الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رعايا جلالته.. وفطاحل الإعلام العربي...!؟

جهاد نصره

2008 / 1 / 8
كتابات ساخرة


أم علي، تشعر بالخجل كلما أطلَّ جلالته تلفزيونيا، ويروح يتعثر بالكلام قبل أن يلوكه ويأكل بعض الحروف وكأنه حلمنتيشي جاء من دسكرة في أعالي الحجاز.! وهي تشعر بالخجل الأشد وهي ترى هذا العدد الكبير من الكتاب والإعلاميين العرب في مؤسسات المملكة الإعلامية المختلفة الموزعة في عواصم الدول الكبرى وهم يعملون بلا كلل ـ ولماذا الكلل والريالات تسابق الدولارات..؟ ـ لتسويد الأبيض وتبييض الأسود حتى وصل الرأي العام في بلدان العرب إلى أرذل الأحوال من كثرة التنظير المضلِّل.! إن فيروسات العمى التي يبثونها، وفنون الكذب الأسود التي يمارسونه، والتدجيل، والنفاق، وقلب الأمور رأساً على عقب، والأستذة المخادعة، وقراءة الفنجان بطريقة عصرية.! كل ذلك ساهم في بقاء الرأي العام العربي في نفس الدائرة المغلقة لعقود ثلاثة خلت.! لقد استطاعت هذه المؤسسات الثرية بما تملكه من وسائل إعلامية متنوعة جذب عدد كبير من المفكرين، والكتاب، والمبدعين العرب بحيث أضفت على نفسها بعضاً من المصداقية أمام الجمهور العربي.! لكن، جميع هؤلاء الفطاحل لا يجرأون على الاقتراب من كل ما يحيط بالعائلة السعودية المالكة في الوقت الذي لا يتوقفون فيه عن دس أنوفهم في كل ما يتعلق بالأنظمة العربية الأخرى مشرقاً ومغرباً.! ولذا كان من الواجب ولو من باب تذكيرهم ببعض ما يصمتون عنه نبش ما قل ودل من تاريخ هذه العائلة التي قامت منذ مرحلة تأسيسها الأولى على التحالف مع الدعوة الوهابية التي بدأت بإيعاز مباشر من وزارة المستعمرات البريطانية.!
الجلالة الملكية التقية الكارهة لمباذل الدنيا و المتفرغة لخدمة الحرمين الشريفين طيلة الوقت، يتجاهل هو وبطانته حتى اليوم أن أغلب رعاياه لا يقلون فقراً، وتخلفاً، واستبداداً، وفضائحاً، وتبعيةً، عن شعوب لا ثروات في أرضها ولا من يحزنون حتى وصل الأمر ببعض السعوديين الفقراء منذ أيام إلى أن يشعلوا النار في منازل أسرهم للخلاص من البطالة والعوز والفقر..! وجلالته قد لا يعرف أن بطانته تكلفت ملايين الريالات ذات يوم كي يضعوا سياجاً حديدياً لستر بيوت الصفيح والتراب عن أنظار جلالة الملكة البريطانية حين زارت المملكة، لكنه يعرف بالتأكيد أن أفراد أسرته من الأمراء تستولي على معظم ما يتركه جلالته من ثروة المملكة المقدسة.!
في المملكة، أرض الإسلام، يتجلى وفاء الأسرة الحاكمة للدين الإسلامي على أحسن وجه فالملوك ملوك والرعايا رعايا..! وحضرات المشايخ، والفقهاء، والإعلاميين، وكل المرتزقين من فتات جلالته متفرغون للعمل كبصاصين على المارقين من إصلاحيين، وعقلانيين، وليبراليين، ومدونين، وكل الخارجين عن خط سير الأسرة الدموية المالكة التي ترفع راية التسليم على أنها راية الإسلام.!
لقد عبر إلى حكم الحجاز ونجد حتى الآن ثمانية عشر حاكم من هذه الأسرة المغرقة في الدم والتي وضع لبنتها الأولى الحاكم الأول لمنطقة نجد سعود بن محمد بن مقرن ثم الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن إمام منطقة الدرعية القريبة من مدينة الرياض وهو الذي تحالف مع محمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب الوهابي والذي كتب في رسالته: ( كشف الشبهات ): إن سائر المسلمين من غير أتباع الدعوة مشركين لا حرمة لدمائهم وذراريهم وأموالهم..! ومن يومها يعتبر الوهابيون أنفسهم وحدهم أهل التوحيد الخالص في حين أن الآخرين كفار ومرتدين وأعداء للخالق..!
لقد قتل من الحكام السعوديين غيلةً على أيدي إخوانه عشرة حكام..! إن فعل القتل والاغتيال استمرارية متوارثة للسيرة التي عرفتها الخلافة الإسلامية في كافة الأمصار منذ بدأت بعد وفاة محمد صلعم.! والمعروف جيداً أن الغزوات بين القبائل في الحجاز ونجد لم تتوقف يوماً حتى استطاع عبد العزيز توحيد النجديين والحجازيين بعد أن شبعوا اقتتالاً وغزواً فكانت المرحلة الأخيرة من مراحل تأسيس المملكة العائدة ملكيتها لأسرة بني سعود حصراً..! والمطلع على سيرة هذه العائلة منذ أولى مراحل تأسيس المملكة يجد أنها العائلة الحاكمة الأكثر دموية في التاريخ العربي الحديث.! وهي من الأسر الحاكمة المعدودة التي لا فصل فيها بين الدخل القومي ودخلها الخاص وبالرغم من هذه الحقيقة الكارثية لم يسبق أن تجرأ أحدٌ من الجهابذة والفطاحل العرب العاملين في المؤسسات الإعلامية إياها أن تطرق إلى هذه المسألة الشاذة وأحداً منهم لم يتناهى إلى سمعه حكاية صفقة اليمامة التي تعتبر من أكبر فضائح العصر في حين لا يتوقفون عن إعطاء الدروس للآخرين وبالأخص السوريين واللبنانيين..! وهم لا يسمعون سوى ما يجري من أعمل تعسف في البلدان العربية أما ما يجري في السعودية من عمليات حجب للمواقع الالكترونية، و اعتقالات، واختفاء ناشطين، واختطاف مدونين ـ وكان آخر المختفين المدون أحمد سعد دومة وآخر المعتقلين المدون فؤاد الفرحان في الشهر السابق ـ فهو حلال زلال لا يعنيهم من قريب أو بعيد..!؟
وفي المملكة السعيدة لا توجد أية قوانين فالشريعة الإسلامية وحدها هي المرجع القانوني، والقضائي، والتشريعي لكن من غير أن يطال ذلك أفراد الأسرة المالكة من أمراء، وعطلاء، وأجراء..! ويكفي للتدليل على هراء وكذب ادعاء ( التشرعن ) الإسلامي أن نسأل جهابذة المملكة أولئك عن الواجبات الشرعية التي تفرضها عليهم هذه الشريعة فيما خص المسلمين في غزة المحاصرة على سبيل المثال.؟
وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من شارموفرز إلى نجم سينمائي.. أحمد بهاء وصل للعالمية بأول في


.. أنت جامد بس.. رسالة منى الشاذلي لـ عصام عمر بعد أدائه في فيل




.. عصام عمر وركين سعد من كواليس فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد


.. أون سيت - لقاء مع الفنان أحمد مجدي | الجمعة 27 سبتمبر 2024




.. أون سيت - فيلم -عاشق- لـ أحمد حاتم يتصدر شباك التذاكر