الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامتزاج ... مقالات في أصل ونشأة وطبيعة وظيفة الفكرة

خالد ساحلي

2008 / 4 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بداية الأشياء صنع الفكرة ـ1ـ
ابحث عن الشيء المفقود فيك بروية الشيخ و سذاجة الطفل ، إنما اليأس والقنوط من وقت الفراغ القاتل ، إنه مانح النصر المبين للفاتح الراكب جواد اللاجدوى والعشواء بين الأمكنة و شتات الوقت و هاجس فقدانه .إن البحث عن استقرار الذات باستقرار ذات أخرى يتعب العقل و الروح معا. إن في عدم بلوغ المرام انتحار الأمنية بسكين التثبيط بين الإرجاء و الإسراع. ينفلت البحث عن التحقيق مع اللحظات الهاربة من العمر الموسوم بالقدر وبالتعطيل المصنوع بقدر بشري لجمح عنان التغيير وحشر البديل في عتمة الإكراه، للتنازل على مصير الآخرين لصالح الفئة المتنعمة في المتعة النفعية الخاصة الخاضعة للإنقاص على دوام سلعتها ؛ إنها النقيض الحتمي للعقل المكتسب لشرف التعظيم و المحرّم على البورصة إنما مشتريه عالم بمقدار الموازين، إن الكفة التي تحمله تعاف نفسها إن لم تتزين وتغتسل من وحل مقاساتها السابقة، المعممة على إجمال السلع و مفاهيمها و أنواعها. أبحث عن الأشياء الكامنة في نفسك، سطـّّر لها خطوطها المستقيمة والمتقاطعة و الدائرية، إنها تخضع لدولة الحياة و أنظمتها المتحكمة في أسرار الموجود لا شك. أوجد الألوان الممتزجة فلا يصعب عليك حينها تثبيت رغبة الصنف على اللون واللون على المساحة بنوع الإطار المتعدد الغارق في التجريب. ابحث عن الأشياء وشريكها ، زاوجها لتتولد الأشياء مع أضدادها حينها فقط يتهيأ الجنين لمراحل تكوينه، إن رعاية الأشياء خلسة تباعد الأعين الباحثة عن الشقاء للمولود الجديد، نوّم الروح الشريرة الباحثة عن عصا وبساط سحري ، العاملة على سحب حبائل الاستعجال لترفع الستار على الخشبة المغشوشة بفخ وكمين فلا يجد الحضور حينها غير أحداث بلا شخصيات. ناقش أشيائك قبل نموها أجعل لها متسعا للتنفس و أحرص على إطعامها من كل صنف و لون. أنتقي لها ما كان طبيعيا دونك بعدها الغذاء المعلّب و لو كان مطبوعا بعلامة الشهرة فاتنة الذوق. سيستحيل تجاوزها حين ذاك لو عوّدت العين و النفس معا . إن الأسماء أحيانا كثيرة تصنع لها الشهرة دون ثـقل، يثبت حضورها لشغل الفضاء الرديء المنهك. إنها بلا جذور، زوالها مع مشهرها ترحل. أبحث عن الأشياء التي كبرت معك وخالطت صباك وكانت معينا لك على إبر الحرمان الواخزة ألم تكن لك ملجئا من حصار التفريق والعنصرية ، إن العنصرية يمارسها المدافعون عن حق الإنسان والمنشغلين بسّن عدالة الله على الأرض حين يتعلق الأمر بشخصهم يعشقون قميص الشرطي يخفونه تحت لباس مدني جميل. أبحث عن الأشياء التي أوحى الله بها في لياليك الطفولية حين كانت الريح تعوي والسيل يجرف منازل الطين التي صنعتها بالقرب من جبانة الأموات. كانت أشيائك التي أوحى الله بها إليك تكبر في أحلامك دون قيد ولا حدود ولا نقاط تفتيش من دون انتهاء لصلاحية جواز سفر الرؤيا الحبلى بالأمنيات. أبحث عن أشيائك الثمينة داخلك قبل أن تصقل لوح الفكرة ومرآتها. أعرضها على بريق العقل و قابل أوجه المرايا فانعكاس الآراء لماهية الأشياء يزيد نشر الضياء لأمكنة العقل المظلمة. أجمع أشيائك التي حلمت بها حتى لو كان لمسها استحالة في واقعك. إن أسمائها إن رسخت في العقل واختلطت بإرادة جبارة حققت دافع الدنو، إنه اندفاع تأكيد تحقيق المقام لجلب الخير ورغبة نشر معاني الثبات. أبحث عن أشيائك داخلك قبل أن تنهي وصل تيارها بمصباح حزمك لتظهر لون الزجاج بشفافية القبول والتعايش مع الصوت الآخر، قد تشعر بالخوف حين إطلاقها و تتوجس وتهاب من الأصوات المرتفعة ساكنة الخواء. أسحب أشيائك قبل فرز الأصوات المعارضة بداخلك قبل أن تقرر حكمك النهائي فلا طعن حينها لأن الذي سيكتب و يقال سيكون قد كتب و قيل . ستتألم أحيانا و تشعر بالضجر ، ويحدث و تصير أسير الضيق و يساورك الشك فيما اعتقدته من قداسة أشيائك الثمينة ، قد تتخلى عنها بسهولة لو تحاملت عليك الظروف المستيقظة مع فتنة الواقع صاحبة التجهيز الكامل بما تتطلبه الحداثة والتجديد من ثورة . الأشياء التي بداخلك تتشابك أحيانا وتتعارض إن لها أواصر أخوة لكنها إن لم تختلف و تتصارع صارت ميتة تخضع لعربة تُجَرُ بأي حصان يختار لها. قد تختلف أشيائك مع الآخرين و تصطدم بجدران عدة حين الإفصاح عنها بعد كل هذا العذاب و العناء، تلتقي بأِشياء كثيرة لبشر يحملونها وقد تعارض أهدافك؛ قد يحزّ ذلك في نفسك و يزرع لك الألم. لا تعتقد أنك على خطأ لأن تعاقب الليل والنهار وسيرهما الحثيث هي ثنائية النقيض الأبيض و الأسود. ألا ترى لولا اختلاف أشيائنا التي نحملها داخلنا لصرنا ملائكة؟ إن العقل هو الميزة التي كرم الله بها الإنسان و إن العقل أحيانا كثيرة ليصير عبد الشهوة والعاطفة فيخور و يضعف فتنهار مملكة النهج الكشّاف ليسلب العقول الأخرى حريتها. جد أشيائك لو حصلت على خيط شعاع واحد يقربك من حقيقتها سر في طريقه و لو كان وحلا يخشاه المارة ، لا شك ستترك أثر الخطى إن وصلت لبر أمان سيتبعك الكثيرون و لو أصابك الفشل إنما الدنيا محاولات متعددة كاجترار البقر عند نتشه و كفعل القراءة الباحثة عن الجواهر التي خلّفها المارون من قبلك أو التي سقطت سهوا من المؤلف نفسه ولم ينتبه لما ضاع منه من كنز ثمين. حقق وصل ما أحببت فإن أشيائك هي كل ما تملك.وكل هذه الأشياء تبدأ من فكرة.
أصل الفكرة ــ2 ــ الخلق اللغة العلم البيان

أعلم فقط أنك صنعة الله الخالق، فطرة الله التي فطرك والناس عليها، كثيرون هم شبهك، أعلم أنك الإنسان لست إلا شكلا وجوهرا، بدون الجوهر الذي يحتويك لست إلا شكلا يضاف إلى الطبيعة الفرق بينك وبين باقي الأشكال أنك تسير في طريق ملتوي دون معالم و لا إشارات تائها في هواك وما تحققه في نقطة الانتهاء لشهواتك لا غير . إنما الأشكال الأخرى قد تحقق كينونتها وتؤدي وظيفتها متحركة بالقليل أو الكثير إنما توازنها وتساويها مع حركتها التي بداخلها لتخضع لقانونها الأصلي الذي خلق معها أو الذي خلقت لأجله ، قانونها الخاص الذي بداخلها .. هل خُلِقت قبل القانون ومن ثمة القانون وُجِد لها ؟ أم وجد القانون لأجل نشوئها ؟ كل شيء يصير يتحرك لغاية في قانونه الخاص إلا أنت أيها الإنسان تريد أن تصير كما أنت، تعلم في الأخير أنك لست سوى صيرورة فانية لأن في وجودك ينشأ فنائك الحتمي ، إنها حقيقة الوجود و العدم التي تصاحبك ، كل شيء هالك وحي الله في الإنسان و الموجودات ، العيني و التجريدي ، حتى الذرة التي لا ترى قانونها الوجودي يحمل معه فنائها. إنك صنعة الله إذا؛ برحمة خلقك، رحمة لك فأرحم نفسك بنفسك، أخلق فكرتك وخذ العبرة في خلقك ، علّمها الناس كما علمك الله بيانك بعد خلقك لو شاء لجعل لغتك حبيسة فكرك وفكرك حبيس لغتك ، أرجع أصل الفكرة إلى من خلقك لتستقيم على الخير و تصنع من مادتها أنوارا حين تمتزج بنور الله ، وما نور الله إلا الحق الذي يمنحك القوة لفكرتك ، تتعلم من خلالها الحق في أن يتملك الجميع ذاك الحق. إن أصل الفكرة خلق وتعليم من الله ومرجع للأصل، لا تخجل في إرادة سؤالك، قد تسأل و لا تفصح: هل جميعنا يعمل على هذا في تكوين الفكرة و ربطها بعالم قد ينسى صَاِنُعُه ذاته ؟ لما التصادم ودورة الحياة تمنح التداول لفئة دون غيرها، أليس الحق مشاع للجميع ؟ كيف والشر ينتصر ويقوى مؤيدوه ويتباهى به أنصاره ؟ أين هي فكرة الخير لا بد أن يحميها الأصل وتدافع عنها لغتها و بيانها ؟ هناك الهوى الذي خلق معك أيها الإنسان يوم خلقك الله ، لا تنسى أن الشيطان ليس سوى أهوائك لا غير وهي خلقت قبل خلقك. أعلم فقط إن الخلق في الفكرة هو خلق للغتها ذاتها و خلق اللغة هو خلق لبيانها ، تعليمها للناس يكون برحمة كما خلقك الله برحمة لأنك تخلق في الأذهان ما لا يوجد فيها فأوغل فيها برفق و لا تسلبها إنما قويها بذاك البيان لتملك حجتها لا غير. الله أودعك الفكرة و أنت أودعها التكوين والنشوء لا شك ستستمر بالرعاية الربانية لأن روحها من نور الله، ستتكاثر لأنها ولاّدة، إنما الفكرة الزائلة و إن استطالت هي من هوى والهوى عقيم كالملك. أعترف في أغوارك بأنك المخلوق حررّ نفسك ، إنك لن تستطيع مقاومة العالم الحاف بك، ــ أنت جزء من مجمل العالم الذي ترتبط به ذاتك بشكله الروحي والموضوعي العيني ، تعرفه الروح على أنه تابع له لقد اوجد لنا هيغل هذه النظريةــ لقد قال " لا يوجد شيء في السماء ولا على الأرض إلا ويحوي معا الوجود والعدم ولا يوجد شيء ليس صيرورة " 1. تعال إذا بأجنحة طائر في السماء وتفرج على العالم الكبير سيبدو لك صغيرا حد الاحتقار ، أطلق حريتك من أسرك، بصوت نداء من مكان مختفي المصدر، أبلغ مسمعك ، أركض بنفس غزال في صحراء ، حارب السراب واحصل على واحتك ،غص بقوة الحوت أقطع أمواجا متكونة يصنعها البحر لا تستهن بها فقط، قد تصنع هي البحر ، أنت الإنسان. أعلم فقط أن الفكرة لا تعطى من الخارج و لا من الداخل ، من الخارج قد توحي إليك الأشياء فقط ، لكن هي موجودة على الطريق تحتاج لمن يحملها فقط يمسح عنها غبار العابرين و المارين عليها ليظهر بريقها ومن ثم يحملها إلى زاوية بيت، تصير مطلبا ومقصدا مباهاة لنفسها، تصير التحفة الكنز الواجب المحافظة عليه ورعايته بالحراسة المستمرة إن أمكن وضعها تحت كاميرات المراقبة الدائمة . أما من الداخل إنما هي النفس الأمارة بتحقيق أكبر قدر من اللذة والتباهي بها أمام الخلق بنفس الرغبة وبنفس القوة الطالبة لها ؛ إنما الداخل قد يعطيك أشياء تستشف منها المسالك حين ترى العالم الذي تفوقه و لا يفوقك ، في قناعة الناس بحالات الاحتياج والبؤس التي هي أكثر من حالتك وبؤسك ، تلك الرغبات وحدها تعطيك دافع الأشياء،الفكرة إذا يا من تسمعني ليست سوى حركة داخلية في الذهن العميق يحولها الإحساس إلى بحث عن الصيرورة و الكينونة، الإحساس المتعلق بالخير و بنور الله ، الإحساس المتجذر في روح الخلق الأول الاعتراف بالخطأ و التوبة من أصل الإثُم والقتل والموت و الفناء ، الفكرة المتحولة إلى شيء متحرك بين الناس، تحسها في سلوكات تتغير وحيوية تراها تقفز في اختصار الزمن والأمنية بشيوع الحب. الفكرة لا تستقيم بغير الحب هذه سنة الله ، الحب للآخر ، والعدالة مع الآخر ، ورمي الأنانية في تحقيق الفكرة أو فكرة الأنانية ، الفكرة الأنانية طريق لرمي التهم على الأفكار الصالحة الشبيهة إنها المنافسة ، إن إلصاق صفة الجمود والرجعية و الأصولية و التعقيد و الضبابية و الظلامية والوصولية والتطرف والعنصرية وغيرها من تهم ترمى من اليمين و اليسار و الوسط إنما تعصبا للفكرة واتهاما لفكرة معاكسة . أعلم أيها الإنسان أن الأفكار كثيرة في الذهن لا توجد هناك كلمة لأفكار جامدة الأفكار كلها متحركة لكن نسبة استقرارها وتوازنها بطيء وسريع ، أستنتج هذا وعارض به شيلنغ و الفلاسفة الماديين و حتى ديكارت أو فتشة لكن بشرط فقط أعلم أن لكل فكرة حد ونسبية لأن أصل خلقها مرتبط بأصل خلقك، أنت لك أصل في الفكرة لأنك مقتنع من أصل خلقك... لأنك قد تكون على خطأ.

إرادة الفكرة ــ 3 ــ
قم ، أشهد عليك نفسك ، لا يمكنك الحرث دون الشهادة بما تعتقد ، إن البذور الصافية الحية لا تحتاج لانتقاء ، لا تحتاج لغربلة ، أعطيها ليد الصباح يبذرها ، إن أحواض الأرض المقلوب ترابها تشكل الرسم الجميل، الخريطة المتعلق بها القلب المفكر الحزين، ألا تراها تتقاطع لتشكل الكمال الأبدي ؟ قم ، أشهد عليك نفسك و خيوط الفجر ينبلج لها الليل ، تنفس مع الصبح نسمات الخلاص من عبأ ظلام متعب ، أطلق ذراع المستحيل إلى حيث تصل يداه المباركتان التي قبلتهما شفتا المطر ، شفتان عانقتا البدر والقمر حين جاوزت الغيوم حاجبة الرؤية حدود الممكن و المتاح. قم ، أشهد عليك الليل وأستعر منه أذنا أعطيها لحاقدين يعاشرون الثرثرة ، أولئك الذين يعتقدون أنهم منتصرون عليك حين منحوك غطاء ذنوبهم وحملّوك عراء أوزارهم . قم، أشهد عليك نفسك وارمي من ورائك تراب الحفر لمعلم الطريق الجديد، اطوي فصول قفارك و صحاريك وأفرش أمامك واحة خضراء من إيمان. إن شهادتك بفكرتك دليل صفاء الروح ونقائها، إنها التجديد لأعمدة الاعتقاد ترميم لآثار المكارم و الأخلاق. قم ، أشهد على فكرتك ذات أخرى أحترم رأيها فيك ، أقبله دون نقاش أجعله حكما قانونيا لا يحتاج المراجعة ، إنك لن تشهد عليك الذات الأخرى إلا إذا عرفتها وجعلت نورها يمتزج بنورك ، كن لها الجسد وتكون هي جناحيك ، أشهد عليك ذات أخرى أصقل جدارها بورق صلب ، أنفض عنها غبار اللامبالاة، نظفها من دنس العالم الذي تفوح منه رائحة الكراهية و الأنانية . أمسح عنها الأوهام الخبيثة ، أهمس في أذن حقائقها المشكوكة بصوت اليقين والطمأنينة، غطي الذات الأخرى بواقي يحميها الصدمات و الزلازل . أحبكها جيدا لتختبر فعاليتها ، لتتضح ثغراتها و أخطائها ، أغسلها بسائل مختلف، هيأها للون الجديد ، أحمل لونك أخلطه جيدا ، حاذر من الإسراف أو التقتير فيه، حين المزج تستقر القناعة و الاختيار. أجعل ما يحف بها بألوان زاهية ، ترتاح له العين و النفس معا ، أصبغ بتأني سقفها و أحرص على أن يكون لونه أبيضا لون النقاء ، لون الضياء ، في الغالب الناس يرفعون رؤوسهم للأعلى لخفة العقول وفراغها منبهرون بالعلو لا غير؛ إن الصرح العالي استقراره في الأرض. قم ، أشهد العالم على فكرتك إنما أنت جزء منه ، أنت علاقة من علاقاته المتشابكة ، مهما أثبت غيابك باستمرار وغادرت ساحته التي تبدو لك متأزمة و قاسية ومادية إلى الحد الذي تنفر فيه الأنفس من بعضها وتشعر بكراهيتها لبعضها و بغضها المتأصل في أغوارها ، إنها لن تختلف إلا إذا تنافرت مصالحها و أفكارها. أقم لفكرتك طقوسها، زكيّها بصفاء وصدق، أمنحها الجميع دون حجبها، أكتبها، أمسك تعليقاتك عن سهام الكلام الموجه إليك المزدري لقدر الفكرة، تقبّل من استلهمت في كلامه توجيها وتصحيحا لأخطاء وقعت فيها عن سهو أو غفلة. صُمْ ، لا ترد عن انتقادات غيرك ، لا تدافع عن فكرتك اتركها تشق طريقها دون وصاية و دون جواز مرور ، دون وساطة ، إن الوساطة تمنع عنك وجه الحقيقة وتلبس للنهار ثوب حكاية الوحش الذي يسري في القلوب المرتجفة . إنما رسالة الأنبياء انتصرت بمنطق الصدق، وانتصر تابعوهم بمنطق الصدق أيضا حين صبروا عن البلاء العظيم و لم يلتفتوا للأيدي قاذفة الحجارة حقدا وضغينة.
قم و طف بفكرتك في الأيام السبع و الثلاثين من الشهر و الإثنى عشر في السنة. لا تنتظر محصولا فقد يجنيه اسمك لا غير حين يغيب شكلك ويبقى معناك. ستحج فكرتك من بيت أصيل إلى بيت لعين ، من بيت قسوة إلى بيت رحمة و لين ، ستقرع أجراس الكنائس وتدخل بيوت الرهبان وتحتضن المآذن وتكون رابعة النهار للمدائن ، ستقتحم القلوب التي عليها أقفالها، تخالط روح الأطفال النائمين على الطرقات فراشهم أمانيهم التي في عيونهم الجميلة التي هي أبهى من كل الأزهار المزروعة في حدائق وبساتين الأغنياء ، ستخفق ، ستطير في سماء و تركب البحر وتجول البر على امتداده لتفتح كل القلوب وتتمنى حينها لو يحبها كل الناس برغم علمك أن ذلك لا يتحقق . قم ، قد تأتيك الأخبار السيئة ، عن الكره و الوشاية ، قد يتضايق منك الكثيرون ، يمقتونك إلى الحد لو أتيح لهم التخلص منك لفعلوا، ربما المكان الذي تتواجد فيه يصير ضيقا لهم كسم الخياط ، قد تسير أخبارك بين الناس وعلى الجرائد وفي الانترنت، ربما تنازعهم حاجة في نفوسهم يطمرونها، قد يرون فيك منعكسا يذكّرهم بشقاء أيامهم ، الفكرة التي تعرضها تذكرهم بعذاب تجرعوه حد الموت فقدوا فيه أعز أحبائهم ، قد توقظ فيهم صورة جلادهم اللعين. قد تسير أخبارك بأنك الباحث عن الملك و الشهرة، قد تلـّفق لك التهم من كل جهة و يحذروا الناس من خبثك الغير كائن، نعم لكل إنسان خبث لكن أليس الحرب مع الشيطان لأجل تبرئة النفس من العبودية. قم ، قد يرميك غني بعجزك عن جمع الثروة ، أو السياسي بفقرك للأكاذيب وفن المراوغة، قد يحتقرك ابن السياسي أو السلطان أو الأمير و يشي بك للناس أنك من غير أصل و جذورك التي لا تمكنك من اعتلاء عرش الحكم هي التي دفعتك للبحث عن فكرة تدخل من خلالها الثقب الذي لا يسمح لك بإحداث ثغرة فيه.، قد يتهمك رجال الدين بنقص إيمانك و استحواذ الشياطين على هواك و أنك بحثت عن الفكرة لتجعل الناس يستمعون إليك ، هل يجب أن تلبس عباءة رجل الدين حتى ينصت إليك البشر و يقدسون ما تقول حتى ولو كان كفرا يقودهم لواد جهنم.سيقول عنك المجرمون يختفي وراء فكرته لأنه فقد القوة و السطوة على اغتصاب الجميلات وسبيهن ، أو نقصته الحيلة في الاستحواذ على مال الشعب وخيرات الحقول ؛ سيقول الفقراء يريد الهروب منا إلى عالم جديد فيه الشبع وفيه الراحة والسمنة ، يبحث عن فكرة تدخله دار الوالي وتقربه من ابن الرئيس وتحميه من المجرمين ومروجي الموت و الهلاك ؛ سيقول الضعفاء إنه يختفي في الفكرة ليمنح نفسه القوة التي عانى من كبتها، سيصل ليقمع ضعفه ويصير قاهرا يستعبد الضعفاء . سيقولون كلاما كثيرا وموجعا ، سيقولون إنك مثل الذين وصلوا إلى فوق يتغيرون بأنواع الأكل والمركب و القصر الجميل الفسيح الذي لا تسكنه غير الأشباح ؛ سيقولون كلاما كثيرا و بالمقابل سيقول عنك أناس آخرون كلاما رقيقا ، إنك النسمة العليلة التي تخالط أنف السجناء ، إنه الشعاع الدافئ المقتحم لكهوف الفقراء، إنه أغنية العصافير ونشيد الصباح ، إنه الشامة على الوجه البهي ، إنه مسحة الحنان على رؤوس الأيتام . إنه بركة الرب ودعاء الصالحين. سيقال عنك هنا أيضا الكثير كما قيل عنك هناك الكثير. قم واعمل فقط على التحكم في إرادتك، الحقيقة أنك تفشل في كتم شقائك وحزنك ؟ إن الإنسان ينتمي لنفسه ومعظمنا لا يقوى على السيطرة على إرادته يرهنها لظروف خارجة عن إرادته إنما ذلك لخلو عقله من الفكرة. قم ولا تعتقد أن كل الحالات ميئوس شفائها افتح نافذة قد ترى بالجانب الآخر وجها قمريا يطل من غابة يقين خضراء. ...
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ