الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدنيون وقوى اللقاء الديمقراطي

جواد الديوان

2008 / 2 / 28
ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع 


تجمعت احزاب وحركات ديمقراطية (28) في كيان سياسي سموه اللقاء الديمقراطي للتنسيق فيما بينها ودراسة الاوضاع السياسية، واصبح هناك نظام داخلي وبرنامج عمل واجتماعات منتظمة وصاخبة احيانا لتتخللها تشنجات حول تصريحات وعلاقات لبعض الكيانات السياسية. ومرة غضب احدهم لأن كيانه لم يشترك في بعض اللجان! فقرر فورا ان يجمد عضوية تنظيمه في اللقاء الديمقراطي وغادر القاعة رافضا كل النداءات للمناقشة، والرجل ذا تاريخ سياسي مشرف حافل بالنضال عبر سجون النظام السابق ومديريات امنه.
وعادت اللجنة التحضيرية لمؤتمر دعم الديمقراطية في بغداد حيث تشكلت من مؤتمر دعم الديمقراطية في اربيل. وصادف ذلك النشاط انطلاق النداء من اجل الدولة المدنية (حملة مدنيون)، واثارت الحملة مناقشات واسعة وتاييد بين العراقيين. وقابلت اللجنة التحضيرية السيد رئيس الجمهورية فرضت حملة مدنيون نفسها على المناقشات الواسعة فاثر ذلك سلبا على اندفاع اللجنة التحضيرية لمؤتمر دعم الديمقراطية.
شارك في عضوية اللجنة التحضيرية لمؤتمر دعم الديمقراطية مختلف الحركات والاحزاب اضافة الى بعض الشخصيات المستقلة، ومن المؤكد ان تلك الاحزاب والحركات الديمقراطية ممثلة في اللقاء الديمقراطي، فجمع بعضهم غضبه ليطرحه في الاجتماع الاخير لقوى اللقاء الديمقراطي. وكانت الاتهامات لهيئة تنسيق اللقاء الديمقراطي في السعي لمقابلة السيد رئيس الجمهورية دون اشعار الاعضاء الاخرين، اضافة الى تنسيق بعيد عنهم في ظهور حملة مدنيون. وتم تجاوز الاشكالية الاولى بسهولة ويسر عند شرح معطيات المقابلة. وكان من الصعوبة اقناع البعض حول النداء الذي تجاوز ذكر الاحزاب.
اصرت اقلام على الاشارة للاحزاب من اسماء قادتها على النداء، وتكرر ذلك بحسن النية، ولم يلتقطوا الاشارة في وضع الاسماء بصفتها الشخصية لا الحزبية. وسبق ذلك اشارة صحيفة بغدادية بمانشيت يشير الى قادة التيار الديمقراطي، وربما اثار ذلك حفيظة البعض، او كان عامل استفزاز.
كان اكثر المعترضين حماسة قد وقع على النداء عبر الانترنيت. والمفارقة بان اغلب الحضور لم يطلع على النداء في الانترنيت ولم يتابع الاسماء، والتاييد الواسع لذلك النداء او لنقل الحملة. لقد تجاوز البعض ايدولوجيته وتياره السياسي ليضع توقيعه على النداء تاييدا لمطالب الشعب ووقع اعضاء وقيادات في احزاب اسلامية. لقد تاثر اعضاء البرلمان من الندوات والسيمنارات والسفرات وورش العمل والاتصالات الميسرة والانترنيت وغيرها فتغيرت نظرتهم للحياة والمسائل الخلافية ومعنى الديمقراطية وممارستها. ان مشاركة نواب في البرلمان، يمثلون الاحزاب الاسلامية، في التوقيع وبعضهم عبر بكلمات جميلة عن حماسته لذلك العرض في النداء ظاهرة ملفتة للنظر تعكس حرص النواب المعنيين وحبهم للشعب وتضامنهم مع مطالب الشعب. ويرفض اعضاء في حركات ديمقراطية توقيع النداء وطرح شكوك غير منطقية، منها ما فسره بعضهم احتيال والتفاف احزاب النداء ليجعلوا البقية ذيول واذناب لهم، ودليلهم في ذلك عدم ذكر الاحزاب الموقعة وعدم مشاورتهم في امر النداء. ولم ينظر الديمقراطيون الى فحوى النداء وما يعنيه، في حين قام بذلك اعضاء لاحزاب غير ديمقراطية، بل منها ما لا يؤمن بالديمقراطية كما اعلنوا على شاشات التلفزيون.
التاكيد على الاحزاب الثلاثة في المقالات العديدة، ربما كان ايحاء بقيادة حملة مدنيون فاثر ذلك سلبا على موقف بعض الديمقراطيين تمثل في الامتناع عن التوقيع والتاييد والترويج لها بل قد تكون هناك دعوات بالضد منها. ان هذا الموقف يماثل موقف البعث القومي في تاكيده على قيادة الشارع والحركات الاخرى لمختلف القوميات. لقد تضخم معنى الكرامة لدى بعض الشخصيات وشعورهم بالتبعية يفقدهم اعصابهم ومبادئهم ولذلك ضعف التيار الديمقراطي. ان توقيع النداء بالصفة الشخصية من قادة الاحزاب الثلاثة وكذلك قادة لبعض الحركات وقعوا على موقع الحوار المتمدن مع كلمات تشجيعية يعني التخلي عن صفة القيادة بعيدا عن اصوات الشعب.
ان التوقيع على النداء وتأييده يعكس مناقشات واسعة بين المواطنين في قطاعات واسعة من المجتمع، في الجامعات والمصانع والاسواق وفي المواصلات (تحولت المايكروباص الكيا الى ما يشبه الديوان تناقش داخلها مختلف القضايا) وفي المنازل مع الضيوف والمقاهي وغرف المحادثات على الانترنيت (الجات) وغيرها. انها عملية واسعة مستمرة للتثقيف بالمطالب والحقوق وابراز الخلل في مسيرة العراق. لقد اظهرت هذه العملية عجز الدولة والكتل السياسية البارزة في البرلمان، ومؤخرا يتحدث نواب الائتلاف عن الخلل الذي اشار له النداء وعلى وسائل الاعلام وبرز ذلك واضحا في مقابلة نشرتها الصباح الجديد (11/2/2008) مع كل من حنين قدو وعباس البياتي وجلال الدين الضغير، وتباين هؤلاء في شدة النقد والتبرير واتهام الاخرين. ويؤكد الصغير بان معيار الكفاءة والقدرة لم يكن حاضرا في اختيار الوزراء (الصباح الجديد في 12/2/2008) ليعبر عن تصريح متاخر او مصارحة متاخرة للشعب حين تناقلت الانباء بان المالكي يسهر يجتهد في مراجعة السيرة الذاتية لكل مرشح!. لقد كان النداء وسيلة ضغط على الكتل الحاكمة فتوصلت الى تشكيل حكومة تكنوقراط! بعد ان كرروا ذلك لفترة قاربت على السنة. لقد كانت فعالية ضخمة في محتواها دفعت العديد لممارسة حقه بشجاعة لوضع اسمه مؤيدا للنداء ومحتجا على تردي الاوضاع. ويبرز فرقا واسعا بين عدد زوار موقع الحملة على الانترنيت والموقعين فقد لعب الخوف من السياسة لفترة اكثر من ربع قرن في ذلك وعززه الارهاب والعنف من قبل القاعدة الجيوش المتعددة التسميات والعصابات والمليشات في دوائر الدولة والجامعات والاسواق والمدارس. ومع كل ذلك يتزايد الموقعون باستمرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير