الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشر قصص قصيرة قبل الانفجار

جميل محسن

2008 / 5 / 23
الادب والفن



الذئب – أهم مافي الكون التسامح والمحبة والود والوئام ولننس الماضي الحمل – وهل ستكف عن أكلي ؟
الذئب- حسنا , سأحاول البحث عن مايسد رمقي خارج المرعى لاتكن متشائم , وتطلع إلى اشراقة الحياة .

-------------------------------------
وصلنا غرفة العناية القصوى في المستشفى , كانت محاطة بالأسلاك الشائكة , وتبدو فوهات البنادق ظاهرة في كل الجهات .
الحرس – هنالك من يحاول اغتيال الوليد .
نحن- إنها ابنتنا , هذه أمها , سلموها لنا هي بأمان معنا .
الحرس- لا أسلحة معكم , اذهبوا سنتصل بكم .
سألتني الوالدة ونحن في طريق العودة
- لماذا لم تصرخ الطفلة وتبكي لحظة خروجها للحياة ؟

----------------------------------
ذهب إلى الوزارة مابعد السقوط 2003
الموظف السابق – أريد العودة للوظيفة
الموظفة المسؤولة – هل لديك تزكية من حزب ؟
الموظف السابق- آسف , لم انتمي لحزب البعث , هل لاتزال نفس التعليمات سارية المفعول ؟ وزارتنا خدمية لا يشملها التبعيث!.
الموظفة المسؤولة – أتحدث عن أحزاب هذا الزمان , ألا ترى القوائم ؟
الموظف السابق-آسف ثانية , لا افهم بالسياسة ولا بالأحزاب , ما العمل ؟
الموظفة المسؤولة –(اشكد قديم) , الناس معادن .. وعليك التكملة , افسح المجال لغيرك , وانتظر التعليمات .

--------------------------------------
العام 1975 , لبنان وحربه الأهلية , تنحدر بنا سيارة الأجرة الصغيرة نحو بيروت , وصلنا الكحالة , أعطاني الجالس جنبي قنبلة يدوية , نظرت إليه بدهشة , أجاب تساؤلي بقوله
أبو عماد – خوفا من الحواجز الطيارة .
أنا - ولكني غير منتمي لتنظيم !
أبو عماد – هنا القتل للطائفة وعلى الهوية .
- لا اشعر بعداء نحوهم .
أبو عماد – لاتقل لي انك سائح , اسحب الحلقة سريعا , سيهربون على الأكثر , .
بعد وصولنا بيروت كانت راحة يدي وأصابعي ملتصقة بالقنبلة , ومن حول الحديد تجمعت بضع قطرات من ماء مالح الطعم , مسحه أبو عماد بمنديله وأعاد القنبلة إلى مخبأها الجلدي , وودعني ضاحكا .

---------------------------------------
1987 شرق البصرة والحرب مشتعلة
امتلأت ساق الملازم فارس بالشظايا , فولاذ صغير اسود حاد الزوايا بمختلف الأحجام , مشرط الطبيب ومقصه اللاقط , يخرجهن من بين اللحم والجلد بلا تخدير , ويضعهن فوق قماشه بيضاء , الكبيرة استعصت على الخروج , أمسكت بذراعي الملازم وتركت فمه ينفتح على آخره , ولكنه لم يصدر صوتا , والطبيب يسحب سوادا فولاذيا غائصا في الأعماق , ضمدوه بعدها واحتفظ بالشظايا ليريها لزوجته , كان علي إيصاله إلى بغداد , طوال الطريق تناسى جراحه , واستغل جهلي ليستعرض معلوماته عن تاريخ البصرة القديم وأهلها , الصوفية ومسالكها , الحسن البصري وحواريوه , ثم أخوان الصفا .

---------------------------------
قالت له بسذاجة
هي - أليس هذا الذي يسيل دم احمر ؟
لم يجبها كانت سحنة وجهه تكتسب اللون الأصفر .
ساد بينهما السكون , وتحول الزمن إلى داكن ثم اسود .
احتضنها ثانية , هي فرصة قد لا تتكرر , وعند الفجر ستنشر الشمس أشعتها وسيأتينا الصباح باسما طائرا كحصان ابيض .
هو – سنمتطيه معا , ويحملنا بعيدا كشهاب , ثم نفتح أعيننا فلا وجود إلا لبحر ماء وسماء , لا نعرف أيهما يمنح الآخر لونه الأزرق .
هو ثانية – ثم يهبط بنا , حيث جزيرة العشاق باسقة أشجارها , ونتمدد معا فوق أرضها المكسوة بالعشب الأخضر .
صمتت هي , وتحسست بأصابعها لزوجة الدم , ثم رقبتها .

----------------------------------------
أحلام , لاتسرع أبدا , ولكنها تصل دوما , وتجلس أمامه بسمرتها الحالمة وابتسامتها الطفولية .
رب العمل – الوقت يدركنا يا أحلام , مايتبقى ساعات قليلة , وتعلمين أن عليك العودة مبكرة , لست كالذكور .
تصمت أحلام وتنهض , ويبدأ بسماع أصوات ماكنة الخياطة سريعة متوازنة, ثم تمر الأيام .
- جاءت أحلام للعمل بعد سنة من السقوط , وقد لفت رأسها بربطة لتخفي شعرها .
- جاءت أحلام للعمل بعد سنتين من السقوط , مرتدية الأسود , فقد قتل والدها .
- جاءت أحلام بعد ثلاث سنوات من السقوط , متثاقلة , خائفة , مصفرة الوجه شاحبة , ولكنها جلست خلف ماكنة الخياطة لتعمل .
- لم تأت أحلام بعد أربع سنوات على السقوط , وباع صاحب العمل الماكنة .

-----------------------------------
حاصرته الرشقات المتتالية من الرصاص , وهو أمام الدبابة الأمريكية , انبطح مابين الشارع والرصيف يتلوى , حاول النهوض بعد حين , كانت أجزاء من رجله اليمنى قد تطايرت , زحف قليلا يرسم خيط الدم على الإسفلت , هدأ صوت الرصاص , وأضيفت لساقه قطع من البلاتين .

-----------------------------------------
شذى تنتظر , وسعد ارتحل لبنغازي للعمل , يرسل لها من حين لآخر كلمات الصبر والأمل وخطط المستقبل .
خرجت هي الأخرى للعمل , لا تجربة ولا شهادة ولا حرفة , بل فتنة خارقة الجمال , تسبق رغبتها للعيش الكريم , والتمتع كالأخريات , تنقلت بين عدة محال ومشاغل , كانت الذكورة والفحولة تبرز لها من بين الجدران ومن تحت الملابس ,ذهبت للاحتماء عند صديقة لها خبرت الحياة .
الصديقة – الحل بيدك .
شذى – ما العمل ؟
الصديقة – المتعة لك وللآخرين .
انقطعت أخبار سعد , كما تزوجت شذى , بعد اكتسابها الخبرة والدراية .

-------------------------------------
بعدما سمعهم يتحدثون عن العبوات بمحبة وشغف ... تمنى هو شخصيا أن ينفجر .

جميل محسن
---------------------------------------
--------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته