الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيصل القاسم.. محرّضا يساريا!

سنان أحمد حقّي

2007 / 12 / 19
ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007


كتب الدكتور الفاضل والإعلامي المعروف الدكنور فيصل القاسم مقالا تحريضيا شديدا يحمل فيه على المواقع الألكترونية التي تسمح لكتاب يبدو عليهم برأيه أنهم يتسترون باليسارية والإشتراكية لتمرير أفكارٍ هي برأيه يمينية متطرفة
والحقيقة أن المقال يتضح من مضمونه أنه يتبنى الأسس الأيديولوجية للإعلام ولم ينتبه للظاهرة التي تنمو في الوسط الإعلامي الجديد وهي تخطّي الأسس الأيديولوجية وعموم التخندق الذي لا يستمع ولا ينتبه للرأي الآخرويقمع كل اتجاهٍ سواه.
إن عددا من المواقع الألكترونية تتخذ مسارا جديدا يسمح بنشر مختلف الآراء والإتجاهات على اختلافها وتسمح في نفس الوقت بكل جرأة بنشر الأراء التي تختلف معها وهذا منهج محمود برأينا تماما يُتيح للمفكرين والكتاب أن يتفاعلوا مع مختلف التحليلات بعيدا عن التعصب وهو أي الدكتور القاسم لو كان يلمّح إلى ما يتم نشره في موقع الحوار المتمدن من أفكار متباينة فإنني وأن كنتُ لا أرغب بالتعرض لمقاله دفاعا عن الحوار المتمدن فحسب ،فإنني أشير إلى أن أحد أبواب المواضيع الثابتة في الموقع كما هو واضح هو باب نقد الفكر الماركسي أو اليساري
نعم..إن التخندق الذي وقعت فيه كثير من وسائل الإعلام دفع بها إلى التعصب في أرائها وجعل عيون وأسماع عديد من المفكرين والمثقفين تُغمض عن التفاعل سلبا أو إيجابا مع الرأي الآخر
ونتج عن تلك الظواهر ما نتج من تعصب أعمى أدّى إلى الجمود الفكري وقمع حرية الرأي والفكر وارسى قواعد الإعلام الموجه والثقافة الحزبية الواحدة والتي تضع معارضيها في خنادق الخيانة والإلحاد وسوى ذلك من الألقاب و الأساليب التي عانى منها المثقفون طيلة ما يُقارب القرن من الزمان ولم تعد على مجتمعاتنا إلاّ بالكوارث والإخفاقات والإنشقاقات الإثنية التي لا تنتهي
لقد وصل المتلقي الواعي لطروحات الإعلام المؤدلج إلى أن التعصب الآيديولوجي وجه من أوجه التعصب المختلفة الأخرى مثل التعصب الديني أو المذهبي والطائفي أو التعصب العرقي!
إن إلزام المفكرين والمثقفين بمنهج فكري مقرر لم يعد يُغري الكاتب ولا القاريء كما أن تقديم مناهج جاهزة ومطبوخة ومعدّة للتقديم في كل مكان ولكل الناس لم يعد مرغوبا أيضا .إن القاريء يريد أن يطّلع ويتفاعل مع المعطيات ويريد أن يستنتج ويفكّر بل يساهم في وضع الأفكار العليا والمقولات والكليّات والنتائج ولا سيما منهم المثقفون والمفكرون الذين يمتلكون القدرة على ذلك أو ممن هم مؤهلون بشكل أو بآخر لممارسة هذه المهام
هناك شيء اسمه احترام إرادة القاريء والمثقف أو المفكر لا تتم العملية الثقافية ولا الفكرية بدونها وإن إهمال هذه الإرادة يجعل من عملية الإعلام والثقافة عملية تلقينية عرجاء تقوم على جانب واحد تختفي فيها عناصر التفاعل وتضمر معها حيوية الجدلية والحوار وتنقلب إلى دروس مدرسية سكولاستيكية مقررة لا حياة فيها
إن الموقع الثقافي والسياسي الذي يحترم القاريء وخصوصا إذا كان قراؤه بمستوى ثقافي متقدم لا بد أن يتخلى عن فرض منهج فكري أو آيديولوجي محدد على كتابه وقرائه ولا بد أن يتخلى عن مبدأ الإعلام الهادف والموجّه(الدعاية!) الذي ثبت مدى تقاطعه مع حرية الرأي والإجتهاد
إننا نقرأ على سبيل المثال على صفحات الحوار المتمدن كثيرا من الآراء وباتجاهات متباينة لم تمنع آخرين من الرد والتعليق عليها كما نشهد هذه الأيام الحوار الراقي بين الدكتورين الفاضلين سيار الجميل وكاظم حبيب وراينا أيضا ردودا وتعليقاتٍ في مرات كثيرة أغنت ثقافة القاريء وخصوصا القاري متقدم المستوى وهو تماما ما يبتغيه موقع الحوار المتمدن بل ما يميزه
نقول لقد انتهى زمن الصحف التي تعبّر من لسان حال حزب أو جمعية فاليوم كل ما يكتبه معظم الكتاب لا يعبّر سوى عن أفكارهم وآرائهم وهذا هو السبيل الوحيد والأمثل ولا سبيل سواه لإطلاق الحريات العامة على اختلافها وإشاعة حقوق الإنسان وتقديم مثلٍ يُحتذى، وهو أمر انتهى عنده المفكرون والقادة والسياسيون وأن الوصاية على الفكر والثقافة والإعلام أثبتت جورها
نتطلع أن يقتنع الدكتور القاسم بالمنهج الجديد وأن يتبناه أيضا لأن في مقدوره أن يساعد على إشاعة روح الحوار الراقي أو المتمدن وإشاعة الحريات العامة وحقوق الإنسان والديمقراطية
مع خالص تمنياتنا له بالتوفيق والنجاح ونامل أن ينتهج الموضوعية في منهجه ويتجنب التحريض العاطفي لأن مواطنينا أحوج ما يكونون إلى إعلامٍ رائده الحقيقة ومنهجه الموضوعية والصدق
خصوصا ذلك الذي يستهدف المثقفين والمفكرين لأنه هو وحده الذي يحوز على احترامهم وأن لا نستثمر هياج العامة للترويج لأفكار لم تنضج بعد
وأرجو أن يتقبل الدكتور تعليقي برحابة صدر وله مني أوفر التقدير












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا