الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاداة السينما..الى اين؟

ثامر الحاج امين

2008 / 7 / 7
الادب والفن



منذ ظهورها في مطلع القرن الماضي كواحدة من وسائل التعبير الفني , فأن دور السينما لم يقتصر على تقديم المتعة للجمهور فحسب , انما اعتبرت رافداً مهما من روافد الثقافة المتعددة , ومؤسسة اجتماعية لها رسالتها التي جمعت المعرفة والمتعة وجسدت قدرة الانسان على صناعة الجمال والابداع .

والان بعد مايقارب من قرن من بداية نضج السينما ومسيرتها الطويلة , ننظر بكثير من الاسف الى واقعنا وما وصلت فيه السينما من حالة ترديْ وبؤس , بعدماكانت في الماضي مركز الكثير من اهتماماتنا ومصدر اساسياً لثقافتنا وقيمنا .
لقد تعرضت السينما لدينا في العقدين الأخيرين الى اشكال مختلفة من العداء وذلك نتيجة النظرة القاصرة للسلطات التي قامت على ادارة البلاد وعدم ادراكها لإ همية هذا الرافد المعرفي والثقافي لحياتنا عموماً , هذا العداء في السابق اخذ طابعاً خفياً غير مباشر تمثل في تهميش دور العرض السينمائية وابعادها عن المساهمة في اثراء الحياة الثقافية وكذلك من خلال تشجيعها على تقديم عروض هابطة تسيء الى الدور الحقيقي للسينما الهادف للنهوض بذائقة وثقافة المشاهد .
اما بعد التغيير عام 2003 فلم يصبح حالة السينما بأحسن من سابقه انما الحال ازداد سوءً وشراسة حيث أخذ العداء طابعاً صريحاً ومباشراً تمثل ذلك في الغلق التام لدور العرض السينمائية واضطرار اصحابها لتحويلها الى مخازن ومحلات لبيع الاثاث وغيرها بسبب التهديد المتواصل بالتصفية من قبل جهات متطرفة فهذا الموقف قاسياً جداً لاتستحقها هذه النافذة الثقافية , فليس بمنصف من يتنكر لفضل السينما وتأثيرها على ثقافتنا وسلوكنا الاجتماعي , فقد اسهمت السينما في خلق اجيال من المبدعين كان لها دور في تكوينهم الثقافي والابداعي وذلك من خلال دأبها المتواصل على تقديم روائع الادب العالمي وعبر عقود طويلة من العمل والانتاج . كما ليس بخاف على الكثير من دورها ومساهمتها الفاعلة في التعريف بالرسالات السماوية ورموزها وتأريخ الشعوب ونضالاتها ضد الظلم والطغيان .
لذا فمعاداة السينما ومحاربتها بذريعة الافساد وهو امر يثير التساؤل والاستغراب , فالسينما فن راق يقدم مادته لجمهور واسع مجتمعاً في صالات خاصة لهذا الغرض لذا هذه الخصوصية تقلل من احتمال استغلال هذا الفن بالشكل الذي يخشاه البعض , واذا كان هناك من خشية من ان يتحول دور السينما سلبياً فلم تعد هذه الخشية من مبرر بعد ما اصبحت التقنيات الحديثة والمتنوعة قادرة على توفير المحظور وايصاله الى غرف نومنا دون ان تكون هناك سلطة قادرة على منعها الاسلطة الوعي في حين تقدم السينما عروضها كما ذكرنا امام العلن وتحت رقابة الدولة والمجتمع
لذا بات من الضروري لمن ينظر لهذا الفن نظرة شك وارتياب ان يعيد النظر بواقعية ويقر بأهمية ان تأخذ السينما دورها في التنوير وانضاج الوعي وتهذيب الذائقة لتسهم الى جانب القنوات المعرفية والثقافية الاخرى في صناعة الجمال ونشر الثقافة ذات المضامين الجادة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع