الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لفقراء الوطن كلمة ايضا ...

يونس العموري

2008 / 7 / 17
القضية الفلسطينية


ان استمرار الجدال والسجال الداخلي الفلسطيني ما بين اقطاب معادلة الحكم (اذا ما جاز التعبير) في فلسطين انما يؤكد حالة التخبط التي تعكس بالأساس خربشة مفاهيم وقائع العملية السياسية برمتها، الأمر الذي أدى الى ضياع واختفاء المفهوم الوطني بالمجمل وبالتالي صار هناك اختلافا وخلافا حتى على تحديد ما هية المصلحة الوطنية العليا واين تكمن، في التهدئة ام بتواصل الفعل المقاوم..؟؟ بالمفاوضات واستمرارها ام بتواصل حكومات تصريف الاعمال بشطري الوطن المحتل...؟؟ بحالة الإنقسام وتعزيز نفوذ الحكم الرشيد والجديد بإمارة غزة ام بتواصل اعمال حكومة الحسابات الرقمية برام الله ...؟؟ لقد بات تحديد مفهوم المصلحة الوطنية العليا رمزا من رموز الفهم السياسي الجديد يتطلب التمترس خلف الجدران التنظيمية، وممارسة فن الردح والقدح والذم والتخوين مع كل من الممكن الاختلاف معه، ومن الممكن ايضا ممارسة فن العهر السياسي حتى يكون الارتقاء في التراتبية التنظيمية ممكنا وان يصبح المرء ناطقا بأسم المرج والهرج للتعبير عن المصلحة الوطنية العليا ... بكل صباح يتبارى المتسابقون من فناني ممارسة لغو الكلام وصناعة مانشيتات الصحف وعناوين نشرات اخبار فلسطين، ليقال ان فلان ابن فلان ابو فلان الناطق باسم المصلحة الوطنية قد قال وعاد وسطر الموقف الحكيم ...
مناسبة ما نقول يا سادة يا كرام ما يحدث الأن وما يمكن ان يتواصل حدوثة حتى يصبح عادة من عادات سادتنا وأولي امرنا وقادة حكمنا، ففي كل يوم يطل علينا واحدا من هؤلاء ليجلدنا ويلسعنا بتصريحات لا نعلم مراميها وكيف من الممكن ان تخدم مصالحنا الوطنية العليا وكيف من الممكن ان تصنع لنا وطن او جزء من وطن او شيء من استحقاقات الوطن بل نطمح يا سادتنا العظام ان تتفقوا على تعريف هذا الوطن وفقا لمقاييسكم واعرافكم وانسجاما وأطروحات جهابذة العصر الجديد الناطقون الجدد باسمنا وباسم مقاومتنا وباسم شعبنا وبأسم فقراءنا ونساءنا واطفال الشوارع والحواري ...
صار فعل التخوين امرا طبيعيا في هذه الايام فمن السهل على اولي الأمر منح صكوك الغفران لمن يشاءون ومنح اوسمة الشرف والبطولة لمن يرغبون، وشطب الأسماء من قوائم الوطنيين وحتى رسم المعادلات وحساب الحسابات للكيفية التي من خلالها من الممكن ان تكون فلسطينيا عربيا وهناك من يصنفنا على أساس اننا عرب عاربة مستعربة واخرين من الفلسطينين الأقحاح وسادة القوم من يمتلكون الحق في ممارسة فعل التصنيف هذا ... وبمكان اخر وبزمان نحيا في كنفه اليوم فقد صارت الخيانة وجهة نظر تتطلب التنظير وممارسة مقارعة الحجة بالحجة وصار العناد المبدئي والثبات على المواقف امرا فيه الكثير من الرجعية ولغة خشبية اكل الزمان عليها وشرب ... ومن يزأر بصوته ويمارس كلاما له رنين الصدى المرتد من افئدة المظلومين والمقهورين وممن يحيون تحت الأرض انما يمارس بعرف هؤلاء الفعل القبيح، ومن يحاول ان يمارس غضبه انما يقترب من افعال الشياطين، واختلط الحق بالباطل وصار الأسود لونا رماديا والأبيض لونا مزركشا بشتى الخربشات الممهورة بمواقف لا نفهم مضامينها ...
فحينما يعتلي منصة الكلام واحدا من هؤلاء ليعلن ان الخصم السياسي له قد صار جزء من معادلة اخرى غير معادلة الشعب وبمكان اخر غير مكان الجماهير وانه قد اصبح مع من يمثل غرباء عن الدار وجب طردهم ونفيهم وابعادهم حيث انه قد اضحى صاحب البيت والبيت هو من يحميه ولم يعد للبيت ربا الا هو منصبا ذاته الها جديدا تقدم له قرابين المغفرة والإستغفار ومحتكرا الصلوات في محراب معبده ... يصير الوطن (رقعة الجغرافيا) مكان اضيق من ان يستوعب أهات المؤمنين بشمس مشرقة على تلاله وتصبح قطرات الندى المتشكلة عند اول الصبح مزعجة لعاشقة ربما تمر بالمكان خلسة ...
مرة اخرى نحن فقراء الوطن وعشاقه ... ومن نحاول ان نحيا في كنفه .. نمارس صراخنا وعويلنا ونحاول ان نصمت طويلا ونمشي الهوينا لنعبر ازمنتكم وازمنة الأمراء الجدد وزعماء التطرف ومن يركعون بحضرة البزنس ومن يصنعون ممالك لهم ويريدون ان نصدق دساتير مزاميرهم الجديدة بأن كفوا عنا واوقفوا نباحكم وعودوا الى جحوركم ... واعلموا ان هذا الوطن للجميع ومن لا يريد ان يكون للجميع فليرحل ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف