الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشر وتعزيز الديمقراطية الحقيقية والجادة افضل طريقة لدحر ثقافة الارهاب

جاسم الصغير

2008 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


في عالمنا المعاصر الكثير من الظواهر بمختلف الوانها وعلاماتها منها السياسية والاجتماعية وغيرها التي فرضت وجودها بالقوة والخوف على المجتمع ومن هذه الظواهر التي غزت حياتنا ونشرت فيها امراضها وبذور الشر من ثمارها الخاوية في اماكن كثيرة وسببت مآسي للكثيرين ظاهرة الارهاب المقيت واراد فاعلوها تغيير صفو الحياة وحلول النظرة التشاؤمية والظلامية ومن هنا ومن اجل معالجة هذه الظاهرة المدانة ارتأى البعض تأجيل او تخفيف ممارسة النهج الديمقراطي والحرية والمشاركة التي تساهم في البناء القيمي والحضاري للانسان والتفرغ الى معالجة او القضاء على ظاهرة الارهاب وتقديم ذلك على باقي المشاريع السياسية ومن الناحية المبدئية نقر ان مبدأ الامن للجميع هو مبدأ وضرورة للحياة ولكن الذي نختلف فيه مع الاراء الاخرى ذي النظرة الاحادية التبسيطية التي تقدم محاربة الارهاب بمعزل عن تمثل باقي المفاهيم السياسية والحضارية وعدم السير بالممارسات ومنها النهج الديمقراطي ونظراءه من القيم الحضارية الاخرى التي تلتقي مع الديمقراطية في الهدف الى جانب محاربة ظاهرة الارهاب ونقول ان في ذلك بعض قصور النظرة والرؤية وبالتالي عقم العلاج وننطلق في رؤيتنا ان الانسان الفرد والافراد كمجموع يؤلفين الحيز الاجتماعي وتجتمع في فضاءات حياتهم ظواهر ومفاهيم متداخلة في بعضها والحياة هي حلبة للصراع بين نسقين متناقضين في البناء والاهداف احدهما يحمل محمولات الجانب الظلامي والاستبدادي ويندرج في هذا الجانب ظاهرة الارهاب ثقافة وممارسة وفي الجانب محمولات الجانب المضيء من الفكرالانساني الحي بكل مايمثله من قيم ومساهمة انسانية استطاعت نقل المجتمعات الانسانية التي استرشدت بهذا المشعل الى منابع ومعالم العالم الحر الذي تمتع فيه مجتمعاتهم بقيم الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة وقطعاً ان الديمقراطية ومفرداتها الحية تنتمي الى هذا الجانب الفكري والانساني المضيئ ومن هنا ان الصراع هو مستمر بين هذين النهجين واي تقاعس او انكفاء لاحدهما يكون الاخر هو الذي يتسيد المجتمع لذلك نقول ان افضل وسيلة لدحر الارهاب هو نشر الديمقراطية عى مستوى الانسانة الفرد وعلى مستوى المجتمع ككل ثقافة وممارسة والاستمرار بهذا النهج الى النهاية والايمان به انه هو البوصلة المرشدة لنا الى عالم الامان والخير ومعروف ان الانسان هو كائن حي تتمثل في ذهنه مجموعة من التصورات والافكار بشكل مرموز والتي تنعكس كسلوك اجتماعي في حياته الاجتماعية فاذا كانت هذه الافكار والمعتقدات للبعض هي مزيج من الافكار والمعتقدات التي عفى عليها الزمن والتي نشأ عليها في عالم ومجتمع وتنشئة منغلقة على الذات وتحتقر الذات والاخر وتنظر له نظرة عدمية للحياة طبيعي جداً ان يكون هذا الكائن الحي الموصوف بالانسان وحسب هذه السمات يكون متشبعاً بقيم سوداوية تساهم في خلق العنف الاجتماعي المستتر او المعلن وبالتالي تؤبن الى وجود مجتمع مأزوم تنشط فيه ظاهرة الارهاب المقيتة وتؤدي الى قيم التعصب والانغلاق ونشرها والتي هي خيرحاضنة لقيم العنف والارهاب وتقضي على أي امكانية للحوار او الانفتاح ان العنف والارهاب وثقافته السوداوية هو ترجمة لبنية اجتماعية تختزن قيم العنف سواء كان معنوياً ام مادياً تكونت مع الزمن وبفعل التثقيف والادلجة السياسية الاستبدادية لازمان استبدادية غابرة خلقت انساناً ذي بعد واحد متشبع بقم ظلامية ولذلك ان تثقيف الانسان على قيم حضارية عصرية ومنها الديمقراطية هو ضرورة من اجل تحسين هندسة الفكر الانساني وتزويده او تغذيته بمعطيات انسانية تشجع الانفتاح الحضاري للانسان وللمجتمع ومعروف لعلماء الفكر والاجتماع وتشكل حقيقة لاخلاف فيها ان ذهن الانسان لايستطيع التفكير او تمثل امرين في آن واحد وكما يقول المفكرالاميركي وليم جيمس فاذا كان ذهنه متشبع بقيم سوداوية فطبيعي انه لامكان للفكر والقيم الديمقراطية في ذهنه اما اذا كان العكس وذهنه متشبع بقيم ديمقراطية حية عند اذ لامكان لقيم ارهاب والعنف في ذهنه ومن هنا تكتسب الديمقراطية وهي معطى انساني وبشري اهمية كبرى في محاربة ظاهرة العنف والارهاب لانها نقيض هذا الفعل الموسوم بالارهاب ولذلك ان الحاجة ماسة جداً للاستمرار بهذا الجهد الانساني في التثقيف والممارسة الديمقراطية ونشرها ومتابعة ذلك بدون أي هوادة او تراخي ومتابعة ترسيخ ثقافة المأسسة الديمقراطية وخلق مناخ متشبع بقيم الديمقراطية يكون دافعاً للانتقال الى مراحل اكثر تقدم واستقرار سياسي واجتماعي ولذلك وقد يرى البعض اننا في تجربتنا العراقية وبعد مرور اكثر من اربعة سنوات ونصف من انتهاج النهج الديمقراطي وبناء مؤسسات ديمقراطية ثابتة كمجلس الرئاسة ومجلس الوزراء والجمعية الوطنية ( وهذه الديمقراطية هي اختيارنا الانسب ولابديل عنها مهما كانت هناك بعض الصعوبات والاخطاء وهو امر طبيعي في أي تجربة)قد قطعنا شوطاً في هذه الديمقراطية وهذا صحيح ولكن ذلك لايكفي لابد من متابعة الديمقراطية اكثر واكثر وترسيخها في ذهن ووجدان المجتمع بصورة جذرية ثقافياً وحتى عاطفياً وبما اننا عانينا في تجربتنا الديمقراطية العراقية من ظاهرة الارهاب بكل صوره وعلاماته الفكرية والمادية المقيتة وكرد فعل قاسي من ارهاب الظلامي على نهجنا الديمقراطي في العراق الجديد نتمنى من كل القائمين على الشأن السياسي والثقافي والاجتماعي ولكل القوى السياسية الوطنية العراقية ان تتمثل هذه الرؤية في ضرورة متابعة ترسيخ الديمقراطية والايمان بأن نشر الديمقراطية وترسيخها في المجتمع هو علاج حقيقي لامراض الارهاب المقيت وان يتم رسم الاتجاهات في المجتمع بصورة تؤدي الى دعم هذه الديمقراطية والتي مازلنا في اوائل اشواطها لان مسيرة الديمقراطية طويلة ولانهاية لها وعند استقرار الديمقراطية في المجتمع سيلمس الجميع منافع النهج الديمقراطي والذي لايميز بين أي احد من ابناء المجتمع ومن هنا روعة واهمية تمثل ومتابعة بناء وترسيخ النهج الديمقراطي0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست