الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامارات تقدم حلوى عربية لاطفال العراق... اسقاط الديون

جميل محسن

2008 / 7 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



لا يمكن التوقع أو حتى الحلم بمستقبل زاهر لنا نحن أهل العراق بعد سنة أو اثنتين أو حتى أكثر , وللمتشائمين بدرجة أعلى أقول ربما لايزال العراق يسير نحو مستقبل مجهول تسحبه من كافة الجهات أطماع السياسيين المستجدين والقدامى , ضمن تيارات لا تريد أن ترى أو تصدق أن الجميع في مركب واحد , لاتستطيع أي مجموعة أن تدمر موقعها أو قمرتها بحجة التملك وحرية التصرف دون أن يغرق الآخرين , كما تتلاطم من حول المركب نفسه عواصف وأمواج من أجندات غريبة خارجية متنوعة , تجد العون والمساندة من الداخل في غياب القيادة الواحدة التي تحدد المسار الصحيح .
- كما لست في وارد حديث المثاليات والنصائح , ولكنها رؤية واقعية لمستقبل وطن ودولة نريدها متحررة وقبل كل شيء من أثقال التعويضات والديون وفوائدها وتراكماتها واستقطاعاتها , والاستغلال السياسي البشع لها , سواء من قبل سياسيين محليين يساومون الوطن قبل الدائن على درب الخلاص منها , أو من دول لاتنظر للعراق كبلد شقيق أو جار على الأقل , يمكن التعاطي معه بشكل طبيعي وسليم , ولكن كوحش يجب إبقائه مغلولا أو داخل أسوار سجن في أسوأ الأحوال , أو الحذر منه وتجنب الأخذ بيده للنهوض إن سقط في أحسنها .
- من هنا ينبغي النظر إلى مسالة الديون والتعويضات , وتوالي حلولها والتعامل الايجابي حين تداولها من مختلف دول العالم البعيدة عنا , والمتفهمة لما يمر به البلد بغض النظر عمن يجلس على كرسي الحكم فيه , أو مقدار ضعف و قوة نظامه الحالي , مادامت صفحة مؤلمة قد طويت , مليئة بالحروب والحصارات وعدم الثقة المتبادلة بين أهل الحكم في العراق والعالم بأسره , وما نلاحظه اليوم من مرحلة انتقالية تتطلب التخلص من القيود لا مراكمتها وإبقاء الماضي حيا بكل سلبياته بدل النظرة المستقبلية التي يبدو أن أهل المسؤولية في الإمارات قد وعوها , ورموا خلفهم ديون كبل بها شعب العراق ودفع الدماء الغالية ليراها تتراكم لا لتخلص أجياله القادمة من الأخطار وتمنحهم الأمن والاستقرار .
- فهمت الإمارات ماغاب عن إدراك الآخرين , بان هذا الطفل العراقي الذي ولد قبل سنوات قليلة , قد جاء يطوق عنقه ويقيد رقبته حصة قدرية من دين وتعويضات مركبة الفائدة واجبة السداد , تقدر بعشرات الآلاف من الدولارات , لو لم تزال وتلغى , ستخلق له مشكلة وطن يعيش ليسدد للآخرين , أثمان وفوائد أسلحة وعتاد أرسلت أليه وبها قتل العديد من آبائه وأعمامه , والمطلوب الآن أن تتحكم بمستقبله , وقد لاتكون كل الأمور بهذه السوداوية والقلق , ولكنها صفحات ماضية تستوجب الغلق والتمزيق وجعلها عبرة للمستقبل , لا سكاكين مطوية ومخبأة يمكن إشهارها لتبدأ دورة العنف من جديد .
- ليس أهل الحكم من سيستفيد من إزالة الديون , لان الحاكم اليوم غالبا والكل يعلم لديه متراكم ملياري هو غير مؤهل لاستثماره بشكل صحيح لوخلصت النيات , ولكن الجهل والفساد لا يستمر , ولست في وارد الدفاع أو انتقاد الإدارات الحكومية الحالية , ولا تصور أن إسقاط الديون سيصب في مصلحتها بأكثر مما يوفر للأجيال العراقية القادمة متنفس اقتصادي وميزانية لاتشكو العطب وقيود الأشقاء , التي ستولد حقدا وضغينة تكون زادا لأول مغامر يبحث عن أمجاد حربية لا تعاون وتكامل اقتصادي بين شعوب ودول لديها الكثير من مقومات النجاح حال توفر الأرضية الاقتصادية المشتركة .
- ربما ستتذكر الأجيال القادمة إذا جلس أطفال اليوم رجال الغد في العراق حول جرده حساب , لماض يريدون نسيانه , أن دولة الإمارات العربية قد حققت الاختراق الخليجي , و رفعت عن كاهلهم أثقال مليارات , تحولت أثمانها إلى (حلوى ) وغذاء ودواء ومدارس ومستشفيات ومعامل وجامعات , وارتفع معدل التبادل التجاري , وتحول الحدث إلى درس ايجابي لدول الجوار , التي بدأت بالتفهم بان كسب أجيال العراق المستقبلية خير لها من ديون وتعويضات أنتجت للعالم , أوربيا , هتلر وألمانيا النازية . جميل محسن










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا