الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لم ينعقد اجتماع عباس مشعل في دمشق ..؟؟

يونس العموري

2008 / 7 / 11
القضية الفلسطينية


لا شك ان زيارة الرئيس محمود عباس لدمشق لها الكثير من الدلالات والمعاني فهي اولا زيارة لرئيس القمة العربية في دورتها الحالية وهي ثانيا زيارة تشاورية وقد تكون تنسيقية فيما يخص بحث مسارات التسوية وجولات المفاوضات على المسارين الفلسطيني والسوري وهنا قد تبدو صورة الزيارة طبيعية ودبلوماسية وذات طابع اخوي في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية وتفويت الفرصة على الجانب الإسرائيلي للتلاعب على المسارات.... ولاشك ان سوريا تقدر موقف ابو مازن حينما قرر المشاركة في القمة العربية الأخيرة برغم مقاطعة الكثير من الأنظمة العربية لها ومحاولة امريكا تقويض اعمالها بشكل او بأخر ... اي ان الزيارة اذا ما تم النظر اليها من منظور العلاقات السورية الفلسطينية فهي طبيعية وناجحة ... ولكن لا يمكن النظر الى الساحة السورية من المنظار الفلسطيني من خلال هذا المفهوم فقط حيث تواجد قادة الفصائل الوطنية والاسلامية في دمشق وبالتالي فإن زيارة الرئيس الفلسطيني لدمشق لها مدلولات ومفاهيم مختلفة عن اي زيارة يقوم بها الرئيس لأي عاصمة عربية اخرى بالتالي فإن مقياس نجاح او فشل زيارة دمشق مختلفة تماما واداة القياس هنا غير تلك التقليدية لقياس تحقيق الإنجازات السياسية او فيما يخص العلاقات الثنائية وعليه ثمة تساؤلات تطرح نفسها هنا والتي تتمحور حول طبيعة الواقع السياسي الفلسطيني الداخلي الراهن وما ستؤول اليه الأوضاع الداخلية في ظل التجاذبات والتناقضات والتي تعصف بها الساحة الداخلية على مختلف المستويات والصعد حيث حالة التشظي وكسر العظم بالعمق السياسي الفلسطيني وبالتالي تأتي هذه التساؤلات بالسياق الشرعي والطبيعي والتي قد تكون على لسان الكل الوطني والشعبي في تكوينات المجتمع المحلي .... واعتقد ان التساؤلات انما تتلخص بأي إطار من الممكن تقيم زيارة محمود عباس لدمشق ..؟؟ وهل كانت ناجحة اما لا ..؟؟ وهل سينتج عنها المزيد من توسيع الفجوة والهوة السياسية ما بين فرقاء الطيف واللون السياسي المختلفة ...؟؟
بكل الأحوال فقد انهى ابو مازن زيارته لدمشق والتي استمرت يومين، حيث لم يتم عقد لقاء مع رئيس المكتب السياسي. الأمر الذي يعني ان حجم الفجوة ما بين عباس ومشعل ما زالت كبيرة وكبيرة جدا... بل ان العلاقة ما بين الرجلين تفتقد لعنصر الثقة اذا ما جاز التعبير .... ومن الواضح ان الكثير من الصعوبات الكبيرة تعيق عقد لقاء القمة الفلسطيني هذا. مع العلم ان الطرفين يعلمان ان الحوار الوطني بالنهاية هو السبيل لحماية المصلحة الفلسطينية الوطنية العليا.
وفي هذا السياق لابد من فهم الأمور بنصابها الصحيح ووضع النقاط على الحروف بمعنى ان الخلاف ما بين حماس وفتح لم يعد برأيي خلافا سياسيا بعد ان اتضح بشكل او بأخر مسار حركة حماس السياسي والتي قدمت من خلاله الكثير من الاستحقاقات حتى يتم قبولها بعضوية الفعل السياسي الدبلوماسي الإقليمي و حتى الدولي اي ان حركة حماس والى حد كبير قد اقتربت من البرنامج السياسي لمنظمة التحرير وقد قبلت بمبدا الحل التسووي المبني على اساس حل الدولتين وكانت قد اعلنت حماس قبولها بقيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران بل انها كانت قد منحت تفويضا تفاوضيا مع اسرائيل للرئيس ابو مازن باعتباره رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كما وانها قد قبلت بمبدأ الإستفتاء الشعبي الجماهيري لنتائج العملية التفاوضية، وقد مضت حماس لأكثر من ذلك حينما وافقت على التهدئة بقطاع غزة دون ان يشمل اتفاق التهدئة الضفة الغربية وباشرت بالعمل الشرطي والبوليسي اذا ما جاز التعبير لتثبيت التهدئة بغزة ... ومارست لغة خطابية تؤكد قناعتها بمبدأ التهدئة وضرورة وقف كافة اشكال الفعل المقاوم على الارض، الأمر الذي يؤكد ان حركة حماس بتوجهاتها السياسية الجديدة قد صارت تعبر عن ذاتها بلغة تتناسب والحد المعقول والمطروح سياسيا من قبل مؤسسة الرئاسة الفلسطينية وما تمثل ... إلا أن لدى الطرفين خطوطا حمراء. بمسألة عقد اللقاء والمصالحات التاريخية ما بين فتح وحماس واذا ما جاز التعبير ما بين عباس ومشعل تعود الى حد كبير لخلفيات شخصية لها علاقة بمفاهيم الثقة ما بين الرجلين. اضافة الى رسالة بعث بها مشعل إلى كل من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، واطلع صالح عباس عليها، هي الخلفية التي دفعت الرئيس الفلسطيني لاتخاذ موقف من مشعل. وكانت قد تحدثت مصادر اعلامية ان الرسالة تشكك بمبادرة الحوار التي كان عباس قد أطلقها مؤخرا، وذلك على اعتبار أن الرئيس الفلسطيني لن يستطيع الالتزام بالنتائج ما دام يتأثر بالضغوط الأميركية، كما تتخوف الرسالة من ان تكون المبادرة محاولة لتحقيق مكاسب سياسية وتغطية عدوان إسرائيلي جديد على غزة. ولم تنف حماس موضوع الرسالة. وهو ما يؤكد مسار التحليل اعلاه ... مما يعني ان ازمة كبيرة تسيطر على علاقة حماس ومؤسسة الرئاسة وازمة الثقة هذه نابعة من توجس من قبل قادة حماس بالأساس بأنهم قد يفقدوا مقاعد السلطة بشكل او بأخر اي انهم يخشون ان يعودوا خطوات الى الوراء اذا ما جاز التعبير ... الأمر الذي تحاول حماس ومن خلاله البقاء بالصف الأمامي للسلطة وان كان على جزء من الوطن (قطاع غزة) وهو ما أكدته وتؤكده مسار العملية السياسية الداخلية وبالتالي عرقلة الحوار الوطني الفلسطيني الداخلي وهو ما يمكن فهمه من صيغة رسالة مشعل لعمرو موسى وللرئيس اليمني كون مشعل يدرك تمام الإدراك ان مثل هذه الرسالة لها الكثير من التداعيات على مستقبل العلاقة ما بينه وبين الرئيس عباس، وامام ذلك فلا يمكن فهم هذه الرسالة الا في اطار العرقلة ووضع العصي بدواليب اطلاق عملية الحوار الوطني، بهدف إبقاء حماس بمظهر من يسعى للحوار وبمظهر الحرص الوطني على المصالح العليا للشعب الفلسطيني ودون ذلك مفرطين بالحقوق ويتلقون اوامرهم من السيد الامريكي .. مع العلم ان الخلاف السياسي هنا منفي جملة وتفصيلا ولا علاقة للخلافات سالفة الذكر بالتوجهات السياسية قدر التوجهات السلطوية بالأساس وخدمة اغراض المحاور بشكل او بأخر .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية