الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا وشرق أوسط أوربى جديد .. وأطروحات إنهيار العوالم الثلاثة

محمود حافظ

2008 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


أبدأ بسؤال : هل أختزل الكون فى الشرق الأوسط ذو الصبغة العربية ؟
سؤال آخر : هل هذه رؤيتنا نحن ساكنى الشرق الأوسط وهى رؤيا ربما تكون ذاتية مبعثها الإهتمام العالمى بمنطقتنا من ناحية ومن ناحية أخرى تفاقم الأوضاع الإقتصادية والسياسية على المواطن العربى الذى يعانى معيشيا ويعانى سياسيا وثقافيا من تكالب إستراتيجيات الدول الكبرى علينا وتحرك أساطيلها والتهديد الذى لاينقطع بالحروب علينا هذا بخلاف الحروب الدائرة رحاها فعلا على الأرض سواء فى العراق أو فلسطين ولبنان والسودان والصومال وكلها فرضتها علينا الإمبريالية الأمريكية وربيباتها إسرائيل والتى تهددنا ليل نهار بحروب جديدة من إجتياح جديد وبمعنى آخر هولوكست جديد للشعب الفلسطينى فى غزة وبالتالى الضفة وأيضا تهديد هذه الدولة لإيران بشن هجوم عليها لمنعها من تحقيق حق تقره المواثيق العالمية وهو - أقصد هذا الحق متاح لإسرائيل نفسها ولكافة الدول الكبرى وحتى للهند وباكستان وعند إيران يقابل هذا الحق بالوأد حتى ولو كان للأغراض السلمية وإسرائيل لديها تجربة سابقة فى هذا المنع فى مثل هذه الأيام حينما قامت بمهاجمة العراق وتدمير مفاعلها النووى وإصطياد علمائها وإغتيالهم الواحد تلو الآخر ومثلما قامت بعمل بروفة على الأراضى السورية ؟ .
- لقد أصبح معلوما للقاصى والدانى هدف الإستراتيجية الأمريكية من كثرة التحديد لها وهى إستراتيجيةذات بعدين :
- إحتكار النفط والمحافظ عليه والتحكم فى تصريفه وتطويقه بكل ما تحمل هذه الإستراتيجية من أبعاد .
- الصراع العربى الإسرائيلى بما يحمل من دول ممانعة ودول معتدلة وحق تقرير الشعوب لمصيرها .
- اليوم وفى هذا الدخول الأوربى للشرق الأوسط من بوابة لبنان بواسطة الراعى الفرنسى ولاننسى أن هذا الراعى هو طارح إستراتيجية كبرى يتم السهر على إنجاز آليتها وهى الإتحاد من أجل المتوسط والتى تم إضافة الإتحاد الأوربى كاملا لها ليتحد مع دول حوض المتوسط .
- هذا الدخول الحاشد اليوم بإستراتيجية فرنسية أهم رسالة لها هو الإعلان العالمى لموت الإستراتيجية الأمريكية والتى أعلنتها السيدة كوندى والتى تعمل جاهدة إلى اليوم على مبعثها من الموت وبث حياة صناعية بها وهى إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد ( الطائفى - المذهبى - الإثنى ) .
- إن قدوم ساركوزى للبنان بكافة أطياف الشعب الفرنسى والذى نهض على فكر فلاسفة عصر التنوير هو إشارة واضحة للوحدة الوطنية اللبنانية وتدعيم دور المواطنه ضد دور الفدرلة والطائفية دخل ساركوزى بيده معول هدم السياسية الفرنسية التى تبناها سلفه فى الوقوف مع فريق ضد فريق آخر ، بل ربما أصل فى قراءتى وربما هذا ما أمناه وأراه فى الواقع إن فرنسا اليوم تختلف عن فرنسا الصليبية وتختلف عن فرنسا منذ عام 1860 - 1989 م فى وقوفها لدعم طائفة ضد أخرى فى فترة دعمها للمارونية السياسية ، وتختلف عن فرنسا الشيراكية والتى شاركت فى إنهاء حقبة المارونية السياسية لصالح طائفة أخرى وهى السنية السياسية بالتحالف الشيراكى - الحريرى ، اليوم دخل ساركوزى لبنان بفكر جامع لكل أطياف المجتمع اللبنانى بتعبير واضح جلى أن فرنسا صديقة للجميع وربما يحضرنى هنا إشارة نمر عليها سريعا وهى إعتراض بكركى على برنامج الزيارة ولا نريد القول أن ساركوزى تعدى فى هذه الزيارة ذاتية الطوائف لموضوعية المواطنه والدولة الجامعة .
- هل هذه القراءة السريعة ربما تكون إنفعالية لأنها وليدة الساعة وربما تكون موضوعية للقراءة المنهجية لفكر يسارى لقراءة لواقع موضوعى .
- هذا الواقع الذى يأخذنا من الحاضر للماضى لهذا الإرث الفكرى الفرنسى وقراءة هذا الفكرلكافة فلاسفة عصر التنوير وفلاسفة الإشتراكية العلمية وأطروحات الفلاسفة الجدد والذين أضافوا إلى فكر اليسار العلمى نظريات جديدة أو تجديد الفكر نفسه طبقا لمعطيات موضوعية جديدة مثل هذا الفيلسوف لويس ألتوسير والذى وضع يده وفسر الظواهر الملتبسة بفعل الممارسات الإمبريالية من تغييب الصراع الأساسى الإقتصادى لصالح الإيديولوجى وما نتج عن هذا من إعادة إنتاج أنماط سابقة عن النمط الرأسمالى وتتعايش معه وهذا لتأبيد الإمبريالية وهذا ما فسر لنا الطائفية والحكم الإستبدادى وإنتشارالوهابية لتطغى على الإعتدال الإسلامى وظهور الفتن الطائفية التى تعتبر الوهابية بالمساندة الإمبريالية سواء إنجليزية فى الماضى وخلال القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين فى فترة سيادة الإمبريالية البريطانية ومن بعدها الأمبريالية الأمريكية فى تسلمها الراية فى منتصف القرن العشرين إلى الآن .
- هل تدخل فرنسا ممثلة للإتحاد الأوربى بفكر تنويرى جديد وقراءة جديدة تناهض القراءة الأمريكية المهزومة فى لبنان ، هل أوربا الموحدة أعلنت عن إسترداد موقعها الأصلى فى ظل الإخفاقات الأمريكية والتى أوصلتها إلى الإستخدام المفرط للقوة المسلحة فى إحتلالها للشعوب وبما تمثله من إبادة بشرية وتشتيت لبشر تاركين إرثهم الثقافى والوطنى هروبا من الموت المحقق ومن الصراع الغرائزى للإثاغرة الأمريكية للنعرات الطائفية وتجييشها لجيش من العملاء لغرض هذا الشحن الغرائزى .
-هل تنجح فرنسا فى قراءتها للواقع الإقتصادى الجديد فى ظل الإنهيار السريع للدولار أمام عملتها الأوربية اليورو وتعمل على الإستفادة من التراكمات النقدية من إرتفاع سعر النفط لتضع خريطة إستثمارية جديدة مع الشركاء الأوربيين مدعومة بإستراتيجيتها الإتحاد من أجل المتوسط هذا من الناحية الإقتصادية ومن الناحية السياسية العبور من بوابة لبنان إلى سوريا وإيران وطرح تسوية أوربية جديدة بدلا من الإستمساك بالذيا الأمريكى ، عموما سوف نرى ونأمل فى قراءة خطاب ساركوزى الموحد .
# فى ظل هذه القراءات لانغفل عن تشابك المصالح الإمبريالية وأن هذا الدور الفرنسى يأتى فى غياب دور أمريكى فاعل ربما تغير أمريكا من إدارتها السابقة التى أخذتها إلى إخفاقات متعددة بفعل الغطرسة الأمريكية ربما تأتى إدارة برؤية جديدة منسجمة مع مجموعة المصالح الأوربية المشتركة وهنا لايسعنا إلا أن نشير إلى بعض الأطروحات والتى يجد عقلنا صعوبة فى فهمها .
-من هذه الأطروحات أطروحة العوالم الثلاث ولأنى لست ملما جيدا بالفلسفة لبيعة دراستى البيولوجية ولكنى من حقى أن أفهم .
- هل الإمبريالية كمرحلة تعدت دور الدولة أم هى حبيسة هذا الدور ؟ فعندما نتحدث عن الإمبريالية نتحدث عن ما بعد مرحلة الإحتكارات مجازا نتحدث عن الشركات متعددة الجنسية والعابرة للقارات ، نتحدث عن التمدد الرأسمالى والذى فك به أزمته طبقا لنظرية فائض القيمة والتى حتما كانت ستؤدى إلى إنهياره ولكن هذا التمدد والذى غير فى المعادلة الماركسية للسوق بتمدده للبحث عن أسواق لليد العاملة خارج حدوده الإقليمية تكون رخيصة وتوفر له فائض قيمة أكبر حتى أصبحت الأسواق الرئيسية الرأسمالية من سوق للمواد الأولية إلى سوق اليد العاملة إلى سوق تصريف السلع معظمها خارج نطاق الوطن أصبحت هذه الأسواق كونية وما بقى فى الوطن الصناعات الإستراتيجية الحساسة سواء صناعات عسكرية أو تكنولوجية دقيقة لعلوم الفضاء مثلا .
- مما ذكرناه سابقا عن أطروحة ألتوسير ومدى إستكشافه لأنشطة الرأسمالية العالمية وسيطرتها وخلق طبقات كولونيالية أو كومبرادورية ( مهدى عامل - سمير أمين )عملت من خلال هذه الإمبريالية لتأبيد سيطرتها إلى إعادة إنتاج لأنماط سابقة وما يتبع ذلك من السيطرة على بعض دول العالم الثالث المحررة من الإستعمار العسكرى والإستيطانى والغير محررة من الإستعمار الإقتصادى الذى أوقعها فى فخ التبعية ، ولكن هناك دولا أخرى فى العالم الثالث ومنها الهند والصين ودول أمريكا اللاتينية وإيران مازالت دول ممانعة لم تسقط فى فخ التبعية ومعظم هذه الدول قد طرح بقوة الخيار الإشتراكى وأبقاه على الساحة العالمية معلنا عن وجوده وعدم إنهياره أما ما حدث فى الإتحاد السوفيتى السابق وإنهياره السريع فهناك العديد من الدراسات التى شرحت هذا الإنهيار ولعل بعض الماركسيين يعودون إلى إضافات مفكرى الماركسية فى الإضافة إلى النظرية كإضافة قانون جديد للقيمة ولعلهم يعرفون أن الدول الإقليمية هى مراكز للشركات العابرة للقارات ومستقبلة فيها أرباحها أو فائض القيمة الجديد القادممن دول الأطرافوالتى تستوعب أنشطة هذه الشركات .
- ربما أوضحنا وجهة نظرنا وربما أخطأنا وربما أصبنا ولكن لن نكون حكرا على مفكرين ماركسيين متحنطين حبيسى دوجما ماركسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | ضربات إسرائيلية جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت


.. مراسل الجزيرة: غارة إسرائيلية على منطقة الليلكي في ضاحية بير




.. الجيش الإسرائيلي: نهاجم وسائل قتالية لحزب الله أسفل مبان في


.. عمليات رفع الا?نقاض بعد القصف الا?سراي?يلي على الضاحية الجنو




.. معلومات عن زعيم حزب الله حسن نصرالله