الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنقذوا قلوب اطفل العراق

علي مهدي حسن

2008 / 5 / 21
حقوق الاطفال والشبيبة


ماذا يحصل لو ان طفلك فلذ كبدك يموت بين يديك ؟ ماذا تفعل اذا لم تستطع ان توفر المال الكافي للعلاج ؟ ماذا تفعل لو ان السياسيين نائمون في العسل وبطونهم متخمة بالاموال ؟ ماذا تفعل عندما لاتجد مساعدة من مستشفيات وطنك اواي منظمة عربية او اسلامية ؟ ماذا تفعل لو ان العلاج موجود ولا يخالف شريعة الله في الحياة ؟ الى اين ........ سوف تتجه ؟؟؟

حتى الموت ثمة من يتاجر به وهناك من يمتهنه ويروج له تحت شعارات من الذرائع الملونة التي تعكس فكرا مغاليا في تبعيته المفرطة والأخطر من ذلك أن تكون بمقياس التجارة تلك مجرد تبريرات للموت غير أن المقارنة هذه المرة لا تصلح للأخذ بها الا لاعتبارات تتعلق بالسياسية وإن اختلفت التوصيفات .‏

لذلك كانت عوامل الخلل القائمة في المشهد المأساوي لاطفال العراق تتعلق بعنصرين أساسيين .. العنصر الأول ينطلق من الرؤية القاصرة التي أباحت المتاجرة بالأرواح في بقاع الأرض المختلفة باعتبار مهنة الطب تجارة ، والثانية حين تكون الحاجة للتبرير أهم من الأرواح لا سيما ان التساؤلات لم تطرح عن عدد المستشفيات التي تم بناؤها وعن مستوى تطور الخدمات الصحية وكيف نستطيع الحد من السرقات والادوية المغشوشة في العراق اوعن عدد الاطفال الذين تم علاجهم من قبل منظمات غير عراقية وتم انقاذ حياتهم لينعموا بما وهبهم بها الله من نعم الحياة ليقارنوها بعدد الاطفال الذين ماتوا نتيجة القصور في الاداء الحكومي ا اوالاهمال واللامبالاة ومستوى العناية الطبية المقدمة .

‏ غير أن السؤال الأهم والمؤرق فعلا هل ان عملية المتاجرة بالأرواح اصبحت جزءا من نتاج مناخ من التفريق السياسي أم أن المسألة محض صدفة في أن يكون المرض سببا لاكتشاف التشابه الإنساني ؟؟

قليلة هي الدلالات التي يمكن إدراجها تحت هذا البند أو ذاك لكن الانتقادات المتصاعدة تشير إلى بعض تلك الجوانب دون أن تكشف الوجه الحقيقي ، وخصوصا حين كان البعض من سياسيونا يلعبون الورق على وقع الموت المجاني للآلاف وبعد ذلك يتاجرون بهذه الارواح لتعويض خساراتهم ، تحت شعارات الوطنية الكاذبة المغلفة بالفساد وحين بدت الإمدادات من المنظمات الانسانية العاملة في العراق والتي تمثل بعملها المعنى الحقيقي الانساني للوجود البشري بعيدا عن المزايدات والمكتسبات السياسية تقدم المساهمات والمساعدات لانقاذ اطفال العراق وجدنا انتفاضا لم نسبق له مثيلا في جملة من القرارات الغربية قرارات تحاول ان تقتص من ارواح الاطفال الذين تم شفائهم في مستشفيات العدو الاسرائيلي جميعنا نتشارك ان موروثنا الاسلامي والتاريخي يعتبر اسرائيل عدوة العرب عدوة لابد لنا من ان نقاتلها ؟؟ ونحن ملتزمون بقرارات الجامعة العربية .....!!

الجامعة العربية والدول العربية وتسويق الفكر القومي الا تحاول الدولة الفلسطينية لكننا ان لاحظنا الجدولة التاريخية للمنطقة العربية والذي يعتبر العراق جزءا منها ان هنالك معاهدات تبرم معاهدات سلام بين الدول العربية وبين اسرائيل الا توجد سفارات الدولة العبرية في مصر والاردن وغيرها من دولنا العربية الم تكشف حرب تموز بين حزب الله واسرائيل تواجدا عربيا باعلى المستويات العربية في اسرائيل للسياحة والاستجمام ؟

دعونا نخرج من شرنقة الدول العربية المريضة بفكرها وروحها الحاقدة ومفخخاتها واحزمتها الناسفة ولنتجه الى مصالحنا والى ارضنا ولنبني بلدنا وبنيتنا التحتية حتى لا تكون كلماتنا شعارات زائفة بعيدة عن الواقع عندها نستطيع ان نقول ان اسرائيل ليست بصديقة ؟؟؟؟

الكثير من اهالي المرضى يخافون من نشر صورهم، فمنهم من ترك أهله وراءه ويخشى عليهم، ومنهم من لا يريد أن تستغل حالته الإنسانية لأهداف سياسية في بلد جغرافيته الداخلية مضطربة، وجغرافية خارجية ملتهبة، قلقة، وبين الجغرافيتين مشاكل الاقتصاد الهش، والتعليم المتدني، والبطالة المستشرية، والإعلام المتخبط، والمستوى الصحي الهابط، وبوادر شحة المياه!.

فكم منا قد سمع عن اطفال فلسطينيون واردنيون و أثرياء عرب كانوا ولا زالوا ومن دول الخليج أيضا، يصلون للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية المختلفة اضافة الى دول زينزيبار والكونغو وأثيوبيا وموريتانيا وروسيا كل هذه الحالات وغيرها موجودة على ارض الواقع الا ان الملف العراقي ملف اخر يجب ان ينظر اليه من تحت مجهر ليشخصوه على انه مرض خطير يجب ان يعالج بالموت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب


.. الوضع الإنساني في غزة.. تحذيرات من قرب الكارثة وسط استمرار ا




.. الأمم المتحدة تدعو لتحقيق بشأن المقابر الجماعية في غزة وإسرا