الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة العراقية/فوازير الغالب والمغلوب

علي حسن الفواز

2007 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو ان السياسة في العراق تركض باتجاهات متعددة،وجهات لاحدود لها ،السياسيون فيها يبحثون عن اماكن لممارسة خلواتهم الدستورية والتنفيذية والايديولوجية ، والبرلمانيون يستعرضون في كل مناسبة وعند كل جدل سياسي عضلاتهم البلاغية وثقافة خنادقهم التي تزيد من اعراض الاصابة بنزلات السخونة الامنية والعطالة الاقتصادية ..
ولاشك ان زيادة مظاهر هذه العلل تبدو جلية في لحظات (الشدائد) الوطنية ، فهؤلاء السياسيون يرسمون الاداور في ضوء مصالحهم او في اطار قراءاتهم لما يمكن ان يكونه السياسي كظاهرة اجتماعية في خدمة هذه المصالح ،فضلا عن بروز ظاهرة اخرى لكنها اكثر ضغطا وقسوة وهو ظاهرة الادارة السياسية التي تحتاج بالضرورة الى جرعات عالية من الشرعنة والحرفنة والمهنية ،وهو ما نتحسس فقدانه في مرحلة انخراطنا في صناعة ازمات نشوء الدولة الديمقراطية الحافظة للحقوق والواجبات وقيم المواطنة ومصالحة القوى التي ينبغي ان تدخل في عقد اجتماعي يكفل الادوار والمسؤوليات بعيدا عن حسابات الخنادق القديمة المحكومة بعوامل وتداعيات كل ازمة العقل الطائفي والعقل الاثني المأزوم والذي عشنا حروبه ومراراته منذ مئات السنين ..
ان مفهوم الخلاص الوطني واعادة انتاج الدولة يبدأ بتقديري من التحلل من عقد هذا العقل الماضوي وفروضه والتزامه بدءا من فروض الحاكمية المهيمنة وانتهاء بفروض التكفير والسيطرة وطرد الاخر خارج أي سياق انساني، لان ما ندرك تدعياته ليس محسوبا بمقاييس الوطنية والمهنية والاخلاقية قدر حسابه بعقد وحساسيات تنتمي الى عقل فاشل اثبت بطلان ادواته في انتاج نظام مقبول للعدالة والشراكة العاقلة ومفهوم الحاكمية الرشيدة..
وازء هذا تبدو ازمة السياسة في العراق مفخخة بالاحتمالات والصراعات ومجذوبة الى ازمات الماضي اكثر من ايمانها بالحاضر والمستقبل والرغبة في تشكيل شراكات سياسية هدفها الاساس هو التوافر على الشروط الموضوعية لبناء هذه الدولة وتجاوز عقد المواجهات والحروب الثانوية والتخلص من عقد الاحتلال الذي بدأ وجوده يزيد من الازمات والهموم ويضع الكثير امام فوازير لعبة الغالب والمغلوب !!
فمن يضعنا حقا امام فاعلية السياسة في ان تكون وعيا ومسؤولية ولم يدرك من خلالها السياسيون الحكام والاداريون والبرلمانيون واجباتهم قبل حقوقهم !!؟ ومن يعمل بجدية وبنكران ذات لكي نغسل ثياب السياسة والسياسيين من غبار الماضي وغبار الحروب والمصالح ونضعهم جميعا في قطار البلاد الذاهب نحو المستقبل؟ ومن يدرك من هؤلاء السياسيين ان الوطن الغني بكل شيء يعيش فقرا مدقعا وخدمات تكون لاترى بالعين المجردة لكي يبرؤأ ذممهم امام الله والناس من بشاعة الموت والارهاب والكراهية والظلم الذي يلف مساحات واحلام البلاد والعباد؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي