الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نحو اصلاح تربوي جذري لنفسية الطفل العراقي
جاسم الصغير
2007 / 12 / 28حقوق الاطفال والشبيبة
عانى الطفل العراقي منذ عقود طويلة من تراكمات سلبية من اثر سمات الثقافة التربوية العنفوية التي ابنتها السلطات الاستبدادية السابقة حيث خلقت هذه السلطات الكثير من الاطـــرالتربوية والاجتماعية التي تسم بالعدوانية نحو الاخر ومن خلال العديد من التوجهات التي اقدمت عليها مؤسسات تربوية تدين بالولاء الكامل للسلطات الاستبدادية وعلى اسس أيديولوجية شوفينية حيث نراها من اجل حشو اذهان الاطفال ومن خلال المناهج الدراسية والانشطة المدرسية بتوجهات مريضة لااثر للتسامح فيها اطلاقا ومن خلال اعلاء من شأن قومية معينة لاعتبارات سيساسية وفكرية عنصرية واقصاء أي رأي حر اخر مخالف لتوجهات السلطوية الاستبدادية السابقة ولقد تزامن هذا الخراب التربوي المعد وفق سياسة منظمة مع مظاهر العسكرة للمجتمع العراقي ومنهم شريحة الاطفال سواء من خلال المدارس التي اصبحت اشبه بمعسكرات مغلقة تخرج اجيال خاوية تربويا وثقافيا فشهدنا الفعاليات العسكرية داخل اروقة المدارس من خلال ارغام بعض الطلبة من قبل ادارات المدارس على اطلاق عدة اطلاقات من فوهات الاسلحة ومايعنيه ذلك من اعتماد العنف كمنهج تربوي يعتمد في هذه المدارس او المعسكرات في فترات العطل لفترات معينة يمارسون فيه كل الانشطة العسكرية اضافة الى ذلك سخرت السلطات الاستبدادية كل الفعاليات الفنية والادبية من اجل هذا الهدف فشهدنا الاناشيد العنصرية التي تؤبن التوجهات الاحادية وذات الغلو في التاكيد على الانتماء لامة معينة على حساب الانتماءات للتشكيلات السوسيولوجية الاخرى التي عرفها مجتمعنا العراقي منذ فترات طويلة ويعتز بها انه الالغاء للهوية وللكينونة الانسانية وبالطبع ان كل هذه الممارسات التربوية التعبوية العنفوية سواء كان عنف صريح ام عنف رمزي فعلت فعلها وبدت اثارها السلبية في مخيال الطفل العراقي جلية جدا وانعكست انعكاسا مباشرا في ثقافته الشخصية ومن خلال التصرفات الشخصية التي يتصرف بها مع الاخر حيث الانفعال وكره الاخر والتصرف باليد قبل التصرف بالعقل لان الفاشستية ومنها بالطبع توجهات النظام البائد تلغي ملكة العقل بالكامل وتؤكدعلى الطاعة الغريزية وتجعلها هي السمة البارزة في سلوكياته وهذا امر ليس بغريب وخاصة اذا ملاحظنا ان ادوات اللعب التي كان يستعملها الطفل العراقي هي البندقية وغيرها من ادوات السلاح وكل ذلك متأتي من الاطر التربوية السلبية التي خلقهل النهج التربوي الاستبداي السابق ان الطفل وكما يقول المفكر الانكليزي جون لوك رائد المدرسة الدستورية كالورقة البيضاء يبثبت عليها أي شئ وهكذا اكتسب الطفل العراقي بفعل هذه السياسة التربوية البائسة ملامح انسان عنفوي ومتمرد على أي توجه حضاري وانه الفراغ الحضاري الذي خلقته التوجهات المريضة للسلطة البائدة ولايغيب عن تحليانا اثار الحروب العبثية التي اقدم عليها النظام البائد ولفترات طويلة جدا ورؤية الاطفال لاثار تلك الحروب السلبية ومناظر الجثث التي كانوا يرونها من خلال شاشات التلفزيون بل وحرمان الكثير من الاطفال من الاباء والمشاعر الحنونة الطبيعية حيث الكثير منهم كان يذهب للحرب ولايعود سواء كانوا موتى او اسرى او مفقودين حيث المصير المجهول مماجعل الكثير منهم يعتبر الحياة مجرد جحيم وليس الفردوس الذي حلموا به وهم صغارا وبعد سقوط النظام البائد رأينا اطفالنا وهم يعانون ايضا من ملامح العنف في كل مكان والمفروضة هذه المرة من خلال العصابات الارهابية والتي كان مرتبطة بالنظام السابق وتربت على ثقافة الموت للنظام البائد حيث نشر هؤلاء الظلاميون مشاهد الموت في كل مكان وكأن النظام البائد لم يقصر في هذا المجال بالرغم من ملايين الضحايا الابرياء الذين قضوا نحبهم او اختفوا ولم تعرف اسباب اختفائهم الى الان ان سياسة العنف المتبعة من قبل جهات ظلامية عديدة قد افرزت قيم سلبية كثيرة على نفسية الطفل العراقي سواء كانت من اثر تراكمات النظام الاستبدادي البائد او من اثار افعال العصابات الاجرامية التي لم تفرق بين طفل او امراة او شيخ من خلال من خلال العبوات الناسفة او السياؤات المفخخة او الحزام الناسف ورؤية الطفل لهذه المناظر المؤلمة مما جعلته يعاني من مشاعر عديدة سلبية وفي دراسات كثيرة اصدرتها مراكز بحوث اكدت ان الطفل العراقي يعاني الان من مشاعر متنوعة ولكن اغلبها سلبي فمن الانطواء الى الهستيريا والعزلة وغيرها ان هذه العلامات التي يعاني منها الطفل العراقي هي نتيجة وخيمة من جراء تراكمات النظام البائد والعصابات الاجرامية التي هي امتداد له من خلال نفس الافعال ونفس السياسة العنفية لذلك ان كل مراكز البحوث الخاصة بالطفل العراقي وفي أي مرفق هي مدعوة الى التعاون التام في ايجاد معالجات لمشاكل الماضي واليوم ومن خلال مايلي:
1- تربية الطفل العراقي على اهمية مبدأ المشاركة والتسامح مع الاخر في بناء الحياة عموما وان العنف امر سلبي غير صحيح وكرد عل سياسة التعنصر التي كانت متبعة في السابق
2- توضيح اثر العلم والثقافة في تحصين شخصية الطفل
3- استثمار المناسبات الوطنية في بث القيم المدنية والوطنية التي هي اساس البناء الانساني المعاصر
4- ايجاد النشاطات المدرسية التي تؤكد على روح التعاون بين الاطفال وتحبيب الحياة لديهم
5- استحداث اصدرات ثقافية وتربوية تساهم في خلق ملامح اطر حضارية جديدة ومعاصرة له
ان اعادة اصلاح نفسية الطفل العراقي هو واجب كل المسؤولين والادرات التي تشرف على شؤون الطفل العراقي ويجب عدم ادخار أي مجهود وطني للمساهمة في هذا الواجب والالتزام الانساني وهو الامر الذي نسعى اليه جميعا مواطنين ومربين ومشرفين زهو مهمة وطنية وانسانية وتربوية مشرفة للجميع
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هاجمه كلب بوليسي.. اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية
.. تغطية خاصة | الفيتو الأميركي يُسقط مشروع قرار لمنح فلسطين ال
.. مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال نابلس وتنفيذها حملة اعتقالات بال
.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان
.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي