الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبقة العاملة الفلسطينية وتميزها عن غيرها

محمد سعدي حلس

2008 / 4 / 9
الحركة العمالية والنقابية


إن ما يميز الشريحة العمالية الفلسطينية عن غيرها من الشرائح في المجتمع الفلسطيني حيث أنها شاركت وما زالت تشارك شرائح المجتمع في كافة مراحل وميادين النضال الوطني التحرري من نير الاحتلال الصهيوني البغيض ولكنها تختلف عن باقي طبقات الشعب الفلسطيني في نضالها الطبقي ضد الاحتلال وضد رأس المال الاحتكاري والتمييز العنصري وهذا مما يصقلها ويفولزها ويجعلها أكثر ثوريه وعنفوان عن غيرها في النضال التحرري أيضاً وإصرارها العنيد على التخلص من الاحتلال وأدوات قمعه التعسفية وذلك بشتى الوسائل النضالية المتاحة من أجل الخلاص من الاحتلال على الصعيدين الوطني التحرري والطبقي وتمتاز أيضاً بحجمها كأكبر شريحة اجتماعية في المجتمع الفلسطيني هذا من جانب ومن جانب أخر واقعنا الفلسطيني بشكل عام وواقعنا العمالي بشكل خاص في السنين الأخيرة حيث برز فيها عدة عوامل سياسية ومن أهمها هو الحصار الظالم والشامل على الوطن بشكل عام وعلى قطاع غزة بشكل خاص وأكثر المتضررين من هذا الحصار الظالم هم العمال الكادحين حيث منعوا من الذهاب إلى مواقع عملهم داخل الخط الأخضر والذي أصبح خطاً احمر لا يمكن تجاوزه وكذلك العمال العاملين في قطاع غزة أيضاً توقفوا عن العمل بشكل قصري لعدم توفر مواد الخام وذلك بسبب الإغلاق والحصار وبعد الانتخابات الديمقراطية الأخيرة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية والتي فازت بها حركة حماس بأغلبية المقاعد في المجلس التشريعي الفلسطيني وعلى الفور قامت سلطات الاحتلال القمعية بتشديد حصارها بشكل أوسع وأشمل حيث أقدمت الرأسمالية الاحتكارية الحاكمة في كيان العدو على تصعيد الصراع الطبقي مستهدفة بذلك الطبقة العاملة الفلسطينية وأقدمت على إغلاق المعابر إغلاقاً شاملاً في وجه العمال أولاً وتقليص أو عدم إدخال المواد التموينية الأساسية لكافة شرائح المجتمع الفلسطيني بما فيها شريحة العمال المحاصرة والمحاربة من قبل ولقد زجت الطبقة العاملة الفلسطينية سواءً العاملة داخل الخط الأخضر أو العاملين في قطاع غزة إلى سوق البطالة الذي يضج من كثرة العاطلين عن العمل وبهذا تكون أكثر الشرائح الفلسطينية تضرراً من الاحتلال وسياسته التعسفية والعنصرية .
والعامل الثاني هو الانقسام السياسي الذي حدث بعد فوز الرئيس محمود عباس أبو مازن وبرنامجه السياسي الذي أنتخب على أثرة وما يسمى الآن(( ببرنامج الرئاسة)) وفوز حركة حماس في انتخابات التشريعي وصاحبة البرنامج الخاص بها (وتعتبره برنامج الحكومة ) بما تحتويه هذه البرامج من تناقضات وعلى أثر ذلك بدأت التناقضات السياسية على صعيد الخطاب السياسي والإعلامي بين الحكومة والرئاسة وظلت هذه الخطابات تتصاعد حتى وصلت إلى التراشق الإعلامي والسب والشتم والتحريض على بعضنا البعض والاشتباكات العسكرية المتقطعة هنا وهناك والشهداء والجرحى أيضاً من الطرفين وذلك مما أدى إلى إرباك الوضع السياسي الفلسطيني الداخلي والإقليمي والدولي وكل هذا انعكس بشكل سلبي على جميع شرائح المجتمع الفلسطيني وعلى شريحة العمال بشكل خاص لأن هذا الصراع لا يعطي فرصة للقادة سواءً في الرئاسة أو الحكومتين بأن تفكر في معانات الطبقة العاملة الفلسطينية الأكثر تضرراً من أجل إيجاد حلول لمعاناتها .
والعامل الثالث :إن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد من التصعيد حيث أن حركة حماس قد أقدمت على الانقلاب العسكري والذي ذهب ضحيته المئات ما بين شهيد وجريح من أبناء شعبنا الفلسطيني سواء كانوا من هذا الطرف أو ذاك وانقسم المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات ما بين مؤيد ومعارض وانفصال القطاع عن الضفة وظل الإعلام الموجة من الطرفين يتصاعد ضد بعضنا البعض وهذا أيضا قد قسم الطبقة العاملة الفلسطينية إلى قسمين قسم في الضفة يناضل بطريقته وحسب متطلباته على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي وقسم في قطاع غزة يناضل حسب متطلباته المختلفة عن الشطر الأخر من الوطن حيث الحصار الظالم والبطالة وغلاء المعيشة والكابونة هذه سلة غذائية من الخضار أم من البقوليات أم شوال طحين وسيرج ( الخ ) وهذا مما حرف خط سير نضال الطبقة العاملة الفلسطينية على الصعيد الداخلي .
أما تميز نضال العمال الفلسطينيين عن غيرهم في العالم فأن شعوب العالم وطبقاتها العمالية قد نالت تحررها من الاحتلالات العسكرية والاستعمارية والاستيطانية وأقامت دولها على أراضيها المحررة وبقي الشعب الفلسطيني الشعب الوحيد في العالم الذي ما زال يرزح تحت نير الاحتلال في هذا العالم أي أن طبقات العمال في العالم تناضل ضد حكوماتها الرأسمالية والامبريالية والصهيونية ورأس المال الاحتكاري والفقر والاستغلال وغلاء المعيشة وهذا ضمن الصراع الطبقي وتماثلهم الطبقة العاملة الفلسطينية نفس النضال ولكنها تتميز عنهم بصراعها التحرري والتمييز العنصري وكذلك البطالة الكاملة والشاملة وفقدان مواقع عملهم بشكل تعسفي وقهري حيث أن العمال في العالم يناضلون في مصانعهم ومواقع عملهم من أجل تحسين ظروف المعيشة ومستثنى من ذلك العراق وأفغانستان وبعض الدول الذي احتلت مؤخراً حيث أننا ممكن أن نتشابه مع هذه الدول إلى حد ما مع فارق تميزنا عنهم بأننا نناضل ضد الاحتلال العسكري والاستيطاني وهم يناضلون ضد الاحتلال العسكري ولكن ما يميز عمالنا الفلسطينيين عن باقي عمال العالم فعمالنا يناضلون من أجل توفير فرص عمل لكافة العمال ولو بأدنى راتب شهري يعتاش وأولاده به وضد الاحتلال ومن أجل نيل التحرر والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
وكذلك الانقسام الحاد في الشارع الفلسطيني وحالة الاستقطاب القائمة والحرب الإعلامية بين الحكومتين لا تعطي فرصة للعمال أن يناضلوا من أجل حقوقهم المشروعة خوفاً من التفسيرات المتسرعة من هذا أو ذاك أو من هذه الحكومة أو تلك وحتى لا تصبح الطبقة العاملة الفلسطينية كبش فداء ولكن صبر الطبقة العاملة الفلسطينية لا ولم يدوم طويلاً ولا ولن يطول انتظارها حتى ترى أبنائها يتساقطون جوعاً وعطشاً أمام أعينهم والآخرين ينعمون بثراء فاحش ويأكلون اللحوم الطازجة والأسماك ويشربون المياه المعدنية والعصائر هذا ناهيك عن النبيذ المعتق والخمور وينامون على ريش النعام في قصورهم الزجاجية .
فأدعو كل من لا زال له ضمير حي في القيادات الفلسطينية أن يسارع في العمل على إيجاد حلول سريعة لإنهاء معانات هذه الطبقة قبل فوات الأوان .
لان قصوركم الزجاجية ليس في مأمآ وبعيدة عن حجار الكادحين وعروشكم الهشة ليست عصية على سواعد العمال والفلاحين ومجموع الكادحين .
فاحذروا وحاذروا الحليم إذا غضب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كالامار: في غزة سقط عدد هائل من الضحايا وقتل أكبر عدد من الص


.. حديث السوشال | فتاة تطلب أغلى كعكة للتصوير.. ورد فعل غير متو




.. الإسرائيليون يتعاملون مع الشهيد -زاهدي- أنه أحد أركان غرفة ا


.. لماذا يلوّح اتحاد الشغل في تونس بالإضراب العام في جبنيانة وا




.. الشركات الأميركية العاملة في الصين تشكو عرقلة المنافسة