الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلام الرئاسة العراقية واجهة فاشلة

جرجيس كوليزادة

2008 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


من المظاهر الإعلامية المميزة التي تميزت بها الساحة الصحافية العراقية بعد سقوط النظام البائد، ظاهرة المطبوعات المتعددة والفضائيات والراديوات المتنوعة الموجهة للشارع السياسي والرأي العام لتمنح القاريء والمشاهد والمستمع العراقي جرعات متنوعة من الأخبار والتحقيقات والتحليلات التي تخص جوانب متعددة من الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية للعراقيين، ومعلوم أن أكثر الوسائل الإعلامية هي عائدة بصورة مباشرة وغير مباشرة الى الأحزاب السياسية والحكومة، وهي مطروحة بمستويات مختلفة من أداء الفن الصحافي والإعلامي ومقومات الحرفة المهنية.
والتعامل مع هذه الوسائل يتطلب كما هو معلوم خبرة وكفاءة وتجربة ورؤية محنكة لتجهيزه برؤية إعلامية خبرية صحيحة نابعة من الموضوعية والمهنية والحيادية، وفي الظرف العراقي يحتاج هذا التعامل الى عامل آخر هو الحكمة والمسؤولية الحريصة على تقديم وتناول الإعلام بشكل لائق يتناسب مع متطلبات المرحلة التي يمر بها العراق، إضافة الى التعامل بكل مصداقية مع الحدث الإعلامي خاصة وأن الساحة العراقية مليئة بوسائل إعلامية غربية رائدة تستند في طرحها الخبري الى المصداقية ونقل الحقيقة بصورتها الميدانية.
ضمن هذا السياق، يأتي دور المكاتب الإعلامية للرئاسة والحكومة والبرلمان في العراق في الواجهة المباشرة لتزويد الرأي العام بالخبر الصحيح عن التصريحات والنشاطات والجولات السياسية للشخصيات الرئاسية والحكومية، لطرح رؤية حقيقية عن مفردات العملية السياسية العراقية التي تجري وفق مسارها الزمني الجاري لإعلام العراقيين بكل ما يستجد وبكل ما تشهدها الساحة من حوارات وإنجازات وقرارات على كافة الأصعدة الحكومية.
ومن باب الإنصاف والحقيقة، فان الوسائل الإعلامية العراقية التي أخذت طريقها الى الحضور على الساحة ، لا تقارن بأي حال من الأحوال مع الإعلام السائد في المنطقة، خاصة منها العربية، حيث تمكن النموذج العراقي من خلق قدوة إعلامية مميزة في مجال حرية التعبير بفضل الواقع الذي يشهده البلد، واقع متسم بالديمقراطية والتعددية الحزبية والتنوع السياسي، مما سمح بتوفر مساحة إعلامية جيدة لحرية التعبير والتعبير عن الرأي الخاص والعام بكل حرية، ولكنها مع هذا لا زالت بعيدة عن نشاطات الرأسمال المستقل ولا زالت بعيدة عن الاستخدامات المهنية المتعلقة بنقل الحقيقة بموضوعية وحرفية مستقلة واستخلاص استطلاعات الرأي العام بحسابات ومعايير دولية موثوقة ومتقنة.
انطلاقا من هذه الحقائق المجردة والإقرار بأن المنطقة تحوي أنماطا صحافية متعددة، فان تعامل الرئاسة العراقية برئيسها ومكتبها مع المهام الإعلامية والصحافية، ليست بالمستوى المطلوب إطلاقا وتعاني من هزات إعلامية كثيرة، وهذا المكتب يعاني من مشاكل متعلقة بالمهنية والموضوعية في بيان الرؤية الحقيقية المناسبة للرئاسة التي تشكل أحد ركني السلطة التنفيذية مع الحكومة المنفصلة عن السلطة التشريعية.
ولكي تتسم رؤيتنا هذه وتقييمنا بالشفافية والموضوعية، فإننا نستعرض أهم السلبيات التي ترافق الجهاز الإعلامي للرئاسة العراقية بإيجاز من باب البيان والمعلومة الحيادية، حرصا منا على تقييم واقعنا العراقي والكردستاني بسلبياته وإيجابياته الذي يحتم علينا تقديم هذا الرأي، ومن باب التذكير فان ايجابيات الحضور الحكومي غير محسوس وغير ملموس في واقع التماس المباشر بحياة العراقيين، والسلبيات هي:
1. إسناد المكتب الإعلامي والصحافي للرئيس جلال طالباني الى شخصيات إعلامية لا تتسم بالكفاءة، ومسائل المحسوبية والمنسوبية تلعب دوار رئيسيا في هذا الأمر.
2. إسناد المكتب الصحافي والجهاز الإعلامي الى كوادر غير مؤهلة لإدارة المكتب الإعلامي.
3. إحاطة الرئيس والرئاسة والحكومة بشخصيات انتهازية مستغلة، مختارة وفق معايير المصلحة والسياقات الشخصية والحزبية والمحسوبية والمنسوبية، وكأن الساحة خالية من شخصيات إعلامية وصحافية وطنية وكوادر مؤهلة لأداء مثل هذه المهام، لذا فان استعانته بمن دب وهب من الخارج والداخل هي لحسابات ومصالح شخصية وحزبية لا علاقة له بالأداء الدستوري والأخلاقي والإعلامي للرئاسة.
4. تفريغ المكتب من مسؤولياته المهنية والأخلاقيات الصحافية تجاه بيان الحقائق والأمور وتحليل الأحداث المرتبطة بالوقائع اليومية في العراق، وعدم تسليط الأضواء على مجريات الوقائع العراقية وفق المسايرة الحدثية الخبرية الجارية لبيان وتفسير الأحداث الجارية في حياة العراقيين في كافة المجالات السياسية والمعيشية والاقتصادية والاجتماعية، وكأن ما يجري في العراق في وادي والمكتب الإعلامي للرئاسة في وادي آخر.
5. عدم المتابعة للنشاطات والبرامج المنفذة للوزارات العراقية التي باتت تدار وفق أهواء شخصية وحزبية وعائلية وكأنها منابع للنهب والاستغلال والاحتكار لمسايرة وإدارة المصالح الشخصية والمنافع الذاتية لصالح من يحكم في الرئاسة والحكومة والبرلمان.

على العموم هذه المكاشفة الإعلامية للجهاز الإعلامي للرئاسة العراقية، أردنا بها أن نسلط الضوء بشكل موجز على مصدر إعلامي حكومي رئاسي يتميز بأن لا دور له ولا مهمة وطنية عراقية في المساهمة بصورة فعالة في تقديم أداء إعلامي وصحافي مميز للعراقيين للتعامل مع الأحداث بروية وحكمة وموضوعية للمساعدة على فهم الوقائع بعقلانية للمشاركة الفعالة في استتباب الأمن والسلام وفق رؤية واضحة وبينة لغرز ثقافة إعلامية ايجابية في الواقع العراقي لخدمة حاضر الأمة ومستقبلها لضمان حياة لائقة لأبناء هذه الأمة القديرة والجديرة بحياة حرة كريمة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا