الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيادة العراقية .. ! شمالا حيث الجبال

جميل محسن

2008 / 3 / 1
ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع 


بصراحة شديدة , ورغم سخونة الأحداث شمالا , فهي لاتمثل لي كمواطن , أهمية كبيرة ناهيك عن الاهتمام باعتبارها بنظر البعض تدور فوق (بقعة) من ارض الوطن , قد تكون هما فقط , يضاف فوق جبال الهموم التي يتلوى ويطحن تحتها الإنسان العراقي من أمثالي في الوسط والجنوب , فرغم نيران القصف والتدمير , ودماء غريبة غير عراقية , تسيل داخل حدودنا الإقليمية , فإحساس كبير بغربة تبعد ني عن التداول الحاصل لمسألة مثلها تخص السيادة الوطنية ربما في زمن آخر استطيع فيه الجلوس وحيدا أو مع آخرين لنفكر بهدوء وروية , ونتحدث عن غزو وقوات ومعارك تدور في منطقة داخل أراضي العراق (الفدرالي ) لا تملك السلطات المركزية ولا تمارس أي نفوذ فيها , أو حتى تواجد رمزي يراقب وينقل مايراه لتقوم الحكومة بالتصرف المطلوب من دولة تعرف حدودها الإدارية , ولها قدرة الأداء عندما يتطلب الأمر ردود أفعال سريعة ومتوازنة , فمن الملوم هنا المركز أو الإقليم ؟ .
- هنالك انتهاك للسيادة الوطنية العراقية , ذلك مايتفق الجميع على حدوثه , ولكن كيف ولماذا والى أين ؟ ذلك ماتختلف عليه الإجابة ! .
- توغل الجيش التركي مخترقا الحدود الدولية العراقية الشمالية متجها صوب جبال قنديل حيث تتواجد مجاميع كبيرة من المسلحين أكراد تركيا المنتمين لحزب العمال ( pkk ) الذي يمارس الكفاح المسلح في سبيل حقوق الأكراد الأتراك القومية كما تقول بياناته , والمسألة الكبرى هنا إن الطرفين غير عراقيين أي أتراك + أتراك , فلماذا يجري القتال داخل الأراضي العراقية ! ومن المسؤول عن هذه التطورات ؟ في وقت يعاني الكيان العراقي نفسه من اهتزاز التوازن بسبب من التشكل الجديد للخارطة السياسية الفدرالية المفتوحة على كل الاحتمالات .
- في تذكر للقضية الكردية العراقية وبداياتها العنفية المستحدثة عند ستينات القرن الماضي وعودة الراحل الملا مصطفى الباراني إلى أرضه وبلده بعد ثورة 14 تموز 1958 من منفاه في الاتحاد السوفياتي وبدعوة حارة من الحكومة والزعيم عبد الكريم قاسم , ثم الاختلاف بعد ذلك وبداية العصيان المسلح في كردستان العراق , وماحدث معروف للجميع يرويه كل طرف بما يرغب , ولكن مايهمنا تسجيله وذكره ومن خلال تاريخ الثورة الكردية العراقية ولحد التوقف عن استخدام السلاح مايلي .
1- تواجد قيادات الأحزاب الكردية ومسلحي البيشمركة دائما وأبدا سلما وحربا ضمن مواضعهم داخل الأراضي العراقية وكردستان منها تحديدا , لم نسمع يوما إن مسلحين من الأكراد العراقيين يستوطنون جبال إيرانية أو تركية يمارسون منها حرب العصابات على طريقة اضرب داخل العراق واهرب خارج الحدود رغم كل حروب الإبادة التي مورست أحيانا والقسوة المتناهية التي طبعت ردود الفعل , كما لم نسمع عن قائد كردي عراقي مارس القتال أو المفاوضات السلمية , مع الحكومات العراقية المتعاقبة , وهو في إحدى دول الجوار .
2- لعشرات السنين لم يصرح متحدث ولم نسمع يوما من فم أي قائد كردي أو حتى مسلح منفرد , ناهيك عن أي مواطن بسيط في السليمانية أو اربيل تهديدا أو وعيدا باستهداف مدينة عراقية عربية , او اتجاه أو محاولة تفجير او تفخيخ او ضرب أماكن مقدسة و سياحية , وما أكثرها في وسط وجنوب العراق .
- للأمرين المذكورين معا , اكتسبت الثورة الكردية دوما الاحترام والتقدير بين مكونات الشعب العراقي , حتى من يختلف معها في الرؤيا والتوجه , ولهذا عاش الأكراد العراقيون امنين دوما في الوسط والجنوب , ولم تحدث أبدا وخلال هذه العشرات الطويلة من سنين المعارك الدامية والمفاوضات , أن اختلف عربي وكردي من المواطنين العاديين , لأسباب قومية أو عرقية او حتى ميل طائفي .
فما بال (الثوار) الأكراد الأتراك يخالفون ابسط شروط النضال ويحملون شعب العراق بعربه وأكراده وتركمانه , وزر فشلهم في التعامل مع ملفهم القومي داخل بلدهم , وانفصالهم ألمطلبي والكفاحي عن الحاضنة الشعبية التركية وتطلعاتها ماداموا يرفعون الراية الماركسية الحمراء , وليشرحوا لنا اين تقع من سلم أولوياتها المسألة القومية ؟ .
- في اليوم التالي للتوغل العسكري التركي وكما يقول المثل العراقي (أول ماشطح نطح) هدد ناطق باسم ال ( pkk) بنقل المعركة إلى المدن التركية , في وقت كان يقاتل بجنب القرى العراقية الكردية والمسيحية ! , فما معنى كلامه غير التمهيد للعودة وممارسة الإرهاب داخل المدن وتساقط ضحايا حتمية من المدنيين , مما يعطي حجة مضافة للجيش التركي , وإكساب تدخله شعبية كرد فعل لتصريح غير مسؤول , وهنا يمكننا مناقشة الرفيق المناضل عضو ال(pkk) لماذا ليس هو أصلا هنالك في المدن التركية وجبالها عند مواطنيه يدافع عنهم , بدل تواجده في جبال العراق وقراه , كما كانت الثورة العراقية الكردية وقياداتها تفعل , ومن يسهل هذا التواجد المحتاج حتما للدعم اللوجستي المحلي , ويأتيه بالإمدادات من غذاء وعتاد وسلاح , وهي ليست بالقليلة مادام المسلحين لديهم القدرة على إسقاط الطائرات ! , وبأي منطق يحلل البعض للغريب حتى ولوكان بمنزلة الأخ , ماحرموه على أنفسهم من امتيازات سنوات العذاب والإبادة , لدرجة اكتساب وصنع من الجار عدو, بحجم تركيا وجيشها في وقت تمس الحاجة فيه للبناء والأعمار , وللأتراك وشركاتهم القسط الوافر والكبير ؟ وليناقش أصحاب عقلية المغامرة , عن ماتستطيع القدرات التركية توفيره لكردستان العراق في مجال الطاقة الكهربائية كمثال , وما استطاعوا هم توفيره للمواطن العادي والكادح الكردستاني يوميا من ساعات الإمداد في هذا المجال ؟
- نعود للقضية الأساسية التي هي مسألة السيادة , وهل تتجزأ , ولها استثناءات أم معنى واحد ؟ ومن بدأ الخرق ال( pkk ) أم الجيش التركي ؟ ام الاثنان معا ينامان في قواعد ثابتة قديمة العهد داخل الأراضي العراقية , ولأسباب شتى وبعلم وموافقة أغلبية القيادات الكردية العراقية و وسط صمت مطبق من الحكومة المركزية العراقية مفهومة أسبابه يتراوح بين العجز واللامبالاة وما تقتضيه ضرورات التحالفات السياسية , والمحاصصة الطائفية ,و تسجيل النقاط والأخطاء واحتسابها ضد بعضهم البعض وقت الحاجة وتوزيع المغانم , وهاهي الأزمة تطل برأسها وتنفجر ويسيل قيحها ودمها على الجسد العراقي و بلا موقف ثابت ومحدد وموحد للمركز والأطراف , .
- وبغض النظر عن الرأي الشخصي , او حتى الجمعي العراقي ,عن حق الشعب الكردي التركي في الكفاح من اجل قضاياه العادلة , ولكن الوطنية العراقية تتطلب اتخاذ مواقف مسؤولة وعقلانية من كل فرد او جماعة عند التعامل في مسألة شائكة كهذه , ولنا عبرة ودرس يستوجب التمعن فيه من تجربة الدول العربية المحيطة بإسرائيل وتعاملها مع الشعب الفلسطيني وفصائله المسلحة وما استقرت عليه الأمور بعد تجارب وعذابات السنين من قناعة فلسطينية وعربية بحصر النضال الفلسطيني وبكافة أشكاله داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة , تجنبا للكثير من ردات الفعل المدمرة للقدرات العربية والنضال التحرري الفلسطيني نفسه , علما إن إسرائيل ليست تركيا ويجب أن يختلف التعامل معها بكل المقاييس , فإسرائيل تمارس استعمار استيطاني تستوجب محاصرته واقتلاعه , بينما تركيا هي جار أزلي تأتي غالبية إمدادات المياه العراقية من أراضيه لتروي تربة وزراعة ومواطني الرافدين فهل يتوجب علينا رفع شعار ( نموت ويحيا حزب ال pkk) ! , .
- إذن هنالك وعلى ارض كردستان العراق قواعد مسلحة للعمالي التركي , إضافة إلى قواعد أخرى للجيش التركي , تصمت عنها سلطة إقليم كردستان العراق وتعتبرها كما يبدو أمر واقع , فلماذا الصراخ عندما يشتبك الطرفان ؟ .
- برلمان الإقليم يطالب اليوم فقط بخروج القوات التركية وإخلاء قواعدها (غير الشرعية ) حيث تتواجد القوات منذ سنوات , فلماذا الصمت ولسنوات ونعيدها أيها السادة النواب ؟ ولماذا لا يصرح بنفس النداء وتتم المطالبة بالخروج الفوري لمسلحي الأكراد الأتراك من حزب ال(PKK ) أم أن حسابهم ومكيالهم يختلف ؟ ربما لان البعض يعتبرهم من أهل البيت ! ؟ .
- يحاول هذا البعض وكما هو واضح ليس الكل , جعل ارض العراق الشمالية قاعدة لتحرير كردستان تركيا من الاحتلال التركي الطوراني ! , وينتظر بغرابة صمت الحكومة والجيش التركي , وذلك مايتجلى في بروز الأصوات القومية الكردية من أهل الإعلام والمحللين والخبراء للمطالبة وسريعا بكردستان الكبرى محاكية المشروع الناصري وشعاراته التي بطش مريدوها أول مابطشوا بالشعب الكردي وخاصة في العراق وسوريا و وما نعتوه به من رغبة انفصال ومناهضة للمشروع القومي العربي الذي بقي حبر على ورق , و خلق أنظمة دكتاتورية فاشية محلية تمحورت داخل دولها , تظلم شعوبها وتتقاتل فيما بينها و ليكون الاستنتاج العقلاني إن الوحدة العربية , هي مشروعية مؤجلة وتطلع في غير أوانه , يتم استغلال المناداة به كاستثمار رخيص للعواطف الشعبية للاستيلاء على السلطة وتدمير القوميات والأقليات ضمن البلد الواحد , فمتى يتعض ثانية هذا البعض ؟
- الحكومة المركزية , وهي غير موحدة الرأي والموقف إلا فيما يخص استمرار تواجد ها كسلطة , وحالها عجب متحصنة خلف المتاريس والجدران الإسمنتية تاركة الأحياء السكنية وأهاليها تحت السيطرة المباشرة للمليشيات وبمسميات متعددة , ولا تستطيع حتما ولا تريد ولا هي قادرة , عن غير التعاطي الإعلامي لا العملي والفاعل مع حدث كبير , كدخول الجيش التركي ارض كردستان العراق .
عمليا وواقعيا يعاني العراق كدولة وكيان من ازدواجية التصرف والتعاطي لبعض القيادات الكردية الفاعلة مع مسائل سيادية تحتاج لتوضيح أو لحسم لايحتمل السلب والإيجاب معا فهي من ناحية :
1- تتصرف وكان منطقة إقليم كردستان العراقي هي نواة الدولة الكردية الممهدة لاستكمال مشروع كردستان الكبرى , ويجب المضي قدما في بناء هياكلها المادية والمعنوية والنفسية , واستبعاد أي تواجد فعلي لسلطات بغداد الفدرالية عسكريا وسياسيا وإداريا على الأرض , وضمن هذا السياق , يأتي السكوت وربما الترحيب بتواجد أمثال حزب (pkk ) بما يعنيه ذلك من تضامن قومي .
2- تتذكر وقت الحاجة , وعند الأزمات (انتمائها العراقي) , وان هنالك سلطة مركزية مقرها بغداد , الأكراد كمواطنين وأحزاب جزء فاعل في كيانها السياسي والإداري والاقتصادي, إضافة إلى عمليتها السياسية الوليدة وشرعيتها الدستورية .
- وهنا يتركز ويبرز التساؤل من أبناء باقي العراق والموجه لقيادات الشعب الكردي بكل تياراتها .
أي وجهي العملة يتوجب علينا النظر إليه والتعامل معه ؟
- مركب واحد يجمع المكونات العراقية تتواجد فيه عند بحر العواصف والخوف , وانتظار دول الجوار للإجهاز على أي حلم وأمل , و الخوف ثانية من عقل وتصرفات القرون الوسطى في زمن العولمة والقرية الكونية .
- آخر الكلام هو ماتكشفه كل أزمة من مهازل وتملق يفوق الوصف والتقدير لدرجة أن يصرح السيد نجيرفان البارزاني المسؤول الكبير , ورئيس وزراء الإقليم أن لا علاقة لنا بالاحتراب الحالي ولسنا جزء منه , ثم نسمع ونقرأ لبعض العرب من كتاب العراق وسياسيي الوطن دعوات للتطوع وقتال المحتل التركي , والمذهل إن اغلبهم أما هو يعيش ويسترزق في الدول الأوربية , أو يجد حصانته ومأواه في المنطقة الخضراء .
وكما يقول إخواننا في مصر .
عجبي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي