الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في زحمة الحياة

عاطف الكيلاني

2008 / 8 / 13
حقوق الانسان


في زحمة الحياة ...تتزاحم الهواجس..تتزاحم الهموم ...تتزاحم الأفكار والرؤى ...تتزاحم كل الأشياء ...تنتابك الحمى ..وتشعر بالغثيان ..وتتمنى لو كنت تستطيع ان تقلب هذا العالم رأسا على عقب ( لعله بذلك ينعدل ) ...ترتفع درجة حرارة جسمك الى الحد الذي قد يدخلك عالم الهلوسة ...ولا تدري هل هي هلوسة بسبب ما تعانيه من حرارة مرتفعة ..ام ان ما يجري حولك هو المسبب لها ...وما بين ما يشبه الغيبوبة وما يشبه الإفاقة ...هناك ما يشبه لحظات صحو متقطعة تستغلها لمراجعة كل شيء ...يستغل عقلك لحظات الصحو القليلة هذه فيعمل بأقصى ما يستطيع ململما ما يمكنه من اشلاء الماضي القريب والبعيد في محاولة يائسة لإعادة التقييم ( ربما الأصح ان نقول التقويم ؟ لا ادري ) لكل ما مررت به وما مر بك من احداث ...ولكن عبثا تحاول ...إذ ما أن تقترب الصورة من الإكتمال حتى تفارقك لحظات الصحو لتدخل ما يشبه الغيبوبة مرة اخرى ....لذلك ...فاعذروني على هذياني هذا الذي اكتبه لكم خلال لحظات صحوي النادرة ...سأتنقل بكم من موضوع الى آخر وباختصار شديد ..اذ ليس هناك من مجال لترف السرد المطول والإسهاب الممل ...ألم اقل لكم ان الهموم والصور والأحداث تتزاحم ؟ المنظر البانورامي من حولي وكما اراه ..غاية في السواد ...غاية في القتامة ...يفارقنا واحد من اكبر شعراء المعمورة ..محمود درويش ..ينفطر لفراقه فؤاد اي مناضل على سطح كرتنا الأرضية ...تدخل الى بعض المواقع الإلكترونية لتفاجأ بأن هناك من يرقص طربا وبهجة لموته ...اليس شيوعيا ؟ اليس كافرا ملحدا ؟ هل حررت قصائده شيرا من الأرض ؟ تعتصر ما تبقى من قلبك لتجعله مدادا تكتب به مقالا عنه ...تفاجئك مرة اخرى التعليقات التي تهدر دمك ...وهذا بالمناسبة لا يحصل الا عندنا نحن العرب ...تقفز الى ذهنك الصورة في جورجيا واوسيتيا الجنوبية وابخازيا ...تود لو استطعت ان تبصق في وجه هذا العميل الأمريكي الصغير ( رئيس جورجيا ) ...حتى اسمه صعب التهجئة والنطق ...يعلم هذا الصغير أن التحرش بالروس وبما يعتبرونه امنهم القومي هو خط احمر لا يمكن للروس السكوت عنه ...ومع ذلك ..ومدعوما من الإمبريالية الأمريكية بدأ بالتحرش ويبدو انه قد غاب عن ذهنه ان روسيا ما زالت دولة عظمى وأن الدب الروسي له من الأنياب والمخالب ما يكفي لوقف هذا الصغير المعتوه عند حده ...( ما هو رأي الإسلاميين العرب في الموقف الروسي الداعم لأبخازيا وشعبها عندما يعلمون أن 80 % من شعبها يدبن بالإسلام ).... تذهب صورة جورجيا ..وتأتيك صورة العراق ...( ربما تستحضر صورة العراق ) ... فورا ترتفع درجة حرارتك ويزداد ضغط دمك ..وتود روحك لو فارقت جسدك المتعب ...الشيعي يقاتل السني ..العربي يختلف مع الكردي ...التركماني يتوجس من العربي والكردي ..الكل يتهم الكل في عراقيته ووطنيته ...ايران على الخط ..تركيا على الخط ...اسرائيل على الخط ...امريكا اصل البلاء... تمسك بكل الخيوط وتسيطر على كل الخطوط ..وتتساءل : اما لليل شعب العراق من آخر ؟ ...وتأتيك صورة لبنان ...وأنت الذي كنت حريصا على متابعة جلسات المجلس النيابي عندهم لمناقشة البيان الوزاري ... تحتار في اصرار فريق 14 / آذار على الوقوف في وجه التاريخ والجغرافيا معا ...في وجه العروبة والمقاومة معا ...مهما كان موقفك من نبيه بري ..الا انه يسري عنك بقفشاته مما يجعلك متسمرا امام جهاز التلفزيون تشاهد وعلى الهواء مباشرة حروب الإخوة اللبنانيين الصغيرة ...ولكن هذه المرة تحت قبة البرلمان ...ثم ما تلبث ان تأتيك صورة فلسطين وما يجري قي قلسطين ...فلا تجد امامك ما تنطق به سوى كلمة واحدة تختصر كل شيء في معناها الوجودي الواسع اتساع ما يعانيه شعبنا الفلسطيني ....ليه ؟ نعم وأعيدها :....ليه ؟ ...
لن اتكلم هنا عن الهموم المعاشية اليومية ...مطاردتنا لرغيف الخبز ...مرض الوالدة غير المؤمنة صحيا وما تحتاجه من اجرة اطباء لا يرحمون ومن ثمن باهظ لعلاجات قد لا تنفعها ...اقساط الجامعات لأولادك ...كل هذا سيكون في مقال آخر ان شاء الله ...
ارجو المعذرة ان كنت قد تسببت في وجع ادمغتكم ورفع الضغط عندكم ...ولكم ان تعتبروها هلوسة ..!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيس سعيّد يرفض التدخلات الخارجية ومحاولات توطين المهاجرين في


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة – برنامج الأغذية العالمي يحذر من مجا




.. نشرة إيجاز – برنامج الأغذية العالمي يحذر من مجاعة محتومة في


.. العراق يرجئ مشروع قانون يفرض عقوبة الإعدام أو المؤبد على الع




.. رئيسة -أطباء السودان لحقوق الإنسان-: 80% من مشافي السودان دم