الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سنتان وشهر وزنزانة المخابرات-32- وعام 1995 وصراع حاد مع القمل والجرب ...وووواخيرا...؟

عبد الاخوة التميمي

2008 / 2 / 5
أوراق كتبت في وعن السجن


اهي صدفة ام قدرا ام موعد مع زمنين تفصل بينهما حقبة تمتد لثلاثين عاما وضمن سياسة امتداد لنفس الفكر ونفس السلوك ونفس العصا الغليضة ونفس الوحدة والحرية والاشتراكية ونفس الصراخ بامة عربية واحدة ورسالة لم تشهد الامة من مفرق ومقتحم لها ومشتت لوحدة عروبتها اكثر ممن حمل رايتها وحرية فاقت تعسفية من حمل لوائها كل الطغاة واقتحمت بظلامها كل بصيص اشعلته شموع التنوير التي لم تكن في حينها اكثر من ومضة امل في نفوس لما تزل بعد تتبلور في احشائها كل عوالم التثوير والتجديد والتطوير ومن ثم التغيير.. نعم وعودة على بدئ بعد مضي ثلاثون عاما على اعتقالي ومن ثم الحكم ضدي بالاشغال الشاقة المؤبدة من قبل المجلس العرفي العسكري الثاني والحاكم الجلاد شاكر مدحت السعود ومهزلة ساعة الحكم حين صدرت علينا وباقل من ساعة وعددنا يربو على العشرين مناضلا احكاما بالا شغال المؤبدة والحاكم يتغطرس وحين شعر بعدم انكسارنا وشعورنا بانتصار الحرية داخل نفوسنا وبعد ان علت هتافاتنا بسقوط الفاشية داخل قفص الاتهام امر الجلاد اكثر من اربعمائة شخص من الانضباط العسكري وانهالوا علينا ضربا وايدينا مكبلة بالحديدولم يكتفوا بتعذيبنا في الشارع العام ونحن مقيدوا الايدي بل وضعوا في راس كل منا صليبا من الحلاقة البشعة باقتطاع الشعر عنوة من رؤوسنا وتمريغنا في الاطيان واوحلو اجسادنا.. يكفي ان تتحدث الصور التي التقت لنا ائنذاك والتي لازلت احتفظ بها الى هذا اليوم ان تكون واحدة من ابرز وثائق الادانة على الجلادين ابان انعقاد محاكمة الفيلسوف البريطاني -- بنتراند رسل-- للنظام الفاشستي ائنذاك. في لندن.... ويعيد الزمن نفسه وبعد ثلاثين عاما تماما ومن عام 1963 والى عام 1993 وبالتحديد في الرابع من شباط عام -1993- وفي نهار قارس البرودة تكرمت المخابرات العراقية باستضافتي وبقية الزملاء من الدكاترة الشجعان الى زنزانة اعجز ان اجد الكلمات التي توصلني في ان اوصلها كما هي لكم وكنت وزملائي الدكاترة محالين بتهمة تشكيل تنظيم ضد دولة الوحدة والحرية اسمه .. التجمع العراقي للديمقراطين المستقلين.. وبعد ان وضعوا كل من في زنزانة منفردة ليس فيها سوى الارياح النتنة وضيوف الليل اللذيذة التي اشغلتنا وامتعتنا ونحن ننهش اجسادنا التي زرع القمل الضيف الجميل فيها اوسع بقع الجرب ومن حسن حضنا انهم لم يقطعوا اظفارنا كي نزداد متعة ونشوة حين نغرسها في اجسادنا وحين يتفاعل الدم مع القمل مع الاكل مع التغوط الذي يحاصر بارقام ونحن نجلس القرفصاء وعلينا ان نكيف وقت نزول الخروج مع العد التنازلي من الواحد الى العشرة ومن يتاخر او من كان منا مصاب بالاسهال او القبض عليه ان يدفع ضريبة ذلك .. نعم ان انتهى رجل المخابرات المشرف على --التواليت ..المراحيض.. والضحية لم ينهض ولو...؟؟؟ ياتي الجلاد وهو مكلف في ان يقلب الضحية على راسه في المرافق الصحية التي كان المناضل يتغوط فيها لا لشئ الا لانه ملزم في ان يحدد ويضبط حركة بطنه ومخرجه ويتقن ذلك لتتوائم مع العد المقرر لهذه الارقام التي صار ذكرها اصعب علينا وسماعها من الام الانقباض والاسهال والدم الغزير الذي يخرج من المعدة وهو.. اي العد.. يشكل اكثر الما نفسيا من التعذيب الجسدي سواء كان في تعليق اجسادنا كالخروف في اعالي السقوف او الكي بالكهرباء في المناطق الحساسة او الاكل بنفس الاناء الذي يعطى لنا للتبول فيه او التغوط في حالات اخرى.. كنت في الزنزانة المرقمة -- 32 -- وكان رقمي في الزنزانة المضلمة هو-- 123-- حيث كنا نعامل كالحيوانات في الحضيرة ولم ينادى على اي منا الا برقمه والغيت حتى اسمائنا وتساوت اللحى بين المتدين وغير المتدين وتحولت الزنزانة الى عامل من اجود واهم عناصر المصالحة بين المظلومين ومن كل الشرائح ولم تكن بحاجة الى تخصيص الاموال لانجازها فالتعذيب والقهر والقمل والعري والجرب واحواض التيزاب هي التي وحدت وبشكل يفقوق كل اشكال التماسك والمحبة والوئام بين الشيعي والسني بين الكردي والعربي بين المسيحي والمسلم بين الصابئي والمسلم بين التركماني والشبكي والايزيدي والكردي والعربي بين الشيوعي والبعثي والاحزاب الدينية قاطبة السنية منها والشيعية المسيحية والكردية وكل الطوائف والمكونات وحين اذكر البعثي نعم كان الكثير منهم فالجلاد جلاد الكل والوئام في الزنزانة كان بين المؤمن والملحد بين الكل وموحدا للكل ولم يكن ذلك تحت خيمة ديمقراطية الاحتلال بل بين جدران الزنزانة الحمراء والكالحة السواد والنوم على خرائط القمل وتحت تخدير وانين التفكيربالام شعبنا و هموم عوائلنا التي انهكتها مبادئنا لا لشئ الا لانها مؤمنة كما نحن بان الحرية ان لم تكن مغروسة في وجدان الانسان والتي يشعر في كونه حر داخل نفسه .. اذ ليس من السهل ان يتبناها غيره بنفس اللهفة ويحافظ عليها بذات القوة.. وتبقى السنتان والشهر وقبلهما السجن المؤبد والمرور باكثر من عشر معتقلات وسجون القسوة التي جذرت حب الديمقراطية في نفسي وعشقي السرمدي لها وقناعتي بانتصارها الابدي قبل اكثر من خمس واربعين عاما حين كان الجهل والتخلف سمة العصر مابالنا والعالم قرية صغيرة والديمقراطية قد تحولت الى حديث من كان يستفزه سماعها.. واخيرا وفي الرابع من شباط وشتان بين عام 1993 وانا ضيف على القمل والظلام وعام 2008 وانا مغترب في ربوع اوربا التي تتباهى بكونها دولة الديمقراطية والقانون واحترام الانسان وكم انا سعيد حين برهنت على صحة قناعتي وسلوكي بنفسي .. وتحية بقدر الحرية التي في اعماقي وانا في السجون والمعتقلات الى عائلتي التي تحملت الكثير الكثير جراء حبها لي وتعلقها بي وهي تصارع مثلي وتحذو حذوي رغم القليل من محاسني والكثير من حماقاتي ولابنائي وانجاز مشوارهم العلمي والديمقراطي على حد سواء وهم الان يكتبون في المواقع الالكترونية دفاعا عن الديمقراطية والحريات التي ذاقوا حلاوتها من خلال مرارة البحث عني وانا مغييب في دهاليز الفاشية ابحث داخل اروقتها عن تحقيق املي في تطبيق حقوق الانسان.. واخص بالذكر شاكرا زوجتي التي انهكها السفر الطويل وهي.. تجرجر ..اطفالنا لرؤيتي ورؤية بصيص نور الحرية من خلال اشعاع مبادئي القليلة المساحةقياسا لمن اسس قبلي لاشراقة الشمس الواسعة وتبديد ليل التعسف والقهر الاجتماعي وهدم جدار الظلم على كل من يرى في الظلم قوة لسلطانه.. وللتاريخ. لسان...؟؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تواصل الاستعدادات لاقتحام رفح.. هل أصبحت خطة إجلاء ا


.. احتجوا على عقد مع إسرائيل.. اعتقالات تطال موظفين في غوغل




.. -فيتو- أميركي يترصد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة | #رادار


.. مؤتمر صحفي مشترك لوزيري خارجية الأردن ومالطا والمفوض العام ل




.. ليبيا - الأمم المتحدة: بعد استقالة باتيلي.. من خذل من؟