الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القول بانتظار الفعل

حسام السراي

2008 / 1 / 29
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


شهد العامان الماضيان، وبالتحديد بعد تفجير المرقدين في سامراء، موجة من التهجير المرعب الذي لم يسبق للعراقيين أن مروا بمثله، ولعل تدمير حياة عدد كبير من العوائل العراقية احد النتائج الواضحة لذلك، فالعراء والخيم وغلاء الإيجارات كان مصيرا لهؤلاء، ممن لاعلاقة لهم من قريب أو بعيد، بالصراع من اجل الحصة الاكبر، والذي اتخذ من الانتماء لهذه الطائفة او تلك شكلا له. تطلب هذا قبل حلول موسم التهجير، كجزء من ممارسة وحشية، طباعة عدد هائل من أوراق التهديد، تبتدئ بآيات من القرآن الكريم، وتنتهي بمثلها، لإضفاء مسوغ شرعي لما تقوم به تلك العقول المتحجرة، لتنظيمات وجماعات عنوانها الجهاد والدفاع عن العقيدة، والموضوع برمته مخز للبلد وللعراقيين بلا استثناء، كيف يمكن أن ندخل حيا سكنيا في بغداد، ولا نجد فيه (عمر) من دون أن يجاوره علي، هذه هي حقيقة العراق، التي يريد البعض أن يكذبها، ويجعل من التهجير والعنف الطائفي، دليلين على تطييف العراق ، باتجاه "كانتونات " و"دويلات "، تفكك نسيجه الواحد، والكلام هنا لا يستعيد نفسه من شعارات الكتل السياسية أو بيانات وزارة المهجرين والمهاجرين، فالكتل لم تنشغل بأمر تافه كهذا، بقدر انشغالها بالمخصصات والتسابق إلى موسم الحج، بينما وزارة المهجرين والمهاجرين، هي الأخرى، كممثل للسلطة التنفيذية، لم تقم بالمطلوب منها، بل لم يصل ما أعلنته لوسائل الأعلام إلى مستوى المأساة التي مرت بها شريحة مظلومة من المهجرين، حيث أحرقت بيوتهم أو سرقت وسكنها مهجرون، في الطرف الآخر من المعادلة الطائفية المقيتة . إن صح التعبير، بأن المهجرين والنازحين هم أبرز الضحايا بعد العام 2003، ربما لا تدري الحكومة؟، إن موجة أخرى قد ظهرت، من محاولات بيع دور المهجرين الذين أيقنوا إن العودة إلى مناطق سكناهم الأصلية باتت مستحيلة، بهدف إقفال المناطق طائفيا، والأسئلة التي تطرح نفسها، هل تعلم الحكومة بذلك؟، هل هي غير قادرة على إعادة المهجرين إلى مناطقهم الأصلية ؟، ما مصير من يسكن العراء مثلا؟. تسريبات غير رسمية، تقول إن أخر الحلول المطروحة والتي سترى النور خلال العام 2008 أو بعده، تعويض العوائل المهجرة جراء ما لحق بها، او عرض مساكنها في مزادات علنية، والكلام مازال في قيد الإشاعة التي يتناقلها البسطاء .التصريحات الحكومية التي تناقلتها وسائل الإعلام عن العام 2008 ، بأنه سيكون عاما للاعمار والخدمات والحرب على الفساد والمفسدين والمتلاعبين بالمال العام، فيها من الأمل الكثير، لكن قبل بلوغ ذلك والتفكير بالخطوة الأولى، يجب الانتباه الى ضرورة إنهاء الحكومة لملف المهجرين، لتحفظ للدماء العراقية التي سالت من دون مبرر شيئا من كرامتها، وأن تعيد البسمة لوجوه أطفالنا ونسائنا الذين احتضنتهم الساحات وبقايا الأنقاض من الأبنية الآيلة للسقوط، ابتهاجا ببغداد التي نرجو ألا نسمع فيها عن افتراضات لتقسيمات مناطقية، تخضع للانتماءات الطائفية، هذا مانأمله بمطلع خامس سنة على سقوط الاستبداد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال