الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلير يتحول للكاثوليكية ! افهم دي ازاي؟

جميل محسن

2007 / 12 / 26
كتابات ساخرة


توني بلير ثعلب السياسة البريطانية الجديد , والطامح إلى اكبر من (منصب) رئيس وزراء سابق , يركض ويجري نحو محاضرات عالمية مستمرة تؤمنها له شركات يتقاسم معها الأرباح يعوض من خلالها (نقائه) السابق وتعففه المادي خلال مسؤولياته الرسمية , والعيون المسلطة عليه تحسب الإسترليني الزائد , ليخرج من مولد رئاسة الوزراء منتصرا مغسولا بلا حمص , والعوض بالخبرة التي ستمطر له ذهبا عند تقاعده, ذلك مايفعله حاليا العزيز بيل آل كلينتون , وما تدره جولاته وحساب الكلمات الذهبية التي يتمشدق بها من وراء ميكرفون , لجمهور تناسى واقعة العشق والغرام الرئاسية والآنسة لوينسكي , ليتلقف الدر لا القبلات من فم العزيز الوسيم , ويزيد له في الكيل , ويحول زوجته المخلصة الصابرة المحتسبة إلى رئيسة مقبلة للولايات المتحدة الأمريكية , ولتعش الرأسمالية ذخرا وأملا للشعوب .
ونعود للسيد بلير , ومجمل النفخ الإعلامي المنافق والمنفرد عالميا بمساحة الأحداث والمقدر لمسيرة تأثيراتها , لماذا يحتاج شخص كهذا حاليا الدخول في هذا المعترك ! أي التحول كمسيحي من الطائفة الانغليكانية السائدة في انكلترا إلى الكاثوليكية , وفي بلد هائل التطور تاريخيا في مسارات عديدة واضحة ومعروفة , متجاوزا ولاشك وعلى مستوى شخصيات بحجم ودرجة معرفة ووعي وذكاء السيد بلير , الحاجة الملحة كما يفهم من صيغة الخبر , لان يتبع السيد بلير (برنامج تنشئة وتكوين يستعد به للاندماج كلية مع مجتمع مذهبه الجديد) , كما ورد في تقرير ال bbc , أي تجارة جديدة بالدين والمذهب يتداولها ويحاكيها المستر بلير , يبز ويتغلب بها حتى على السيد القرضاوي وإبطال قناة الجزيرة , وعباقرة ومفكري ولاية الفقيه التاريخية , صعودا إلى بلاد العم سام وبقية الله في أرضه من الصهاينة الجدد , ومنافسي السيدة أوبرا خلف الميكرفون وساعات الظهور على الشاشة الصغيرة .
منذ أن أشرقت شمس العلمانية الحديثة , وانكلترا لها قاعدة ولمفكريها ملاذ , حتى كارل ماركس ترك بلاده الألمانية , وتوجه مستوطنا , مكتبة لندن , والمصادر التاريخية المحفوظة , والحرية المؤمنة , ليبني من هناك أسس فلسفة , الدين فيها بنى فوقية , وما يتبقى منه يحظر افيون للشعوب , فما بال السيد بلير ثانية يبحث في وقت اشراقة القرن الواحد والعشرين , ليس عن الأفيون نفسة بل وحتى صنفه الردى , الطائفية ؟! وكأنه يؤسس في بريطانيا العظمى حيث عاش برنارد شو وتفلسف وسخر ومات , عن مدرسة مثالية جديدة تؤمن له مستقبل زاهر , وطريق أوسع تبليطا وسهولة سير نحو آخرة مجيدة , وجنان مخلدة .
بلير يقرأ التاريخ ليس كماض كما يريدونا تصوره , ولكن كمستقبل يمهدون للشعوب لتسير في دروبه , ويحتاجون لذلك , مايبيعوننا إياه سلع بائرة ملونه زاهية يجربوها قبلنا , كما كانت يوما الأجداد , عندنا وعندهم , تقدم العذراء إلى شيخ القبيلة ليحكم على صلاحيتها وعذريتها قبل تزويجها من أبناء الرعية .
ونستون تشرشل ربما كان هو حلم بلير ومثله الأعلى , تقدم بريطانيا والانكليز نحو ذرى المجد في القرن العشرين , بقراءاته التاريخية للأحداث المستجدة القادمة , ليبني عليها وحسب توجهاتها تحالفات بلده , فليس لبريطانيا عدو دائم آو صديق دائم بل مصالح مستمرة , ولذلك اعتبره أبناء جلدته الأول بينهم للقرن المنصرم , فهل يحلم السيد بلير الطموح أن يكون الأول بريطانيا للقرن الواحد والعشرين , راكبا حصان أو مطية الطائفية والدين , باعتبار انهما بيضة الأحداث المقبلة التي ستفقس حروبا ومذابح , تبعد الشعوب عن اهتماماتها الحقيقية وتشترى بضائع فاسدة قديمة كاسدة , تتعايش وتموت من اجلها طيلة هذا القرن الحالي .
خسر طوني بلير كمسؤول رسمي رغم كل فذلكاته اللغوية , كما بريطانيا كداعية لتحرر الشعوب معركة البصرة لصالح إيران , والأحزاب والأفكار الطائفية والدينية , وتخسر العلمانية والحرية معركة , فهل سيحول السيد بلير كمتقاعد وداعية سلم وتحرر ومعتقدات دينية , تلك الخسارة إلى نصر مبين , باعتبار إن البصرة ستتحول مستقبلا إلى مركزا شعاع طائفي , لايحتاج إلى استيراد أو تدبير وقود ليبقى مستمرا وهاجا , باعتبار إن المركز المعني يطفو على بحر منه غزير ؟
كم كنا سنرى الرأسمالية قبيحة , لو لم تكن المنفردة الوحيدة بالساحة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي