الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل انتخابات أمريكية و أنتم بألف خير...

هشام اعبابو

2008 / 9 / 2
السياسة والعلاقات الدولية


كلما مرت أربع سنوات على ولاية رئيس أمريكي خرجوا إلينا المرشحون من كلا الحزبين الديمقراطي و الجمهوري بوجوه جديدة,وجوه و أسماء جديدة في مواجهة أسماء معروفة و مألوفة,مع قرب انتهاء ولاية رئيس أمريكي, تجد الأمريكيين و شعوب العالم لا تتحدث إلا عن الإنتخابات و عن من يتوفر عن الحظوظ للظفر بمنصب الرئاسة و دخول البيت الأبيض, فتجد الكل أصبح محللا سياسيا للأوضاع, داخل أمريكا و علاقتها بالعالم الخارجي,الكل يتحمس لتلكم الإنتخابات أكثر مما يتحمس لنتخابات بلده,نعم فالبطل أمريكي و خشبة المسرح أمريكية يسيل لها اللعاب,فالإستحقاقات الأمريكية مبهرة و مثيرة و المنصب المتنازع عليه لا يقل إثارة و إبهارا,نعم فالفائز سيكون رئيسا للولايات المتحدة للعالم بما أنها الإمبراطورية المهيمنة حاليا على العالم و شؤونه.
الجرائد و الإذاعات و القنوات الفضائية و الأرضية, لا حديث لها إلا عن البيت الأبيض, من سيتركه و من سيسكنه,معظم سكان العالم و خاصة العرب منهم و المسلمون صوتوا عاطفيا قبل الأمريكيين و بطريقة غير مباشرة لصالح السيد أوباما ذو الجذور الإفريقية و رغم سحنته الداكنة, فالكل يعتبره حمامة سلام ناصعة البياض نعم فيكفيه سخط العالم و الأمريكيين على إدارة بوش الجمهورية و فشلها الذريع في معظم قضايا العالم,وحروبها التي اكتوى بنارها والعالم و الأمريكان كذلك, يستغل الحزب الديمقراطي و المتمثل في مرشحه أوباما هذا الزخم لصالحه, مقدما نفسه على أنه حزب السلام و المحبة و الخلاص و للأسف الشديد, تجد شعوبنا العربية و الإسلامية تثق بتلكم الخزعبلات و الخرافات, فخبرتي كمتتبع منذ سنين للحملات الإنتخابية و السياسة الأمريكية, تجعلني أختلف مع معظم من يستبشرون بقدوم السيد أوباما إلى سدة الحكم في أمريكا,ظانين بأنه المهدي المنتظر, أو المسيح المنتظر مخلص أمريكا و العالم من كوارث إدارة بوش و الجمهوريين,كل ذلك هراء و ضحك على الذقون,فالتجارب السابقة أكدت لي كمتتبع للسياسة الأمريكية, بأن كل ما يقال من شعارات و كلام معسول و منمق خلال الحملات الإنتخابية من تصريحات و شعارات, يحرك فينا نحن شعوب العالم العربي و الإسلامي, شعور الفرح و الإبتهاج و المتمنيات بفوز أوباما ,هي أوهام و أحلام يقظة و كلام فضفاض لا أساس له من الصحة , بعيدة كل البعد عن الواقع الأمريكي ,فسواء فاز أوباما أو ماكين فالسياسة الأمريكية هي هي,لا تتبدل لا تتغير, سواء فاز جمهوري أو ديمقراطي, فالأمر سيان, بحيث أن الخطوط العريضة للسياسة الأمريكية تبقى كما هي غير قابلة للتغيير, سياسات أمريكا مقدسة يستحيل على أي رئيس كان تغييرها أو حتى التفكير في ذلك,و التاريخ و الأحداث و تعاقب الرؤساء الأمريكيين, خير شاهد و دليل على ذلك,كفانا خداعا لانفسنا و لمشاعرنا, فالسياسة لا تعرف العواطف و خاصة السياسة الأمريكية, و كل انتخابات أمريكية و أنتم بألف خير...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القادة الأوروبيون يبحثون في بروكسل الهجوم الإيراني على إسرائ


.. حراك تركي في ملف الوساطة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة




.. رغم الحرب.. شاطئ بحر غزة يكتظ بالمواطنين الهاربين من الحر


.. شهادات نازحين استهدفهم الاحتلال شرق مدينة رفح




.. متظاهرون يتهمون بايدن بالإبادة الجماعية في بنسلفانيا