الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانسحاب التركي لاينهي العدوان

ماجد زيدان

2008 / 3 / 6
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


2/3/2008
بدأت القوات التركية انسحاباً جزئياً لقواتها من داخل الاراضي العراقية، وستواصل قوات اخرى وجودها وتعزيز قواعدها من دون مبرر قانوني منتهكة السيادة الوطنية، ورغماً عن ارادة حكومة بلادنا بذريعة مطاردة عناصر من حزب العمال الكردستاني التركي.
والحجة او الذريعة ستستمر سواء قويت الحكومة وخرجت من حالة الضعف الراهن في ضبط حدودها ام لا، لان لتركيا اهدافاً اعمق واشمل مما تدعي.
رغم ان الحكومة وقطاعات واسعة من شعبنا تعتبر حزب العمال التركي حزباً ارهابياً وفقاً للدستور ولمعطياتها ومصلحتها وانسجاماً مع تطلعاتها السياسية في بناء دولة ديمقراطية تبني علاقاتها مع جيرانها والمجتمع الدولي على اساس الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحسن الجوار والمصالح المشتركة. فأن تركيا ما تزال تصر على حل المشكلة بالعنف وحده ، ولا تعطي وقتاً للحكومة العراقية لمعالجة المشكلة.
لو كل دولة اخذت بما تدعي من مبررات وحلها بأنفراد لنثبت عشرات الحروب والصدامات العسكرية واصبح العالم مسرحاً لشريعة الغاب والاقوياء وانهارت القيم والمبادىء الدولية القانونية السلمية في حل المشاكل والنزاعات.
العراق يبذل ما في وسعه وما يقدر عليه في الحال الحاضر بل انه يؤدي اكثر مما هو مطلوب ومتعارف عليه دولياً بسكوته على مضض عن وجود قواعد عسكرية تركية داخل اراضيه رغماً عن ارادته وثلماً لسيادته وانتهاكاً للقانون الدولي.
كما انه لم يتقدم بشكوى الى مجلس الامن الدولي ضد الاعتداءات التركية المتكررة على سيادته الوطنية وحرمتها والمطالبة بتحميل المعتدي الاضرار الناجمة عن العدوان، لم يفعل ذلك حرصاً منه على العلاقات الثنائية بين الدولتين والشعبين واعطاء الفرصة لتركيا لمراجعة سياستها والتراجع عن العدوان. وتقديراً منه لما تعانيه من العمليات الارهابية التي يقترفها حزب العمال التركي، فهو ايضاً يعاني من المتسللين الارهابيين الى اراضيه ومن الاذى الذي يلحقونه بأبنائه وموارده.
ولكن بدلاً من ان تحمل له هذا التقدير والحرص وتساعده على استكمال بناء دولته القوية تخلق مصاعب اضافية وتثير الاضطراب وتشجع على عدم الاستقرار فيه.
الواضح ان تركيا لا تريد عراقاً مستقراً ولها مشروعها السياسي القديم - الجديد الذي هو ابعد من انهاء مشكلتها الداخلية مع حزب العمال، مشروع يطال بناء النظام الجديد الذي يرغب العراقيون باقامته. هذا العدوان ينبه مرة اخرى الى مسألة غاية في الضرورة والخطورة ، وهي الاسراع في بناء الدولة وتمتين الجبهة الداخلية الوطنية وغلق الابواب التي تهب منها رياح التدخل الخارجية وتوفير المستلزمات السياسية والعسكرية لمنع العدوان على البلاد من اي مكان واي جهة. والى ان يتمكن العراق من ذلك، لابد من الضغط على الولايات المتحدة لتتحمل مسؤوليتها بموجب قرارات مجلس الامن بمنع العدوان على بلادنا وصيانة حدودها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير