الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظلال الكلمات

نواف خلف السنجاري

2008 / 4 / 4
الادب والفن


هل للكلمة ظل؟ قد نتفق جميعاً على أن الظلال تظهر وراء الأشياء المادية فقط (رجل كرسي)، (رجل سياسة)، ( رجل أعمال)، أو حتى (عكاز لرجل متسوّل)! ومهما كان الاختلاف بين هذه (الأرجل)! فهي تترك ظلالاً تتباين في أحجامها، بغض النظر عن طبيعة ومنصب (الرجل)! أو نزاهته أو درجة وطنيته!.. بل حتى يمكن أن يتساوى ظل المنافق مع ظل الإنسان الطيّب في حالة تساوي الجسمين! وحسب النظرية (الظليّة)! لكن هل سبق وسمع أحدكم أن للفرح أو الحزن أو الطموح ظلاً يذكر؟! هذا ما كنت أفكر فيه عندما راودتني فكرة(ظل الكلمة)..
الكلمة هي روح بلا جسد سواءاً أكانت صادقة، أم ملفّقة، أو أطلقت لغاية معينة (سياسية، دينية، عنصرية، ثقافية،....) بناءة كانت أم هدامة فهي تبقى- أي الكلمة- بلا ظل لأنها شيء غير ملموس.. قد يسأل أحدكم ويقول: -
لكن الشعارات الكبيرة والإعلانات (العملاقة) هي كلمات أيضا؟ وعندما تسقط عليها أشعة الشمس، فإنها تترك وراءها ظلالاً تكبر أو تصغر حسب (زمن) سقوط الأشعة..؟؟
ورغم أن هذا التساؤل يحمل من الصحة الشيء (النسبي).. لأنه أخذ بنظر الاعتبار (عنصر الزمن) ودمجه بعنصر (المكان) حسب النظرية (النسبية لأنشتاين)!! إلا أن تلك الكلمات والشعارات الأعلاناتية وان كانت مصنوعة من هياكل حديدية وكونكريتية تظل أشياءً مادية لا تصمد أمام الهزات الأرضية!
كيف يمكن أن يصبح للكلمة (ظل)؟؟ وكيف نجعل الكلمة مادة محسوسة ومؤثرة وبناءة في المجال الصحفي، الأدبي، الثقافي، وكذلك على المستوى السياسي؟ أقصد (مجازياً) أن نجعل من (الكلمة) شيء (مجسّم) وفاعل في نقد الظواهر السلبية وصنع القرارات والضغط على السلطة في سبيل المصلحة العامة وبناء المجتمع الديمقراطي المتطور.. (فالكلمة المتقنة لا يمكن قطعها بفأس على حد قول المثل الروسي)..
لا بد من آلية صحيحة وشفافة تربط بين (الكلمة الصادقة) و (السلطة)، وكذلك بينها وبين المؤسسات وعلى كافة الصعد، وإلا ما فائدة كشف الفساد والتجاوزات والتقصير في مؤسسات الدولة من خلال الصحافة أو الأدب إن لم يكن هناك ما يقابلها من لدن المسئولين من تفاعل واستجابة ورد فعل صحيح أو توضيح معقول؟ وعليه أسوق المثال التالي:
إن رواية (ذكريات من منزل الأموات) لديستويفسكي كشفت المعاملة غير الإنسانية للسجناء وجسّمت معاناتهم وصوّرت بدقة كيفية مواجهتهم لعقوبة الجلد في ذلك العهد،وحين وصلت الرواية بين يدي زوجة القيصر تأثرت بها كثيراً وذرفت الدموع، وأوصلت المأساة إلى زوجها، فتأثر هو الآخر وتفاعل مع أحداث الرواية، وكانت النتيجة إلغاء عقوبة الجلد في السجون!
هذه هي (الكلمات التي لها ظلال) الكلمات المجسّمة الصادقة والحقيقية والجريئة.. فهل يوجد بيننا من يستطيع أن يقول كلمة لها ظل؟ وكم عدد المسئولين الذين يتقبلون تلك الكلمات ويرون ظلالها الجميلة.. ويؤسسون على ذلك قراراتهم ومواقفهم من كل ما يجري حولنا ويحيطنا بكل شجاعة وإخلاص ؟. وما عدد المرائين المنافقين من ماسحي (الأجواخ) المطبلين والمزمرين للمسئولين الذين يزوّرون الحقائق في سبيل رضا أسيادهم؟ طلباً للمزيد من المكافئات والمناصب والامتيازات!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز


.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن




.. هنا تم دفن الفنان الراحل صلاح السعدني


.. اللحظات الاولي لوصول جثمان الفنان صلاح السعدني




.. خروج جثمان الفنان صلاح السعدني من مسجد الشرطة بالشيخ زايد