الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش الوضع الفلسطيني

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2008 / 4 / 6
القضية الفلسطينية


تحولت الساحة الفلسطينية إلى تربة خصبة جدا للكتابة حول الكثير من القضايا التي لا أول لها ولا آخر من تجاذبات ومناكفات حول شرعية هذا الطرف أو ذاك , وأصبح الإعلام الفلسطيني منشغلا بقضايا الخلاف وأثر بدوره على الإعلام العربي بل والعالمي .
وبدلا من تسليط الضوء على الأمور الجوهرية في القضية الفلسطينية أصبحت الهوامش هي المهيمنة على أخبار فلسطين في معظم المنابر الإعلامية حتى بتنا لا نذكر متى سمعنا كلمة جدار الفصل العنصري أو تحرير الأسرى ولربما خجلا يأتي خبر يقول استمرار الحفريات أسفل المسجد الأقصى .
حواجز تتغير أماكنها في الضفة الغربية كقطع شطرنج تتبدل وتتنقل , وممارسات احتلالية ضد أهلنا هناك تحدث يوميا واعتقالات فاقت الحصر .
وفي غزة فالأمر أشبه بالغيبوبة , إن جالست أحدهم تجده يسألك : ألم يدخل البنزين اليوم ؟
وأكاديمي عريق يقول : تصور كيلو الدجاج أصبح بخمسة عشر شيقلا .
إلى هذا الحد تحجمت القضية لدى شعبنا الفلسطيني والكل نيام ؟
هل نكابر ونقول لم ينل منا الحصار في غزة ؟ ونتجمل وندعي أننا لا نكذب ؟
لقد أهدينا الصهاينة هدية عظمى بتفرقنا وتشرذمنا وحققنا حلما يهوديا سعت إليه كل حكومات العدو طوال الأعوام التي قبعنا فيها تحت نير الاحتلال .
أما من عاقلٍ يمد يده ويشد بقبضته على يد الآخر حتى وإن لم يمدها إليه ؟وهل أصبح توحدنا حلما صعب المنال بل ضربا من المستحيل إلى هذا الحد ؟
لقد تعمق الشعب في غيبوبته وباتت لقمة العيش وحدها ما يعنيه فهي شغله الشاغل ولا لوم عليه في ذلك
فالجوع كافر , والحياة في قطاع غزة بالذات فاقت كل خيال .
غلاء فاحش لم يعهده الناس من قبل , بعض البيوت المستورة تتمنى لو دخلتها اللحوم مرة واحدة في الشهر .
فإلى أين وصلت السياسات المتناحرة بنا ومتى يقول الناس كفى , لا ضفة ولا غزة , وإنما فلسطين وحدها سيدة الكلمات والأشياء والحوارات والقدس عروسها التي لا حياد عنها .
لا بد وأن يصحو الناس ليعلنوا أنهم مع فلسطين والقدس لا مع غزة ولا ضفة , ولا مع الانقسام الكريه الذي أوقعتنا به المصالح الضيقة والأجندات الخارجية التي آخر همها فلسطين وشعبها .
لقد تكالب علينا الأعداء من كل حدب وصوب , الكل يتآمر على هذا الشعب الذي ضاقت به السبل حتى كاد أن يفقد صوابه , يحاربونه في لقمة عيشه وفي حريته وفي حياته وفي كل شيء .
حتى بعض المؤسسات التي كان الشعب يرجو منها خيرا باتت تشارك في حصاره وتجويعه
وكالة الغوث التي ننتظر أن تكون سندا لمن أضنتهم حياة الحصار والبؤس تشارك في معاقبة المواطن على طريقتها أيضا , إذ صادفت رجلا طاعنا في السن يبكي بجوار مقر التموين التابع لوكالة الغوث وحين سألته عما به قال: لقد أوقفوا المؤن عن ابني , وأكمل باكيا حجتهم أنه موظف ! ولا حق له في المساعدات التي توفرها وكالة الغوث ومضي لحال سبيله .
وحين سألت في الأمر قالوا أن الأونروا تسلمت كشوفا بأسماء الموظفين المحسوبين على مرتبات السلطة الوطنية الفلسطينية لتوقف عنهم المساعدات لأن لديهم دخل كاف .
ألم تفكر الأونروا في مرتبات هؤلاء الموظفين المطحونين ؟ ألم يفكر المسؤولون عن هذه الجريمة أن شريحة كبيرة من الموظفين لا يتجاوز راتبهم ألفا وخمسمائة شيقل تكاد لا تكفي لسد الرمق , ويدرك أهل غزة جيدا قيمة هذا المبلغ حاليا وأنه لا يكفي أسرة واحدة لنصف شهر حتى .
وبكل بساطة تشارك بعض الأطراف في حرمان هذا العدد الكبير من الأسر من معونة قد تساعد بتخفيف المعاناة ولو قليلا .
فهل من ساعٍ لأجل هؤلاء البائسين في حياتهم وأمرهم وأحوالهم ؟ أهنالك من يتقى الله بهم ؟
وفي جانب آخر يتساءل الكثيرون عن السبب الذي يمنع من يمسكون بزمام الأمور في قطاع غزة من إلقاء القبض على المجرمين الفارين من العدالة , الذين فرّوا من السجون خلال الأحداث المؤسفة والدامية في يونيو الماضي , وقلة منهم فقط من أعيدوا إلى السجن , وكثير من المدانين بجرائم قتل وقضايا جنائية ما زالوا أحرارا يجوبون شوارع غزة وقد يشاركون في جرائم جديدة في أي لحظة , فبعضهم من مدمني المخدرات وقتلوا أشخاصا لسرقتهم وشراء هذه السموم .
قد يبدو صوتا واحدا لا يكفي , ولكني أطالب قيادات الأمن في حركة حماس في غزة أن تقوم بدورها في هذا الشأن طالما أنها تتولى الأمن في القطاع حتى زوال حالة الانقسام التي نأمل من الله أن لا تدوم .
فليس من المنطق أن ينعم بالحرية من كان مغتصبا أو قاتلا محكوما بالإعدام , ومن الضروري جدا أن يتم إلقاء القبض على هؤلاء وإعادتهم لمكانهم الطبيعي ليلقون الجزاء العادل حفاظا على حرمة القانون والمجتمع خلوه من المجرمين , وهذا أمر لا يجب خلطه نهائيا بالوضع السياسي المتأزم والقائم حاليا في الوطن .
وأخيرا ليس لنا كأبناء هذا الشعب إلا أن ندعو الله أن يصلح حالنا ويوحد كلمتنا ويجمع شملنا وأن تعود فلسطين لتكون السيدة نصب أعيننا وكل ما غيرها إلى زوال .
فيا أولي الأمر تيقظوا وتصالحوا قبل أن يجرف التيار الشعب وإياكم إلى نهاية حلم الدولة الفلسطينية المستقلة .
ومن باب التمني نقول لعل يونيو 2008 يوحد الصف والكلمة ولا يحمل نزفا جديدا ولا قتلا لشعب فلسطين الصابر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في


.. التوتر يطال عددا من الجامعات الأمريكية على خلفية التضامن مع




.. لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريبات للبحرية


.. اليوم 200 من حرب غزة.. حصيلة القتلى ترتفع وقصف يطال مناطق مت




.. سوناك يعتزم تقديم أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا| #الظهي