانب يسافرون بسهولة مطلقة بدون أي تأخير أو تفتيش، بينما العربي عليه أن يعبر جحيماً لا يطاق من التفتيش والأسئلة الاستفزازية.
كذلك هناك تمييز صارخ ضد العرب عندما يتقدمون لشراء قطع أرض للعمار، وأراضي الكيرن كييمت (المنظمة اليهودية لشراء وملكية الأراضي) تبيع الأراضي للعمار للسكان اليهود، فقط.
ويقول التقرير إن دائرة النشر الحكومية التي تنشر إعلانات الدولة في الصحف، تعاقب أية صحيفة عربية تنتقد الحكومة، وتمنع عنها الإعلانات الحكومية، التي هي مصدر أساسي جداً لتمويل الصحف.
ويقول التقرير إن هناك أمزجة خطيرة جداً تتجذر بين اليهود، بتحريض من المنظمات العنصرية تقول بان "الديمقراطية لا تسمح بالنضال الفعال ضد العرب" ويجب تشريع قوانين أكثر قومية وأكثر حزماً لضرب الرؤوس العربية التي ترفع رأسها وتبدو واثقة بالنفس بشكل استفزازي.
ويشير التقرير، أيضاً، إلى أنه كثرت اقتراحات القوانين من كتل عنصرية ونواب عنصريين، تهدف إلى تقليص نشاط العرب، وتهدف إلى تعميق لا شرعية النشاط السياسي والثقافي والقومي للمواطنين العرب الذين يشكلون حوالي 20% من مجمل مواطني الدولة.
كذلك هناك من يطالب باشتراط حق التصويت للكنيست (البرلمان ) بالخدمة العسكرية، كما يشترط إعطاء العديد من الحقوق المادية للعرب، فقط إذا قاموا بالخدمة العسكرية، وهناك قوى عنصرية وفاشية تطالب بأن يشترط دخول أي عضو كنيست إلى البرلمان أو زير إلى الحكومة بإعلان قَسَم الولاء لدولة إسرائيل كدولة يهودية، أملاً في أن هذا سوف يؤدي إلى عدم دخول العرب إلى البرلمان الإسرائيلي أو إلى الحكومة.
ويذكر أنه في الحكومة الحالية بقيادة أولمرت، دخل لأول مرة وزير عربي هو غالب محمد مجادلة وزيراً للثقافة والعلوم والرياضة، وهو طول الوقت عُرضة لاستفزازات اليمين المتطرف الذي يشكك في إخلاصه، ويعتقد أنه من غير الطبيعي أن يكون عربي وزيراً للثقافة في "الدولة اليهودية".
وقال الكاتب سامي ميخائيل إنه مذهول وحزين من هذا التدهور الحاد المعادي للعرب، ولكنه في الوقت نفسه تدهور أخلاقي وإنساني عموماً، ويدل أن العنصريين في إسرائيل نسوا التاريخ ونسوا ماذا فعلت النازية في أوروبا لليهود.
وقال: إن اليقظة الإنسانية وتصعيد النضال ضد كل أشكال العنصرية ليس فقط لمصلحة المواطنين العرب، بل هو لمصلحة حماية إنسانية اليهود أيضاً.
وقال إن حالة الحرب الدائمة تخلق مناخاً خطيراً جداً يبرر كل تدهور ويبرر كل انحطاط، ويحوِّل الإنسان إلى كاره للإنسان للآخر، فقط لأنه من قومية أخرى أو من دين آخر.
وقال سامي ميخائيل: أنا عندما أرفض كل شكل من أشكال العنصرية أصون إنسانيتي وأصون كرامتي، مع أن عندي كل الأسباب لاحترام العرب فقد عشت معهم وبينهم في العراق حتى سن العشرين، وفي إسرائيل تربطني أواصر صداقة عميقة مع العديد من الأدباء والفنانين والمثقفين العرب الفلسطينيين، الذين أعتز بصداقتهم.
يجب الإشارة هنا، إلى أن المؤسسات العربية والسياسيين العرب لا يقومون بالشكل الكافي بالعمل المنهجي ضد العنصرية، كما لا يقومون بالمبادرات، حتى الطفيفة، للتواصل والحوار مع القوى الديمقراطية اليهودية سعياً لبناء نشاط مشترك وفي أحيان كثيرة يقوم الساسة العرب بالردود الانفعالية الانعزالية التي تضر بدل أن تنفع.
وهناك موجة من القلق العميق بين الفلسطينيين في إسرائيل ليس فقط من العنصرية المتفاقمة، السلطوية والشعبية، بين اليهود، بل أيضاً من عجز السياسة العربية عن بناء الأدوات والسياسة والنهج الديمقراطي والعصري، لدحر العنصرية من خلال بناء قنوات للتحالف العربي-اليهودي الذي يربط بين مكافحة العنصرية في إسرائيل، والنضال للسلام الفلسطيني- الإسرائيلي العادل، حيث أن استمرار النزاع الدموي بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو مستنقع تنمو على خلفيته التيارات العنصرية والفاشية المعادية للعرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة