الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الآفاق المفتوحة للتواصل على شبكة الانترنت

منير شحود

2008 / 4 / 29
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر


وفَّرت شبكة الانترنت إمكانية غير مسبوقة للتواصل الاجتماعي بوساطة اللغة، مكتوبةً كانت أم مقروءة، ومازالت تتحفنا بأشكالٍ جديدة من التواصل الإنساني بين الأفراد في مجتمعِ معين، أو بين هؤلاء في مجتمعات مختلفة.
وتدفَّق سيل المعلومات والأفكار كروافد لا محدودة للمعرفة البشرية، التي صارت تتقاطع وتمتزج بطريقة لم نعتد عليها، ما حمل الكثير من المتعة والإرباك، وربما الخوف من النتائج المترتبة على هذه "الفوضى". ومع ذلك، فقد حفلت سيرورة المجتمعات البشرية نحو مزيد من التواصل بتحطيم الكثير من الحواجز ونشوء حواجز أخرى، في صراع جدلي لا يستكين بين حرية التعبير والحد من هذه الحرية.
ويمكن النظر إلى المدونات، ومختلف أشكال التواصل التي سبقتها، كضرب من التعبير الجماعي عن الذات، تعبير لا يحد من حرية التعبير الفردية، إنما يشكل حشداً لها على نطاق أوسع. وهو، من جهة ثانية، أشبه بالتحليل النفسي الجموعي الذي يرمي إلى الكشف عن الأفكار والمشاعر المتنوعة، ومنها خاصة تلك المشاعر العدوانية الدفينة، ومن ثم إعادة ترتيبها وفرزها لاحقاً كمشاعر وأفكار أرقى. وإن صح هذا الرأي فإننا سنشهد تفجراً لا محدوداً للطاقات والإبداعات، ومع أن ذلك ستعتريه الكثير من الشوائب، فإن آفاقه المستقبلية لابد أن تكون أكثر إشراقاً ورقياً، وستشكل إضافة أخرى مهمة لعملية التواصل التاريخية بين البشر.
وكأية ظاهرة اجتماعية لا بد أن يعتريها الكثير من الغموض والقبول أو الرفض، ولكنها ستمضي قدماً كشكل من أشكال التواصل والبوح البشريان في الطريق إلى الاندماج البشري الحر، وبصورة أسرع وأعمق من تحققه السياسي. ولا يجوز التذرع بالاستثناءات التي تسيء إلى حرية التعبير للحد من هذه الحرية، وربما تقود هذه الاستثناءات إلى عقلنة حرية التعبير وتعزيزها، لأن البوح الصريح لأحدهم لا يفضي إلى نفور الآخرين فحسب، بل إلى التضامن معه أيضاً من قبل هؤلاء، فينعكس ذلك إيجابياً على مجمل العلاقات والحوارات.
ويفضي ذلك كله إلى تفتح شخصية الفرد وانفتاحها ودخولها، بالتالي، كمكون فاعل في النسق الاجتماعي الذي ينتمي إليه هذا الفرد، فيزيده قوةً وانسجاماً وتنوعاً. وفي هذا السياق لا بد أن تشكل معرفة الآخر خطوة إلى الأمام على طريق التسامح الذي نحن في أمس الحاجة إليه في واقعنا الراهن.
إن سحر الكلمة الطيبة وتأثيرها، وتعزيز المكونات الخيرة للنفس البشرية في إطار مختلف أشكال التواصل، قد يفعل فعله على المدى المنظور في إعادة الاعتبار لقيمٍ نبيلة تساعدنا في فهم أنفسنا كمقدمة لفهم الآخر المختلف، وإدراك الاختلاف وتقبله كتنوع فردي خلاَّق.
وللأسف فإن محدودية انتشار الانترنت في بعض الدول العربية، علاوة على محاولات إغلاق المواقع ذات الصلة، تقف عائقاً أمام استمرار التواصل الإنساني والمعرفي، والاستفادة من الإمكانات الهائلة لضروب التواصل التي ما انفكت تتجدد وتتطور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إطلاق مبادرة -تكافؤ- لدعم طلاب الجامعات التكنولوجية النابغين


.. ما أبرز الادعاءات المتداولة على الإنترنت حول العملية العسكري




.. ماهر الأحدب: الانتشار المتزايد لمراكز التجميل أمر سلبي وسبب


.. أنوار الشلال: أخلاقيات المهنة تفرض على طبيب التجميل توجيه ال




.. ماهر الأحدب: هناك من يقبل إلى التجميل من أجل الموضة والتغيير