الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
دولة مدنية ديمقراطية علمانية وقوى اليسار الداعم ...؟
مصطفى حقي
2008 / 2 / 11ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع
من قراءة الجزء الأول من العنوان دولة مدنية ديمقراطية علمانية تتوضح هوية هذه الدولة الحضارية بكل أبعادها المستقبلية ضمن آلية تطور عصرية تواكب معطيات العصر العلمية المذهلة ونحو تطلع إلى مجتمع إنساني وبكل المعاني الإنسانية متخلياً عن أشكال ومضامين تاريخية بالية خارج عقيدة التمييز البشري من قبيلة ودين وقومية ، تجمعات بشرية يجمعها النقاء الفكري وإلى لقاء الإنسان بالإنسان على أساس المساواة في الحقوق والواجبات والمواطنة ارتباطاً بأرض الوطن فقط .. وترك العقائد الدينية والقومية ضمن حرية الاعتقاد وخارج سرب السياسة والتسييس ضماناً لعدم تمييز فئة على أخرى والتدرج في المواطنة ..
ان انفتاح المجتمعات إلى مادية فاعلة ومتفاعلة في مجتمعات مدنية ديمقراطية ضمن إطار العلمانية يشرّع لها أبواب الحرية والتفكير المستقل وولادة الإبداع بكل أشكاله العلمية والثقافية والفنية ..
بينما الفكر اليميني فهو مغرق بالسلفية وبتاريخ مرتبط بأيديولوجيات غيبية تجعل من الإنسان مجرد قنٍ للسلطة الدينية التي تدعم السلطة السياسية الشمولية المستبدة وتبعاً فالمواطنين يجيب أن يطيعوا الله وأولي الأمر، وان أولياء الأمور هم نخبة متميزة على رأس هرم المجتمع المتدرج في الحقوق والواجبات وليس على المواطن فيها إلا الطاعة العمياء للسلطة ومثل هذه المجتمعات الخنوعة المُستغلّة هي في حقيقتها وفق الواقع تحت إمرة راعٍ يفوق الراعي التقليدي المسلح بعصاً فقط من أجل ضبط قطيعه ولكن الراعي الحاكم فيها يسلط سيف جلاده حيث لم يعد أي خلاف بين رعية الراعي التقليدي والراعي الحاكم إلى صفة تطويعية فكلا الرعيتين هما من صنف الحيوانات لانسلاخ الصفة الإنسانية عن رعية الحاكم وان مثل هذه المجتمعات والتي في ظاهرها إنساني إلا انها ترضخ لحاكمها السماوي والأرضي وقد حُرّم عليها التفكير وإبداء الرأي ونُسخت كلمة الحريّة من مدوناتها واستبدلت بالرضوخ وتلقي الأوامر السلطوية وتنفيذ أوامر الولاة بلا تردد ..
ان الفكر اليساري وبكل مساراته هو تقدمي النزعة وفق أسلوب علمي وأيديولوجية مادية تُحيّد الروحانية في برمجية تخطيط بناء المجتمعات فعندما تقول الماركسية ان الدين أفيون الشعوب لأن تلك الشعوب غارقة في تعاليم غيبية لمسار حياتها في ظل الأمن والاطمئنان والعيش المشترك بحماية الألهة وفق مؤيداتها الدنيوية والآخروية ثواباً وعقاباً وذلك في زمن سابق لعصر التطور الفكري والعلمي والذي لم يعد ينسجم ويتوافق مع غلبة الفكر المادي ومعطياته العصرية مع اعتبار أن اعتناق الفكر الروحاني هو مسألة شخصية نفسية وخارج نطاق السياسة والتسييس ,وان قوى اليسار وعلى رأسها الماركسية وبرغم الأخطاء في تطبيق الأيديولوجية وبالأخص الماركسية منها على أرض الواقع العملي وفق ديمقراطية متآكلة في بعض جوانبها وتفشي بيروقراطية الإدارة في مسيرتها .. يبقى اليسار وبكل توجهاته هو المشعل المنير الذي يسبغ على العالم صفة الثورة العلمية لمصلحة الإنسان وإنقاذه من استغلال الآخرين الذين يحوزون على رأس المال ولو انه تبنى طبقة الكادحين من عمال وفلاحين ليكونوا هم طليعة المجتمع .. إلا ان المجتمعات وأي مجتمع هو متكامل .. من عامل وفلاح وصناعي وتاجر وفنان وأديب وسياسي ومجتهد وكسول وذكي وغبي .. وقد لاحظ اليسار ذلك على أرض الواقع وبذلك أجمعت على خيار الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية خياراً لدولة العالم المستقبلية ... وهو تطور إيجابي تتميز بها العقائد العلمانية الحركية بيساريتهاالمادية الحيوية ..؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رفح تتعرض لقصف وغارات، ما يثير مخاوف من اقتراب الهجوم البري
.. مهاب ا?يوب.. من الصفر ا?لى راي?د في عالم الا?عمال ????
.. سوق سافور في مونفارميه الفرنسية يقدم أسعارا تتحدى التضخم في
.. ما هي مخاطر الإدمان على الشاشات؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. محمد الضيف يستغيث بالشعوب العربية للتحركضد إسرائيل ،،،،فهل ه