الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المعلم في تربية الذوق العام

علي مهدي حسن

2008 / 1 / 30
التربية والتعليم والبحث العلمي


))قل لي .. سوف أنسى. . أرني .. لعلي أتذكر
أشركني .. سوف أتعلم)) كونفوشيوس

يذكر إن الأشياء التي يجب أن نتعلمها لا نتعلمها إلا عندما نفعلها، وهي حقيقة أي نشاط يقام في أطار المدرسة فإنه بكل تأكيد يكتسب قيمة وبعدا تأهيلي إذ ليس الهدف إقامة نشاط من أجل النشاط ذاته بل من أجل اكتساب مهارة من المهارات أو تنمية قدرة يتملكها الطالب يمكن أن تنفعه في مسيرة حياته وتفيده في مسيرته وما من أمة تسعى لأن تحتل مكاناً مرموقاً بين الأمم ، إلا وأولت العملية التربوية اهتماماً بالغاً تستطيع من خلالها بناء جيل واع متمثلاً في ثقافته قادراً على التكيف مع معطيات التكنولوجيا الحديثة والمجتمع الحديث . وحيث أن مهنة التدريس بأبعادها المختلفة ذات أهمية بالغة في الوصول بالعملية التربوية إلى الهدف المنشود فقد أولت الدول قديماً وحديثاً مهنة التعليم العناية الفائقة ، فهي رسالة مقدسة لا مهنة عادية ، وهي تتميز عن غيرها من المهن الأخرى ، ذلك بأن المهن تعد الأفراد للقيام بمهام محددة في نطاق مهنة بذاتها ، بينما تسبق مهنة التعليم المهن الأخرى في تكوين شخصية هؤلاء الأفراد قبل أن يصلوا إلى سن التخصص في أي مهنة ، ولعل هذا ما دفع الكثيرين إلى أن يصفوا مهنة التعليم بأنها المهنة الأم ، فنجاح هذه المهنة أو فشلها إنما ينعكس على المجتمع عموما لأن المعلم هو أداة التغيير في المجتمع وهو مؤسسة ثقافية اجتماعية تربوية دينية هدفها بناء المجتمع. وانطلاقا من أن سلوك المعلم هو في أساسه سلوك اجتماعي، حيث أن أصحاب الاتجاه الاجتماعي في التربية والتعليم يؤكدون على أن التربية هي عملية إعداد التلاميذ للحياة الاجتماعية، من خلال التفاعل الاجتماعي هو المدخل الوحيد لتحقيق الصياغة الثقافية المرغوب فيها، فالانظمة التربوية الحديثة تولي اهتماما بالغا لتطوير نفسها ورفع مستوى فاعليتها بالإعداد الاجتماعي للمعلم من أجل تمكينه من أداء عملية التعليم كعملية اجتماعية بحيث يؤدي دور القيادة، دور التوجيه والإرشاد، دور تنظيم العلاقات الاجتماعية ودور توجيه التفاعل الاجتماعي توجيها إيجابيا بما يحقق أهداف العملية التربوية. تتطلب عملية الإعداد والتطوير والاعتناء بهذه الشريحة الهامة من المجتمع اهتماما خاصا لأنهم أدوات التغيير الحقيقي لمجتمع ديمقراطي يعتمد بأسسه على التعايش ونبذ الأفكار الدخيلة.
وما يمر بيه تاريخ العراق الجديد من تطور في الحياة الديمقراطية جعل المدرسة مركزاً هاماً من مراكز الإصلاح ، وجعل المعلم عاملاً هاماً من عوامل النهضة تعتمد عليه الدولة في تحقيق أغراضها وبلوغ غاياتها لتحقيق الرقي الاجتماعي لأن جهودهم لا تقتصر على حفظ التراث الثقافي فحسب ، بل تشمل أيضاً تحسين هذا التراث وتوجيهه نحو المثل العليا التي تتطلبها الحياة الحديثة .
ونظراً للمسئوليات الجسام الملقاة على عاتقهم فإن منطلق نجاحه في القيام بهذه المسئوليات إنما يتوقف على معلم كفء يتمتع بشخصية مستقرة منفتحة ، قادرة على البذل والعطاء والابتكار والتجديد ، يتصف بثقافة عامة ، وإعداد أكاديمي متنوع وكاف ، متفهم لحاجات التلاميذ ، وخصائص نموهم ، مهيئا لاكتشاف مشكلاتهم ونقاط ضعفهم . قادراً على توجيههم وإرشادهم ، وتيسير التعلم لهم .
وهذا الأمر يحتاج إلى مجموعة من المهارات والقدرات ليتمكن من القيام بأدواره المرتقبة بل يحتاج إلى دافعيه من ذات المعلم لأن يطور ويجدد ويغير من نفسه وأدواره . فإذا كانت الديمقراطية كأسلوب في الحكم ( المجال السياسي ) تعني عدة مفاهيم سياسية مرتبطة بأوضاع اقتصادية واجتماعية فإنها أيضا أسلوب للحياة الاجتماعية التي يعيش فيها الفرد ، فالأفراد الديمقراطيون في المجتمع الديمقراطي ويخطون طريقهم نحو بناء المستقبل بطريقة ديمقراطية ، وأهم الخصائص التي تنمي وتذيب الفوارق في المجتمع وهو تميز السلوك الديمقراطي في النظام التربوي الجديد هو احترام الأفراد وشخصياتهم والإيمان بقيمهم الإنسانية بصرف النظـر عن الفوارق اللونية أو الجنسية أو الدينية ، واحترام الإنسان لمجرد إنسانيته وعضويته في المجتمع ، ما لم يصدر منه سلوك يهدد استقرار وتكامل الحياة الاجتماعية أن يكون لكل فرد حرية إبداء الرأي في القـرار الذي سيلزم به ، فالمنطق الديمقراطي يقضي بأن يكون لكل فرد حرية مناقشة وإبداء وجهة النظر في القرار الذي سيلزم تنفيذه .
إضافة إلى حل المشكلات في المجتمع الديمقراطي لا يتأتى بالتفكير الفردي ، وإنما عن طريق التفكير التعاوني ، والعلاقات بين الأفراد والمؤسسات في المجتمع الديمقراطي قائمة على أساس التعاون والفهم العادل.
ولو حاولنا تطبيق هذه المبادئ أو القيم التي تقوم عليها الديمقراطية على جماعة الفصل وعلى أسلوب عملها فإن معاني بعض المفاهيم سوف تتغير، فعـلى سبيل المثال سوف يتغير مفهوم الضبط كما سوف يتغير مفهوم النظام.
فدور المعلم كبير وعظيم ويحتاج من جميع الجهات الحكومية الرسمية والشعبية دعم هذه المؤسسة وتوفير الاحتياجات الاساسية والضرورية لاكمال مسيرته في اعادة التاريخ المجيد وبناء المستقبل الزاهر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا