الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خمس سنوات من الاحتلال

وقار هاشم
ناشطة مدنية

(Waqar Hashem)

2008 / 3 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


خمس سنوات عجاف مرت على غزو الولايات المتحدة الامريكية واحتلالها للعراق ، ولا شيء من وعود الرئيس الامريكي جورج بوش للشعب العراقي تحقق .
رحل الدكتاتور ونظامه غير مأسوف عليه ، بعد ان ترك بلدا مخربا وشعبا ارهقته الحروب الرعناء وسنوات العقوبات الاقتصادية العصيبة .. فلم يقاوم هذا الشعب قوات الاحتلال ، لكنه وبنفس الوقت لم يستقبلها بالورود كما كانت تحلم .
لقد بر الرئيس الامريكي بوعده لشعبه بان يبعد عنه الارهاب والارهابيين ، وهو بهذا حول العراق الى ساحة مفتوحة لما يسمى بـ "الحرب على الارهاب" . وتبخرت وعوده بالتحرير وبناء الديمقراطية وتطوير العراق ، وتحرير النساء فيه ، في الهواء . فخلال السنوات الخمس من الاحتلال تحطم ما تبقى من البنية التحتية للعراق وازيلت الدولة العراقية من الوجود ما ادى الى ارتفاع نسبة البطالة الى ما يزيد على الـ 65% كما تشير كثير من الاحصائيات ، والى تدهور الاوضاع الاقتصادية لغالبية الشعب العراقي الذي تعيش نسبة كبيرة منه اليوم تحت خط الفقر في بلد يعوم على بحر من النفط . اضافة الى ملايين الارامل والايتام والمهجرين الذين يعيشون حياة غاية في الصعوبة وتفتقد الى ابسط شروط الحياة الانسانية , ومئات الآلاف من القتلى والمعوقين جراء الاعمال الارهابية . اما حرية النساء الموعودة فقد تحولت على ايدي المليشيات والعصابات المنفلتة الى كابوس يطاردهن اينما حللن . فجثثهن الممثل بها ترمى في شوارع البصرة وغيرها من المدن ، والحرق والقتل بذرائع مختلفة يطال المئات منهن يوميا . بل ومن بركات الحرية التي جاءتنا مع ( التحرير) ان صار منع النساء من مغادرة بيوتهن بطرق ووسائل مختلفة ، ظاهرة عامة اذ قلما يشاهد المرء نساءا في شوارع المدن العراقية اليوم ، وان تهدد المليشيات من تتجرأ على قيادة سيارة بقطع يدها ، وان تجبر الجماهير النسائية ومهما كانت دياناتهن على ارتداء ما يسمى بـ (الحجاب) الذي صار يأخذ اشكالا لم تعرفها التقاليد العراقية في اللباس .. ومن البركات ايضا ان تكون الفتيات اول من يجبر على ترك مقاعد الدراسة للاسباب الامنية والاقتصادية ، وان صارت اجساد العراقيات سلعة للبيع والشراء في اسواق تشرف عليها المليشيات والعصابات التي تغمض قوات الاحتلال والحكومات التي جاءت بها اعينها عنها .
ان الاحتلال وبسنواته الخمس هذه اعاد وطننا عشرات السنين الى الوراء. ففي ظله تجري عمليات تصفية منظمة للعقول العراقية بمختلف الاساليب . وحسب بعض الاحصائيات فان 75% من الاطباء والصيادلة والعاملين في التمريض تركوا وظائفهم منذ الغزو . وان اكثر من 250 عالم عراقي قتلوا بعد الاحتلال . وتنتشر الامية ، خاصة بين النساء ، بشكل مخيف ، وحسب تقارير منظمة اليونيسيف فان 760 الف طفل ممن ادركوا سن المدرسة لم يدخلوها في عام 2006 .. اضافة الى تدهور النظام الصحي وشيوع سوء التغذية بين اوساط واسعة من ابناء شعبنا ، اذ تتحدث التقارير عن ان 8 ملايين انسان يحتاجون الى مساعدات طبية عاجلة . هذا عدا عن تدهور نظام الصرف الصحي وانعدام الماء الصالح للشرب وعدم توفر الكهرباء والتراجع المرعب في الخدمات بشكل عام ... والقائمة تطول .
اما الاقتتال والتهجير الطائفي فصار ظاهرة عامة لم يعرفها مجتمعنا سابقا .. والمحاصصات الطائفية في تولي المناصب الحكومية بديلا عن الوطنية والولاء للوطن والشعب ، مظاهر جلبها معه الاحتلال .
لقد وقفت كل قوى الخير في العالم ضد الحرب ليقينها من النتائج الكارثيةالتي ستسببها . كما وقفت كل القوى الوطنية العراقية ضدها لذات الاسباب ، وايضا لانها رأت ان تحرير وطننا من الدكتاتورية لا يمكن الا بتكاتف قواه الوطنية واعتمادها على الجماهير العريضة ، صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير ... واليوم وبعد هذه السنوات الخمس من تخبط المحتل الذي جلب الكوارث والمآسي واسس للطائفية في وطننا ، بعد كل هذا نجد ان العودة الى الوطنية واعتمادها كمعيار اساسي في العمل والتعامل ، وتحالف كل القوى الوطنية والديمقراطية المخلصة والاعتماد على الجماهير العريضة .. هي الطرق الاكيد للخلاص من الاحتلال وتداعياته . وهي المنقذ من استمرار التدهور ، والمخرج لوطننا وشعبنا من الاوضاع الكارثية التي حلت به .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح