الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الثانية والعشرين لرحيل خالد نزال-انت ونحن

ريما كتانة نزال

2008 / 6 / 9
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


انت من لا يشبهك أحد؛ وأنا من تشبهني كل النساء؛ وأنت من يمكنه أن ينسى أي شيء وكل شيء؛ وأنا المرأة التي لا يمكنها ان تنسى اي شيء ولا شيء، أنت من يمكنه العودة لكل المحطات، وأنا من ترحل مرة واحدة، أنت من يشبهك الشهداء؛ وتشبهك دروسك وحكمك؛ وأنا أختلف مع حكمتي؛ ودروسي وعبري تتبرأ مني؛ ومن ضلعك خلقتُ وندرت...

أقسم بأنه لو عاد الأمر لي لما سامحت؛ ولعدت الى القصة الكامنة في أقبيتي؛ ولأقلعت عن ادعائي النسيان؛ ولنبشت في ذاكرة لعوب؛ وعدت لأخذ العزاء مجددا بك؛ وأعود أتمرن على حزني وفقدي، وأطلب تعزيتي بسنوات رحيلك الشابة؛ وبالكفن الذي تدثرت به؛ فالوطن لم يعدا قادرا على توفير كفن نظيف للكرامة المهدورة على المذبح؛ وأنشد التعزية بكثرة المشيعين، وبالقبر الفسيح الذي احتضنك؛ فالأرض مصابة بالتبخر؛ ومن يدبَ عليها يلحقهم الجذام، وأسخر من تعزيتي بولائم من الكلام؛ فأعلك صمتا مريبا..

تنهشني الرغبة في الكلام عن حب رحل؛ وقد أرغب في الصراخ من أجل تاريخ يتورم وجغرافيا تتآكل؛ وحدود طويلة ترسم بالدوائر المغلقة، وحواجز تخترق القلب بالليزر بحثا عن العشق المهرَب، وعن حب موجع يندلق على وجع حب مزمن؛ عن خريطة حرة بلا حدود شائكة؛ وعن معابر تخلو من الأشعة الخارقة؛ وعن أحلام تنهار قبل ان تبزغ أخرى.

وبدورك تنهمك في البحث عن مستقر مستحيل؛ وتغرق في قلق الوجود؛ وقد تغامر بالخوض في حقول من الألغام؛ من أجل فكرة تتراوح بين الشك واليقين؛ وتذهب لبذرانتفاضات تعيد الحياة؛ ولا تيأس من نشر العدالة في ارض يستوطنها الظلم؛ ويتأجج في قعرك الاصرار على الاستمرار في اللعبة ذاتها؛ وليس من أجل ان تقول كلمتك وتمشي؛ بل يشغلك إثبات الحضور " الجيفاري" النقي؛ ومقاومة التآكل والغياب؛ وتتجنب ألغام تفجر الذات؛ وتتجنب العزلة حين استواء الأمور؛ ولا تعبَ من المشاعر المؤقتة المغادرة، وتمشي كنور دون ترك مساحة للسؤال...

وبدورنا نحترق لنعبَ من نهر العدالة؛ فيخدشنا جشع الانسان؛ ونلتاع لتجويف معاني المفردات الصاخبة؛ ونفاجأ بالتمدد اللغوي الفارغ، وسنحمل الجمر في قلوبنا؛ ونرحل لنجد من يحمله عنا ونستريح؛ فتحاصرنا الأسئلة الحارقة؛ ونخشى من لسع الأفاعي المغادرة بسبب القيظ، ونندفع لننثر قلقنا الدائم عليك؛ ونوزع انتفاضاتنا وزوابعنا على مساحات تمتلكنا؛ ونرسم الشعارات ضد الرداءة المحيطة من كل الجهات؛ ونخشى أن يسحبنا حنيننا الى مغامرة مستعجلة؛ واستسهال الانقياد إلى معركة مفتوحة لسفك الذات؛ حيث ينتظرنا موت لا يتم التفاوض على تفاصيله؛ ولا يسمح لنا بالتكفير عن خطايانا؛ ولا قبول ما جمعناه من أشلائنا لصفقات التبادل.

وبدوري أوزع عمري بين خيال ينتظرك مع خبز المساء؛ وبإعادة تركيب أجزاء جسدي لأتصالح مع ذاتي؛ وباحتراف قتل الزمن الذي يفصل بيننا؛ وبإبعاد الخوف عن أفقي ومساري؛ وأجاهد كي أحتفظ لك بدهشة اللقاء الأول؛ وحتى يغرب وقتي أتبنى الصبر والانتظار؛ وأهم بالإقلاع عن ادماني لحس الملح من عينيك؛ والتوقف عن الكتابة لغيابك الطويل؛ حتى تهمس لي الصدفة أن أبدأ بخربشة حروفي لذكراك القادمة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز