الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في اطار اعادة كتابة التاريخ في زمن العولمه (ثورة تموز في العراق خطأ تأريخي)

سوزان الخفاجي

2008 / 7 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


شعرت بحزن ومرارة شديده وانا أقرأ مقاله لكاتب احترمه جدا" واحترم ايضا" الجريدة التي يرأس تحريرها واقصد هنا السيد هفال زاخوي والمقاله كانت بمناسبة تنحي فيديل كاسترو عن السلطه في كوبا. لقد وضع الكاتب كاسترو وصدام حسين في خانه واحدة ناسيا" او متناسيا" الفروقات الجوهريه التي طبعت حقبتيهما في العراق وكوبا. فرغم ان كلاهما ديكتاتوران الا ان منطق العدل والانصاف يستدعي ان نقرر ان كاسترو هو مناضل شريف انبثق من رحم الجماهير وعبر ولفترة طويله من الزمن عن طموحاتها ناهيك عن انه اصبح رمزا"عالميا" للثوره والنضال ضد الظلم ومن اجل الحريه والمساواة بين البشر.واذا كان حكم كاسترو قد حرم الناس من بعض حقوقهم السياسيه والثقافيه الا انه لم يتسبب في حدوث مآسي وويلات كتلك التي جلبها صدام للعراق وشعب العراق.
تذكرت هذه المفاله وانا اشاهد برنامج لقناة الحره عراق عن ذكرى ثورة تموز 1958 في العراق والبرنامج يقود المشاهد من خلال التقارير غير المحايده ومن خلال مداخلات ضيوفه الى الاستنتاج الى ان ما حدث في تموز 1958 كان خطأ" تأريخيا" قطع الطريق على التطور السلمي الطبيعي للمجتمع والدوله العراقيه وادخل العراق في دوامة الصراعات السياسيه الدمويه التي لاتزال مستمره حتى يومنا هذه.
ورغم وجاهة هكذا وجهة نظر الا انها مع الاسف وجهة نظر احادية الجانب وتنطوي على قدر غير قليل من السطحيه لان ثورة تموز ما كان لها ان تستمر لولا الزخم الجماهيري الكاسح المرحب والمساند لها. وهذا الزخم طبعا" لم يأتي من فراغ بل هو تعبير عن حاجات موضوعيه ملحه للمجتمع العراقي ويعبر عن مستوى الازمه التي وصلها النظام الملكي والمعاناة الكبيرة لقطاع واسع من المجتمع العراقي.
فلو كانت ثورة تموز حدثا" فوقيا" مقترن برغبة مجموعة من الضباط لكان بالامكان قمعها بسهوله وخلال ساعات لكن الذي حصل ان دعما" جماهيريا" سريعا" قلب كل الموازين وقاد الاحداث بالاتجاة الذي سارت عليه لاحقا".
انا لا اريد ان ابرر هنا الاخطاء والجرائم التي رافقت الثوره وخاصة المصير المؤلم للعائله الملكيه وكذلك الويلات التي حلت بالعراق في مراحل لاحقه بل اريد ان اقرر ان ماحدث كان له مبرراته الموضوعيه التي حتمت حصول التغيير الذي كان من الممكن ومن الافضل ان يحدث باشكال اخرى.
ويذكرني برنامج قناة الحره عن ثورة تموز بتلك المقاله التي كتبها احد الكتاب العراقيين واعتبر فيها ثورة اكتوبر عام 1917 في روسيا خطأ" تاريخيا" ولا ادري كيف يمكن ان نتصور ان هذا الحدث الذي نقل نصف الكره الارضيه نقله نوعيه جباره واستنهض الشعوب للكفاح من اجل التحرر والتقدم الاجتماع واشاع على نطاق واسع وفي كل ارجاء الدنيا مفاهيم العدالة الاجتماعيه والتحرر وحرية المرأة . وفوق كل ذلك لا يمكننا ان نتصور حال الدنيا بدون الاتحاد السوفياتي ( وليد ثورة اكتوبر) في ظل نهوض النازيه والفاشيه في الثلاثيتات من القرن الماضي .
ان نقد ومراجعة الاحداث التاريخيه الكبرى في تاريخ الشعوب مسأله مطلوبه وضروريه لكن هذا النقد يجب ان يكون موضوعيا" وعميقا" ومحايدا" وبعيدا" عن تأثيرات المفاهيم التي اشاعها عصر العولمه عصر انتصار الرأسماليه وتراجع الافكار الاشتراكيه لان هذا العصر زائل لا محاله وفي نهاية المطاف لايمكن ان يصح الا الصحيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة