الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفكير في زمن النسيان – لقاء مع الفقيد الكاتب ناجي عقراوي

خالد يونس خالد

2008 / 6 / 14
سيرة ذاتية


محبة الأخوة مضفية بالرِثاء، وجمال الصداقة عميق كالبحار.
وجدتك صديقي ناجي في لقاء مؤتمر دعم الديمقراطية في لندن الحزينة.
مرت سنتان ولا أزال أبحث عنك بين الياسمين والأشواك.
فلا الياسمين تدلني إليك من الأشجان، ولا الأشواك تصف لي الطريق لزيارتك لأنها غارسة في عيون أعداء الوطن الحزين. هل غبتَ عنا أيها الكاتب في قلوب الكرد، أم أنك لا تزال حسك سعدان في جوارح أعداء الكرد؟

بالأمس تحدثنا عن كردستان، حديقة شعبنا.
واليوم سافرتَ بجسدك إلى أرض كردستان حيث اللقاء، وروحك في السماء، وفكرك لازال مُتَّقِدا في عيون حائرة تبحث عن الظمأ بين أسطر كلماتك التي كانت ولا تزال تروي دماء حلبجة بالأمل وآلام أطفال الأنفال الغارقة في المستقبل.

مزرعة الحلم التي كنتَ تزرع فيها أحلامك لمستقبل كل المحرومين من أبناء شعب لازال يبحث عن ملجأ ضائع بين الألقاب.

كنتَ تفكر بعقلك قبل قلبك الذي احتضن كل كردستان.
وصلتني رسائلك الكثيرة قبل أن ترحل إلى أرض كردستان.
كان الفراق مؤلما، ولكن اللقاء سيستمر، فقد قرأت في ذاكرتي رسالتك الأخوية من
جديد، وكأني أفتح من جديد تلك الحقيبة الجميلة الصغيرة التي حملتها معك بمحتوياتها من هولندا إلى لندن هدية لي. قلتُ لك كيف عرفتَ أنني سأكون هنا في المؤتمر؟ ابتسمتَ ولا زالت ابتسامتك في خاطري، وأنت تجاوبني: لي عيون على كل الكرد.

ما اكثرك بحثا عن حقوق الكورد، وما أكثرك حبا للكرد الفيلية. قالوا إنك عقراوي ولكنني قرأت على جبينك مأساة الفيليين المغبونين الضائعين في مظلمة القادة من الشمال إلى الجنوب.
هناك كنتَ تفكر بقلبك قبل عقلك، وما أعمق تفكير القلب حين قال نبينا طه الأمين عليه الصلاة والسلام " إنَّ في الجسد لمضغة إذا صلُحَت صلُح سائر الجسد، وإذا فسُدت فسُد سائر الجسد، ألا وهي القلب".

هناك تلتقي بك الأرواح وهنا تُذكرك الأفكار، وستبقى عناقيد مقالاتك متدلية تصلها حتى أيادي أطفال كردستان، وهم يشتاقون لحرية كنتَ تناشدها كما نناشدها دائما وأبدا.

سألتك البارحة عن أمواج أشواقك الملتهبة لأرض كردستان، فقلتَ سألتقي بترابي، إنها مضجعي. أنت اليوم هناك وحولك ذكريات أيام الصداقات، ومعك عطر دنيا الجمال، وفيك كلمات تعجز عن وصف الوفاء في طبيعة وطني وحبي وأملي كردستان.
أرض خلقها الله جل علاه قبل خلق آدم عليه السلام حين قال رب العزة "إني جاعل في الأرض خليفة" .

وطني وطن الكرد ولِد قبل مولد المسيح عليه السلام.
هناك على الجودي استوى سفينة سيدنا نوح عليه السلام.
هناك في الأرض التي دُفنْتَ فيها أيها الصديق ناجي، بدأتُ السلالة البشرية الثانية بعد الطوفان. إنها الهوية.

أنا كردي حتى وإن مزقوا هويتي، فلن يستطيعوا أن يحملوا الجودي إلى الصحراء. فكما قلاع آمد وهولير وكركوك تغني، فستبقى تُدوي مقالاتك في الآفاق من أجل كردستان.

متى ولد عُمْر الإنسان أيها الصديق، وذكريات الصداقة أطول عمرا من الإنسان؟
كيف اللقاء في الضياع وسجن الجَنان؟
كردستان متعطشة للحب الذي لايعرف النسيان.
والنسيان غارق في بحر الأحزان!!!
هل نذرف الدموع لنروي بحر الأشجان؟
إنَّ ظمأ البحر لا زال يبحث عن التفكير في زمن النسيان.
د. خالد يونس خالد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل جديدة حول خريطة الأهداف استهدفتها إسرائيل داخل إيران


.. رويات متضاربة حول الهجوم الإسرائيلي داخل عمق إيران




.. هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية


.. عودة الحياة لجزر أمواج!




.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟