الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة إلى الشأن اللبنانى

محمود حافظ

2008 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


فى متابعة للأحداث الجارية على الأرض أرانى مشدودا لقراءة هذا الواقع وفى كل مرة وحسب قناعاتى من منطلق اليسار أرانى دوما أعود إلى الأصل ،والأصل هنا هو هذا الصراع العنيف الدائر بين الإمبريالية العالمية بالقيادة الأمريكية وبين طرفها النقيض والمتمثل فى الجماهير الكادحة بقيادة الطبقة العاملة من ناحية ومن ناحية أخرى قوى التحرر الوطنى والتى تسعى إلى التخلص من إحتلال وإغتصاب بلادها وثرواتها وما تنهجه هذه القوى فى سبيل الخلاص مع الطرف السائد أو المسيطر.
فإذا كانت الإمبريالية العالمية فى عصر العولمة هى الطرف المسيطرفى الصراع الدائر وهى تحاول بكل قواها تأبيد سيطرتها عن طريق رشوة الطبقة العاملة فى مجتمعاتها بتقليل ماتقتنصه من فائض القيمة من هذه الطبقة وتعويضه بما تقتنصه من دول المحيط بواسطة تمددها فى هذا المحيط ووضع يدها بالقوة العسكرية على ثروات هذا المحيط وخاصة مخازن الطاقة الشريان الحيوى لإدارة عجلة إنتاجها ومحاولة التحكم فى هذه المخازن ومنعها من التوجه إلى القوى الإقتصادية الناهضة فى الشرق الأسيوى سواء فى الصين والهند وفشلها فى محاولة الإحتواء الروسى بعد تفكك الإتحاد السوفيتى والذى يحوى هو الآخر مخازن للطاقة قد جعلته يستفيد منها سياسيا وإقتصاديا فى محيطه الأوربى ، هذا بالإضافة إلى الهروب الكبير لدول الحديقة الخلفية من تبعية الإمبريالية ووصول معظم دول هذه الحديقة ( أمريكا اللاتينية ) وبإستخدامها لخيار الديموقراطية أن تنال حريتها وكسر قيد التبعية وأن تقلب معادلة الصراع الطبقى لديها لتصبح القوى الممثلةللجماهير الكادحة هى السائدة وبالتالى أصبحت معظم هذه الدول فى الجانب الآخر من الصراع العالمى وهو جانب قوى الممانعة .
إذن لم يبقى أمام الإمبريالية العالمية الأمريكية إلا قلب العالم منطقة الشرق الأوسط لتفرض عليها وضع اليد بالقوة سواء بالإحتلال المباشر كما العراق وأفغانستان وفلسطين أو بفرض الهيمنة عليها وإستعمارها إقتصاديا بواسطةالطبقات الكولونيالية المسيطرة فى بلدان الشرق الأوسط وتحديد وظيفة هذه الطبقات الكولونيالية فى وكالات هذه الطبقة لإستنزاف الموارد وتصديرها للمركز الإمبريالى ووكالات إستيراد السلع من هذا المركز للسوق الشرق أوسطى وحصر الإستثمار فى الإستثمار العقارى الغير منتج والغير مستوعب لإيدى عاملة لإستنزاف التراكمات المالية وعدم تحويلها إلى رأسمال هذا فى الجانب الإقتصادى وفى الجانب السياسى إلغاء من قاموس هذه الدول الحرية السياسية أو ممارسة الديموقراطية ( وهذا لايمنع من التشدق بالديموقراطية من الحين والحين لممارسة مزيد من الضغط على الطبقة المسيطرة ).
ربما يقول قائل لقد تعبنا من تكرار هذا الطرح ، وأقول له ونحن لن نمل من هذا التكرار طالما الإمبريالية لاتمل من فرض هيمنتها وتعمل جاهدة على فرض أجندتها .
معنى هذا أن هناك صراع خفى يدور فى كواليس مراكز إتخاذ القرار والتى تقوم برسم الإستراتيجيات ومحاولة تطبيقها .
-فإذا كانت إستراتيجية الشرق الأوسط الكبير ( تحت مسمى فرض الديموراطية ) إنتهت بالإحتلال العسكرى لأفغانستان والعراق وتكسير عظام الشعب الفلسطينى وخيبت آمال المؤيدين لليبرالية بسحق العراق وسحبه إلى عهود سحيقة فى القدم وتقسيمه طبقا للإستراتيجية الشرق الأوسط الجديد إلى ولايات طائفية ومذهبية وإثنية ومحاولة فرض هذه الأجندة على بقية دول المنطقة كما فى السودان والصومال وعلى أن يكون المدخل لبنان والذى سوف يشهد مخاض الولادة لهذا الشرق الأوسط الجديد .
- فى الواقع وعلى الأرض تم وأد هذه الإستراتيجية فى لبنان بعد شن حرب ال33 يوم على المقاومة والتى تتصدر قوى الممانعة على الأرض وتمت الولادةفى 2006 م لمولود ميت .
- بعد تحقيق هذا النصر العسكرى للمقاومة كان القرار الصادر من مراكز إتخاذ القرارات هو هزيمة هذا النصر سياسيا على غرار الهزيمة السياسية لنصر 6 أكتوبر 73 وذلك بإستخدام سلطة الطبقة المسيطرة الكولونيالية فى لبنان وتقويتها ودعمها ماديا ومعنويا وإدارة الصراع على مستووين سياسى لإشعال الفتنة وأيديولوجى بالتجييش التراكمى لإيقاظ الفتنة بتشغيل الماكينة الإعلامية بأقصى طاقة لديها سواء فى لبنان أو ماكينات ما يسموا بالمعتدلين العرب المنتميين ليهمنة الإمبريالية ، وهنا شهد لبنان معركة أخرى تم جر الجيش المساند للمقاومة فيها ضد المتطرفين السنة بما يعرف بمعركة نهر البارد بين الجيش ومنظمة فتح الإسلام والدور الخفى الذى قام به تيار المستقبل بقواه الأمنية وفرع معلوماته بقيادة الرائد وسام الحسن والوسيط الإمبريالى الأمير بندر بن سلطان .
- مرة أخرى سقطت الولادة فى آيار (مايو ) 2007 م وتجاوز الجيش الوقوع فى فتنة داخلية متعددة الأطراف ما بين السنة واللاجئين الفلسطينيين .
- وفى تكرار عملية الحمل لولادة جنين حى كان شهر أيار أيضا هو المرشح لأجراء عملية الولادة بإحتدام الصراع وتأججه بين السلطة والمقاومة الممانعة بكل أطيافها المعارضة للسلطة أيضا إنتهى شهر آيار (مايو ) ولم تتم الولادة حتى الآن وتأجلت الولادة بالتدخل العربى القطرى والإقليمى وإنتهت الحرب السياسية بإنتصار المقاومة سياسيا وفرض شروطها قسريا على السلطة وقبول السلطة القهرى لهذه الشروط وما نتج عن ذلك من إنتخاب رئيسا للجمهورية والسعى لتشكيل حكومة وحدة وطنية .
-- لقد قلنا فى النقطة السابقة مباشرة تم تأجيل الولادة ذلك من القراءة على الأرض فما زالت السلطة الكولونيالية تتمسك بموقعها وتتأبد فيه ولسان حالها يرفض المشاركة وهذا من خلال الوقائع على الأرض :-
1- إعادة تسمية السنيورة رئيسا للوزراء بفرضه من قبل الطرف المهيمن .
2- إعلان الطرف المهيمن بلسان ممثلته ساسون التأييد الكامل للسنيورة .
3-الإستمرار الغير مسبوق للشحن الطائفى والمذهبى من إعلام السلطة وبواسطة رموزها وإستخدام هذه الرموز سواء كانت محلية كالمدعو محمد سلام اليوم وعلى قتاة ال lbc اللبنانية وكذا إستخدام بعض اليساريين المعروفين الذين يهاجمون اليسار اللبنانى لتأييده المقاومة وإظهار المقاومة بالفاشية لضرب تحالفتها.
4-التدخل السافر لبعض الدول العربية والتى تلعب الوسيط بين الإمبريالية الأمريكية والسلطة الكولونيالية اللبنانية وضخ المزيد من البترودولار لشراء الزمم ومحاولة إحياء فتح الإسلام من جيد والتركيز على المنطقة الفقيرة فى عكار والمنية والضنية والتى تعتبر مخزنا للسنة فى لبنان والتى تعمل السلطة على إفقارهم بعدم تنمية منطقتهم وإستعاضت عن ذلك بالرشوة المالية .
5- بعد إبعاد قائد الجيش إلى كرسى الرئاسة وعدم تعيين قائد بديل وإعلان الرئيس بعدم تدخله فى القيادة تم إستيقاظ بعض الخلايا النائمة للقيام بعمليات ضد الجيش فى الشمال اللبنانى الأمر الذى يبشر بإعاقة سبيل التسوية مع بعض المناوشات البيروتية فى منطقة التصادم بالطريق الجديدة .
-هذا ما يجعلنا ننجر وراء الملف اللبنانى ولا نمل من إعادة إظهار الحقائق وفى إنتظار الولادة الجديدة والذى نأمل أن تكون كمثيلاتها ولادة مولود ميت حتى تنعم لبنان بصيف هادىء وليس بصيف ساخن كما وعده السيد وولش والدور هنا يعود إلى الشركاء العرب من ممانعين ومعتدلين بعد التأنيب من رأس النظام الأمريكى لهم فى عدم تدخلهم لإنجاح الولادة للشرق الأوسط الجديد الذى يبدأ من لبنان مع الوضع فى الإعتبار ما يحدث فى المحيط اللبنانى من تأزم الوضع فى إسرائيل وتأزم الوضع الإسرائيلى - الفلسطينى والتدخل التركى لإنجاح المبادرة العربية على المسار السورى - الإسرائيلى وما إذا كانت هذه المهمة مدخلا لإفساد وحصار المقاومة أم التسليم بالخطة الشارونية والتى غيب رائدها شارون وتم إقصائه كما يتم العمل حاليا على إقصاء خليفته ربما لقناعته بما إتخذه عرابه من مواقف .
- إن غدا لناظره قريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | ضربات إسرائيلية جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت


.. مراسل الجزيرة: غارة إسرائيلية على منطقة الليلكي في ضاحية بير




.. الجيش الإسرائيلي: نهاجم وسائل قتالية لحزب الله أسفل مبان في


.. عمليات رفع الا?نقاض بعد القصف الا?سراي?يلي على الضاحية الجنو




.. معلومات عن زعيم حزب الله حسن نصرالله