الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا نشرب؟؟؟!!!

هيثم الشريف
(إيëم الôٌي‎)

2008 / 1 / 10
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


يعتمد الإنسان بشكل عام على مياه الشرب العادية متعددة المنابع والأصول، ولكنه في الغالب لا يعرف أن هنالك فروقا هامة ما بين أنواع مياه الشرب!! فإلى جانب مياه الشرب العادية، هنالك المياه المفلترة ، والمياه المعبأة في زجاجات،فروق.. قد تعني لدى البعض الفرق بين الحياة والموت!!لذاهنالك أهمية بالغة في معرفة ماذا نشرب ، خاصة وإن علمنا أن الإنسان الذي يفقد بالوضع الطبيعي 5 لترات من المياه عن طريق التنفس، ونصف لترعن طريق التعرق، ولتر ونصف عن طريق التبوّل، ويخسرما قد يصل إلى 16 لتر باليوم في حالة بذل جهد إضافي،!! يشرب يوميا على الأقل 2.5 لتر من الماء، وبعبارة أخرى فإن جسم الإنسان يستخدم طن من المياه سنويا!! لذا فهل تعرف أيها القاريء ماذا تشرب!!! خاصة أنه وبالرغم من وجود حوالي 326 ميل مكعب من الماء على الأرض، فإن 3% منها عذبة فقط!!! هذا ما سنحاول الإجابة عليه من خلال هذا التحقيق...

المهندس عماد الزير الحاصل على الماجستير في هندسة المياه ورئيس قسم المياه في بلدية الخليل، أشار أن مدينة الخليل وحدها بحاجة إلى 28 ألف متر مكعب من المياه يوميا لسد حاجة كل سكان المدينة، والتي تحصل عليها من آبار الصافي في وادي سعير وآبار سلطة المياه البالغة 11 بئر، والتي تزود محافظتي الخليل وبيت لحم بالمياه وأضاف يقول" الخزانات الخاصة بهذه الآبار مصنوعة من الباطون ، بحيث تحافظ على درجة الحرارة ".

وحول نوعية المياه ونسبة الكلور فيه قال رئيس قسم المياه في بلدية الخليل أن المياه المستخدمة هي المياه الجوفية والتي تعتبر من أفضل أنواع المياه وأقلها تلوثا وأضاف يقول" بلدية الخليل افتتحت منذ العام 2000 مختبرًَا لفحص المياه حيث يجري فحص المياه بشكل دوري يوميا وأسبوعيا وشهريا من المصدر إلى المستهلك، كما أننا نضيف إلى الماء الكلور والذي تبلغ نسبته 3-4ملغم لكل لتر ، فبالرغم من كونه مادة سامة إلا أنه مادة مطهره ومعقمة بنفس الوقت ، حيث تعمل على تعقيم المياه وقتل الجراثيم.

كما انتقد المهندس عماد الزير الحاصل على الماجستير في هندسة المياه طريقة الشركات الخاصة التي تعمل من خلالها على تسويق الفلاتر المنزلية والتي يستخدمون من خلالها جهازا يعمل على تأيين الأيونات ، حيث يظهر للناظر أن للماء لون أقرب إلى الاصفرار فيظن أن هنالك تلوث كبير في مياه الشرب، وأن هنالك نسبة أملاح مرتفعة!! " المعروف أن الماء فيه أيونات سالبة وموجبة وما يفعله هذا الجهاز هو تفكيك الأيونات ،وعندما تفرز الأيونات تفرز لون للمياه ، وهذه طريقة خاطئة في التسويق لبيع الفلاتر، لذا أنا أرى أن لا حاجة مطلقا لفلترة المياه.

من جانبه رأى مدير شركة الفرات لفلترة المياه كفاح البكري أن مياه الشرب العادية وإن كانت أفضل من المياه المعدنية المعبأة في زجاجات بلاستيكية، لكون أن بعض تلك الشركات المختصة تعمل على إضافة مواد حافظة ومثبطات وكلور وفلور، والتي تسبب إشكالات صحية، إلى جانب كونها تحتوي على نسب ملوحة عالية تصل إلى 400 ملغم ، وأن بعضها تكتب على الزجاجة أن نسبة الأملاح 320 ملغم لكل لتر وفي الفحص المخبري تكون نسبة الأملاح تصل إلى 400 ملغم!!".

إلا أنها ( أي المياه العادية) بحسبه ليست أفضل من المياه المفلتره" نسبة الكلور توضع بشكل عشوائي في مياه الشرب العادية بالرغم من أنه ووفقا للتقارير الطبية فإن نسبتها يجب أن لا تتعدى 1ملغم لكل لتر واحد، لأن تركزه يؤدي إلى الفشل الكلوي ويضر صغار السن ويؤثر على الأسنان أيضا، أضف إلى ذلك أن مياه الشرب العادية تحتوي نسبة أملاح مرتفعة بسبب أن مصادر المياه العادية عموما هي المياه الجوفية المتأثره أصلا بوجود مكبات نفايات ونتيجة لقرب الخزانات الخاصة بمياه الشرب من المستوطنات التي يخرج من مصانعها مواد كيماوية خطيرة جدا، والتي تتسرب يوميا إلى المياه الجوفية، وبالتالي تؤثر سلبيا على جسم الإنسان، علما أن نسبة الأملاح المقبولة في المياه العادية ووفق المعايير العالمية هي ما بين 45-90 ملغم لكل لتر، وإسرائيليا هي بين 90 إلى 100 ملغم في اللتر الواحد.

كما نفى البكري أن تكون عملية الفلتره تركز على وجود الأملاح قائلا" الفلتره لا ترتكز على الأملاح بحد ذاتها كالبوتاسيوم والكالسيوم والفسفور لأنه لا يضر ، وإنما على الشوائب والأتربة والرصاص والتكلس بالإضافة للأملاح.

لذلك كله فإن مدير شركة الفرات لفلترة المياه كفاح البكري يرى أن الماء المفلتر أنقى وأعذب ويأتي في المرتبة الأولى، ليس فقط لان نسبة الأملاح المذابة في كل لتر ماء لا تتجاوز الـ 25 ملغم لكل لتر ، بل لأن جهاز الفلتر البيتي يحتوي عدة فلاتر مجتمعة تعمل ككلية الإنسان تزيل الرمال والحصى والشوائب والرصاص السام وأضاف يقول" الفلتر عباره عن مجموعة فلاتر فالأول فلتر قطني ينقي من الحبيبات الكبيرة والشوائب والرمال ، وأما الثاني فهو فحمي حبيبي يعمل على إزالة الرائحة والفلتر الثالث فحمي صلب يعمل على إزالة الطعم، والرابع يعمل على إعطاء الماء طعم مستساغ إضافة إلى امتصاص الغازات- كتحلية المياه- وأما الفلتر الأخير والذي يطلق عليه " الممبرانا"فعمله يمثل جزء من عمل كلية الإنسان لكونه يتكون من أغشية تعمل على وتخفض نسبة الأملاح إزالة الميكروبات .

لكن الدكتور خالد عمران العويوي أخصائي الكلى والمسالك البولية، الذي وصف كلى الإنسان بمصفاه تنقي الجسم من المواد السامة عن طريق البول الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي للمواد الغذائية، وأنها بمثابة ميزان دقيق لتوازن مقادير الأملاح والماء في الجسم والأيونات ، لكونها تحافظ على نسبة متناسبة من الحموضة والقلوية في الدم، رفض اعتبار الفلاتر البيتية تقوم بجزء من عمل كلية الإنسان وإن كانت تعمل على تنقية الشوائب وغير ذلك وأضاف قائلا"علينا أن نتسائل هل هذه الفلاتر هي فلترة للشائب فقط أم للأيونات أيضا؟ فإن كانت للأيونات فيعني لك أن هذه الفلاتر بحاجة إلى أن يتم تزويدها بشكل دوري في مواد كيماوية ولطاقة ومواد إضافية كالكالسيوم مثلا ، وكل ذلك لا تقوم به الفلاتر البيتية لكونها فلاتر لإزالة الشوائب فقط، حيث أنها حتى لو قللت نسبة الأملاح المذابة في الماء فهي لا تزيد نسبته للأجسام التي بحاجة هي إليه".

بدوره دافع مشرف تأكيد الجوده في مصنع جيريكو للمياه المعدنية في أريحا سامر الفتياني عن المياه المعبأة في زجاجات قائلا" التركيبة الموجودة على ليبل الزجاجة لا تعتبر مواد مضافة أو حافظة فهي أملاح معدنية موجودة داخل المياه لكونها طبيعية وليست مصنعة، وبما أنها تأتي من نبع حقيقي فإن نسبة الأملاح المذابة في الماء تختلف في الصيف عن الشتاء، إلا أنها رغم ذلك فهي تتراوح ما بين320 إلى 340 ملغم في اللتر الواحد، وهذا ما أثبتته فحوصات مؤسسة المواصفات الفلسطينية ، بعد زيارتهم لنا إلى جانب سلطة المياه الفلسطينية ووزارة الصحة، حيث حصلنا إثر ذلك على علامة الجودة من مؤسسات المواصفات والمقاييس ، وتم وضع هذا الشعار على مياه جيريكو".

وقد اعتبر الفتياني أن المياه المعدنية أفضل بكثير من المياه المفلتره لكون أن المياه المعدنية يوجد عليها رقابة صحية أسبوعيا حيث يتم أخذ عينات من قبل وزارة الصحة لفحصها في مختبراتهم ،في حين أن أجهزة الفلترة البيتية لا يوجد عليها رقابة صحية نهائيا، و لا يوجد بها توازن آيوني فعندما يقال نسبة الأملاح المذابة في الماء نتيجة فلترتها 45 ملغم أملاح فإن هذا يعني أنها كماء البطاريات، وبالتالي فإن مياه بطاريات السيارات أحسن من المياه الناتجة عن الفلاتر المباعة للمنازل، خاصة وأن الدراسات العالمية سمحت بأن تكون نسبة الأملاح المذابة في الماء بأن تصل حتى 500 ملغم في اللتر الواحد.

وقد استند مشرف تأكيد الجوده في مصنع جيريكو للمياه المعدنية في أريحا سامر الفتياني في رأيه على دراسات أجرتها وزارة الصحة الإسرائيلية والتي أثبتت كما يقول بأن تنقية المياه بواسطة الفلاتر البيتية تعمل على زيادة كمية النيتروجين في الماء والتي تسبب أنيميا للإنسان على المدى القصير.

وعن دور وزارة الصحة في مراقبة نسبة التلوث أو الملوحة في مياه الشرب قال مدير دائرة صحة البيئة في وزارة الصحة إبراهيم عطية أن هنالك جاهزية كاملة لمراقبة ذلك بشكل دوري وأسبوعيا من خلال أخذ عينات من مياه الشرب لفحص التلوث الكيماوي للتحليل من كالسيوم والأملاح والميكروب، فمن الخليل وحدها تأخذ الوزارة إلى جانب المفتشين قرابة الـ40 عينة .

وحول الخطر الناتج عن إضافة الكلور للماء كما أشارت بعض الدراسات والتي قالت أن الكلور يتفاعل مع مواد عضوية في المياه مثل لحاء وأرواق الشجر والبكتيريا لتنتج مجموعة من المواد الكيماوية السامة المسرطنة فقد طالب عطية بالتحقق من هذه الدراسات لكنه أضاف " منذ أشهر قليلة سرت إشاعة في منطقة سلفيت مفادها وجود مثل هذا التفاعل ما بين الكلور والمواد العضوية، وما زاد في هذه الشائعات أن إحدى الفحوص أشارت إلى أنه قد حدث فعلا تفاعل خطير، وقد زاد في قناعة البعض تسرب مياه المستوطنات إلى كل من بديا وبني حسان !! ولكن وبإجراء فحصين آخرين، تبين أنه لا يوجد مطلقا مثل هذا التفاعل وقد تم الأخذ بذلك.
كما استشهد مدير دائرة صحة البيئة في وزارة الصحة بالدراسات التي صدرت عن معاهد السرطان العالمية جميعها والتي أثبتت عدم صحة هذه الأقوال بدليل أن جميع دول العالم بلا استثناء تستعمل الكلورين حتى وان استعمل البعض الأوزون ، ولكن الأرخص والأفضل هو الكلورين، بدليل أن منظمة الصحة العالمية ما زالت تشدد وخاصة على دول العالم الثالث أن تستعمل الكلورين لرخص سعره وفعاليته ، وهذا التبني للكلورين ناتج عن دراسات وبحوث من أكبر الخبراء في منظمة الصحة العالمية، وهو موثق لدينا ولم تصدر حتى الآن أي إشارة لمخاطر وأضاف عطية "عملت وزارة الصحة وبالتعاون مع مجلس الوزراء منذ شهرين على مساعدة البلديات في ذات الإطار ، حيث عملت الوزارة على أن يصرف للبلديات الكلورين ، وقد اتصلنا من أجل هذه الغاية بجهات أجنبية منها WHO وأحضرنا للبلديات الكلورين، ولم يثبت وجود أي مرض نتيجة تلوث المياه خاصة التلوث الكيميائي.

وقد نفى إبراهيم عطية مدير دائرة صحة البيئة في وزارة الصحة في ختام حديثه وجود ملوثات في غالبية المياه الفلسطينية حتى وإن ثبت وجود تلوث في بعض الينابيع نتيجة لتسرب مياه الصرف الصحي الناتج عن الحفر الامتصاصية في بعض القرى .

وحول شهادة الإشراف الممنوحة من مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية والتي تلصقها بعض الشركات على منتوجاتها ومن بينها شركة جيريكو لتعبئة المياه المعدنية فقد قال مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس المهندس مازن أبو شريعة أن شهادة الإشراف تمنح بعد إجراء فحص معين ، مؤكدا على أن المياه عدة أنواع وليست مثل أية مواصفة عادية وأضاف قائلا"بشكل عام هناك نوعان من الشهادات الممنوحة للشركات ، الأولى شهادة أوعلامة الجودة والتي تشمل الإداري والفني ، وشهادة الإشراف التي تكون بناء على فحص معين، كما يحدث في موضوع المياه المعدنية، وبكل الحالات فإن هذه الشهادة تُحدّث كل خمس سنوات، مع العلم المواصفة الفلسطينية متاحة للجميع وليست إجبارية ، كما ان هناك أذرع تنفيذية كوزارة الصحة ووزارة الاقتصاد دورها هو أن تراقب مدى تطبيق المواصفة الفلسطينية على أساس الشهادة الممنوحة ، ومن يتضح أنه مخالف تتم مخالفتها ويتم إشعارنا بذلك، وبدورنا نكون كلجنة تحكيم،إذ أننا وبحسب القانون المعمول به فنحن طرف ثالث محايد ما بين وزارة وتاجر.. مؤسسة ومواطن ..الخ، حيث نعمل على إعداد وصياغة تقريرغير قابل للطعن أمام أي جهة إدارية أو قضائية

وختاما نحن نقول أنه مع تعدد المنابع المائية فإن المطلوب هو الحفاظ على نوعية مياه بدرجة مقبولة على أن يكون ذلك هدفا أساسيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ