الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كيف يمكنك ان تدير موقعا الكترونيا - بنجاح -
منير العبيدي
2008 / 2 / 14مواضيع وابحاث سياسية
لا تستطيع حكومة في العالم ان ترشي شعبها بأكمله لكي تسكته و تكسب رضاه لأنها لو فعلت لكانت اعظم حكومة اشتراكية في التاريخ .
و ماذا يريد الشعب غير الخبز و الحرية ؟ أن يشبع و أن يتكلم دون رقيب .
و لكن الحكومة ، أكاد أقول كل حكومة ، لا تكترث لسواد الناس ان غضبوا و ازبدوا و ارعدوا و هي تعرف أن هذا لن يغير من الأمر شيئا و لذلك تلجأ الحكومة الى مراكز القوى و المراكز الفاعلة و تنيط بها مهمة افساد الذمم لكي تقوم بالنيابة عنها برشوة اصحاب الفعل و التأثير أمثال شيوخ العشائر ، قادة المليشيات ، القتلة و زعماء العصابات و لا ننسى قادة الاحزاب و اعضاء البرلمان ، و يأتي في آخر القائمة المثقفون و خصوصا أولئك الذين اقتنعوا بالفتات في آخر ايامهم بعد أن وجدوا الضمير حملا ثقيلا و سخيفا طال حمله و آن الأوان لرميه .
و لم نلاحظ شيئا أكثر استيعابا للمتغيرات كما هي عليه في القدرة التي تتمتع بها مراكز توزيع النفوذ و المال التي هي الآن وكيلة السلطات في عملها أقصد التحسين المستمر في إداء علميات الإسكات و كم الافواه . و بالرغم من أن الأمر في زمن النظام السابق و النظام الحالي هو واحد : الدفع و المزيد من الدفع من اجل الإسكات على اقل تقدير هذا إن لم تتوصل إلى جعل المرتشي بوقا في ماكنة الدعاية المخزية ، إلا أن الأمر أصبح أكثر تمويها و بات الوقوع في الفخ أسهل و بالرغم من الأمر واحد هو بيع الضمير إلا أن هناك من يقول لك ان المشتري هذه المرة أفضل من المشتري السابق .
تفاءل كثيرون و انا منهم في ان حلول عصر الالكترون و حلول الصحافة الالكترونية محل الصحافة الورقية كان إيذانا بانتهاء عهد المهيمنين على الثقافة و تبشيرا واعدا بحلول عصر حرية النشر . ولكنني كما آخرين كنا واهمين . فقوة الارادة لدى الشر و الرغبة التي لا تقاوم في إسكات أي صوت حر اقوى من التطورات التكنولوجية و هي قادرة بمهارة على التكيف و شراء ادوات صنع الوعي الجمعي و إعادة انتاجه مزيفا .
و لقد تأخرنا قليلا في اكتشاف الاحابيل وقللنا من سحر المال امام اعتى دعاة الضمير . ما ان يصمد احدهم امام دعوات المال مقابل الحقيقة و اسكاتها حتى يلتف المتآمرون عليه بطريقة اخرى .
أنت ! نعم انت انا اقصدك !
لنفترض أن ضميرك حتى الان صامد ( و هو ما اشك به ازاء حقائق كثيرة ) و قررت أن تقول الحقيقة و تنشر لمن يقولها . ولكنك تحتاج ، لكي تقول الحقيقة ، الى المال !
وها هي المعادلة مرة أخرى : إن قائلي الحقيقة فقراء معدمون لا يمتلكون شيئا غير قوة الكلمة . و الكلمة حتى تكون لها قوة يجب أن تكون مقروءة ، و حتى تكون مقروءة يجب ان تنشر في هذا الموقع او ذاك في هذه الصحيفة او تلك ، و هنا يتدخل ديناصورات الكلمة ، ليس بشكل شخصي فهم في العادة لا يوسخون اياديهم النظيفة بالقيام شخصيا بالأعمال القذرة ، لكنهم سوف يبعثون اليك بمندوبيهم وحتى يمكنهم ان يتملصوا بعد ذلك من الاعمال القذرة التي يقوم بها خدم اذلاء لهم تجربة !
سوف يحطمون موقعك و يمنعون الإعلانات عنك ، وسوف يتوقفون عن تقديم المعونة المادية التي قدموها لك باعتبارك ، كما ادعوا سابقا ، تستحق فأنت تدير موقعا " مستقلا و متميزا " .
لا تأكل الأسود لحم البشر في العادة ولكنها حين تأكله مرة بسبب جوع او بسبب جرح يمنعها من مطاردة الفرائس سوف تستسيغ لحم الإنسان و تستمر في البحث عنه و تهاجم القرى من اجله .
و انت بدأت تتكيف مع المال الجديد عشت بشكل أفضل بدأت تأكل أفضل و تشرب افضل و تلبس افضل و ربما أصبح لديك صديقة ينبغي إرضاؤها .. الخ ، الخ
هم يعرفون ذلك سوف يتركون سادرا في غيك متوهما : " أي شرف ونزاهة يحملها هؤلاء الناس لقد قدموا لي المساعدة و دعموا الموقع او الصحيفة دون تدخل " .
لا ! لا تتوهم !
إنه دون تدخل حتى الآن .
ما أن تقترب من الممنوعات و التابوات و تمس مقالاتك او مقالات غيرك ممن تنشر لهم الأفكار المقدسة او الأشخاص المقدسين ( أقرأ أصحاب كيس النقود ) حتى يتذرعوا بأنهم أصبحوا يعانون من مشاكل مالية و انهم سوف لن يدعموك هذا الشهر و ربما تتحسن الأمور في الشهر القادم .
و لكن أها ! لحظة سوف يودعك ناقل الرسالة التحذيرية المبطنة ويخطو خطوات في طريق المغادرة ولكنه يتذكر فجأة ـ لكي يوحي لك أن الأمر ثانوي ـ فيقول لك عند الباب :
أن مقالا نشر في الموقع يخدش و يشهر بفلان و أن فلان طائفي و أن الآخر شتام الى آخر النعوت الجاهزة رغم انه و الحزب الذي ينتمي اليه مشارك فاعل في حكومة طائفية حتى النخاع سوف يترك لك أمر تقرير مصير الكاتب المثير للمتاعب .
ولكنه لا ينسى في آخر لحظة أن يقسم أغلظ الأيمان ـ أي ناقل الرسالة ـ ان انقطاع المساعدة ليس له علاقة بهذه الملاحظات الودية و ليس له علاقة بما ينشر، انه يتعلق بمصاعب مالية قد يمكن تسويتها و تجوزها و من الممكن جدا أن تستأنف المساعدة في الشهر القادم .
فإن كنت حساسا بما يكفي عرفت المقصود و امتنعت عما لا يرضيهم وبذلك عليك ان تكون واثقا أن الدعم المالي ( سواء كان على شكل إعلان أو دعم مباشر) سوف يستأنف في الشهر القادم .
أما اذا لم تتمتع بالحدس الكافي و بقيت على ما أنت عليه فاتحا موقعك الالكتروني أو صحيفتك أمام من لا يرضى عليهم الممسك بكيس النقود فإن العسر المالي سوف يستمر لديه وسوف لن تتلقى أية مساعدة .
ولكن المشكلة كيف يمكنك أن تعرف ما يرضيهم و ما لا يرضيهم ما هو المسموح و ما هو الممنوع ؟
اعتقد أن الحل موجود !
اذا شككت بمقال ، هل يرضيهم ام لا يرضيهم ، انشره فإذا ما أثار حفيظة حامل كيس النقود سوف تأتيك من ناقل رسائله وحامل أختامه مكالمة هاتفية ، وسوف تقوم بحذف الأسماء أو حذف المقال اذا اقتضى الأمر دون توضيح .
ولماذا التوضيح و ذاكرة الناس ضعيفة الى هذا الحد ؟
على أنك من جهة اخرى تستطيع أن تلعب لعبة أخرى : تنشر ثم تحذف اذا طلبوا منك ذلك مقابل شيء .
أليس هذا أكثر ربحا من ضمير لم يعد في حساب احد ؟!!
إن الضمير قضية قديمة لم تعد تصلح للإستعمال .
أتمنى لك النجاح
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشيف عمر يجهز أشهى برياني وكبسة ومندي شغل أبو راتب ????
.. الذيل أو الذنَب.. كيف فقده الإنسان والقردة قبل ملايين السنين
.. في تونس.. -الانجراف- الاستبدادي للسلطة يثير قلق المعارضين •
.. مسؤول أميركي: واشنطن تنسق مع الشركاء بشأن سيناريوهات حكم غزة
.. إسرائيل تعلن القضاء على نائب قائد وحدة الصواريخ في حزب الله