الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغلب على الصهيونية:إنشاء دولة ديمقراطية واحدة على أرض إسرائيل فلسطين

جعفر هادي حسن

2008 / 8 / 29
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


مؤلف هذا الكتاب هو يوئيل كوفل وهو طبيب يهودي معروف وكتابه الذي نتحدث عنه هو كتابه العاشر. وقد اشتهر كوفل بعد أن رشح نفسه عن حزب الخضر لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية عام 2000 وهذا الكتاب الذي صدر في العام الماضي بعنوان Overcoming Zionism:Creating a Single Democratic State
In Isral/Palestine
هو كتاب مهم وجريئ. وتأتي أهميته وجرأته من كونه يتحدث عن موضوع يعتبر عند اليهود خطا أحمروهو إقامة دولة ديقراطية علمانية في فلسطين لليهود والفلسطينيين بعد التخلص من الصهيونية وتفكيك إسرائيل كدولة يهودية. ولذلك أحدث ردود فعل سلبية واسعة عند اليهود بعد صدوره.ويضم الكتاب عشرة فصول يتحدث الفصل الأول عن فكرة الشعب المختار عند اليهود ومصدرها ونقد المؤلف لها والفصل الثاني عن طبيعة الحركة الصهيونية وكونها حركة غير طبيعية تاريخيا وحركة قومية مصطنعة. والفصل الثالث عن استغلال الصهيونية للمحرقة النازية وفي الفصل الرابع يتحدث المؤلف عما يصفه بكذبة أن إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. والفصل الخامس عن اقتصاد اسرائيل وكونه اقتصادا مصطنعا ومعتمدا على مساعدات خارجية والسادس عن دور اللوبي الإسرائيلي ومساعدته لإسرائيل ودفاعه عما ترتكبه اسرائيل من إجرام بحق الفلسطينين بل ودعاة السلام الأجانب أيضا والسابع عن اسرائيل كدولة عنصرية والثامن عن قضية القدس.وهو يخصص الفصلين الأخيرين للحديث عن فوات الزمن في امكانية إقامة دولتين وضرورة إقامة دولة واحدة. وموضوع الدولة الواحدة قد أشار اليه بعض الكتاب اليهود-إسرائيليين وغيرهم-. ومن المقالات الحديثة ماكتبه إيتان هابر في صحيفة يدعوت أحرونوت(24/8/2008 تحت عنوان "مبدأ الدولة لشعبين يترسخ".وقد جاء فيه"لماذا لاتقوم دولة واحدة لشعبين في أرض إسرائيل دولة واحدة مشتركة تقود إلى الحلم الديمقراطي الأمثل"صوت واحد لكل واحد" بهذه الطريقة سننجو من كل الحروب والإنتفاضات وسنتخلص من الجدل حول الحدود" لكن كوفل أكثر تفصيلا في عرض فكرته.
فهو يرى بأن المباحثات حول إقامة دولتين سوف لا يؤدي إلى نتيجة إذ أن دعوة إسرائيل لإقامة دولتين ليست دعوة حقيقية وإنما هي دعوة تكتيكية " فهي تدعو الى إقامة دولتين لأن أساس إنشائها كدولة كان ضعيفا ومهزوزا ولذلك فإنه لامندوحة لها إلا اتخاذ هذا الموقف. وإن قضية إقامة الدولتين لإسرائيل هي منذ البداية قضية تكتيكية ويبقى هدفها السيطرة على كل فلسطين والتخلص من الفلسطينيين وهو يؤكد بأن تبني فكرة الدولتين اعتبرته الصهيونية ضرورة منذ العام 1947 وحتى خارطة الطريق.
وهويقول" بأن الدولة اليهودية لاتريد ان تكون إلى جانبها دولة تعتقد أنها تعود لها وهي ترى ضرورة الإستمرار مع لعبة الدولتين خاصة وأنها لاتشعر بالأمن إذ من الممكن أن يتخلى عنها أقرب أصدقائها- الولايات المتحدة الأمريكية وهي في أثناء ذلك تبقى تضم الأراضي الفلسطينية كما تبقي على خيارها في طرد الفلسطينيين حيث عبر40% من سكان اسرائيل اليهود بالموافقة على ذلك ولذلك يبقى الهدف من فكرة الدولتين هو الإبقاء على الوضع الحالي على ماهو عليه وفي الخطاب الإسرائيلي الداخلي فإن فكرة الدولتين تعني توسعة الدولة وتحجيم "الدولة الأخرى" على أرض تتقلص باستمرار" .
وإن ماتقوم به اسرائيل من قضم الأرض والسيطرة على المياه وتدمير الأراضي الزراعية وبناء الحائط العنصري العازل وانشاء الطرق الخاصة باليهود دون غيرهم وإقامة مئات المستوطنات وجعل الأراضي مكاناً لإلقاء نفايات المعامل يجعل إقامة الدولة الفلسطينية نكتة سخيفة وسوف لاتكون أكثر من معسكر اعتقال ولذلك فإن أمل
إقامةالدولة الفلسطينية هو شيئ معدوم".
ثم يقول إن كان الغرض هو إنشاء دولتين حقيقيتين على الأرض فهذا الحل قد قضي عليه فلفترة ثمان وخمسين سنة من الإعتداء وقضم الأراضي من قبل الصهيونية أصبحت فكرة الدولة الفلسطينية ببساطة غير ممكنة وأملا كاذبا وما تعلنه اسرائيل عن قبولها لها إنما هو من أجل أن تبقى عضوا معترف به في المجتمع الدولي وإذ ما استمرت اسرائيل دولة صهيونية فلا يمكن أن يكون هناك دولتان قابلتان للحياة.
ويقول إن الذين يدعون إلى إنهاء الإحتلال من الأراضي المحتلة يعتقدون أن إسرائيل ستصبح دولة عادية ويحصل الفلسطينيون على دولتهم المستقلة ولكن هذا غير عملي وسبب ذلك هو أن الإحتلال نتيجة طبيعية للدولة اليهودية (الصهيونية) أي القضاء على المجتمع الفلسطيني وتدمير كل ماهو غير يهودي طبقا لما قال هرتزل "إننا سننشئ دولة تدمر كل شيئ ليس يهوديا". وإذا أردنا أن تتخلى إسرائيل عن الأراضي المحتلة فهذا يقتضي تغيير أساسي في تفكير دولة إسرائيل يصل إلى حد التخلي عن فكرة الدولة اليهودية. وربما يرى البعض بأن هذا شيئ لايمكن تحقيقه إضافة إلى عوامل وظروف تمنع من ذلك ولكن يجب أن نعرف بأن إسرائيل هي دولة قامت بعقد اجتماعي وهو شيئ يمكن تغييره شرط أن تكون هناك ارادة قوية ولاينتج عن ذلك إيذاء أحد سوى محاسبة أولئك الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية.
وتغيير طبيعة الدولة في حالة إسرائيل ليس استثناء فقد حصل في ألمانيا وحصل في جنوب أفريقيا والشيئ الوحيد الذي سينتهي من تحويل الدولة الى دولة غير عنصرية هو الحلم الصهيوني وليس هذا أمرا فضيعاً فإن الصهيونية لم تكن حلما وإنما كانت وهماً. وهي وإن كانت تحمي نفسها بان تتهم من ينتقدها بالعداء للسامية فإنها هي في واقعها نوع من المعاداة للسامية وادعاؤها بأنها تمثل اليهود هو ادعاء كاذب لأنها جاءت بالضرر عليهم. وهو يرى بأن الصهيونية كانت خطأ كبيراً في تاريخ الشعب اليهودي إذ هي جلبت تداعياً أخلاقيا وفكرياً وروحياً وزرعت الخراب أينما حلت.ولذلك فإن إنهاءها بطريقة سلمية يفتح الطريق لبعث الشعب اليهودي وللتجديد الثقافي له –ولايكون هذا التغيير إلا بإرادة قوية-.
وهو يرى أيضا بأن هذا التغييرسيكون عاملا في التأثير على الحركات الإسلامية المتطرفة "لأن التخلص من الصهيونية وفكرتها الإمبريالية سيكون له تأثير على الحركة الأصولية الإسلامية المتطرفة لأن هذه الحركة ترى أن الغرب هو الذي ساعد الصهيونية على إنشاء دولة لليهود وساعدها على البقاء وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وكان هذا أهم الأسباب لمايسمى بالتطرف الإسلامي
دولة واحدة
ويرى كوفل أنه بعد تفكيك الصهيونية لابد من أن تنشأ على أنقاضها دولة واحدة ديمقراطية علمانية للشعبين -وهو يؤكد على صفة العلمانية-. وهو يرى بأن مشروع إقامة دولة واحدة ليست فكرة مثالية جاءت من عالم آخر" بل هي قضية ضرورية من أجل برنامج عملي ولأن هذه الفكرة ليست واضحة في عقول الناس وأذهانهم فمن الضروري أن تكون هناك حركة توعية لتحقيق هذه الفكرة من أجل أن تكون هناك عدالة لكل شخص يعيش على هذه الأرض.كما أن تفكيك الدولة اليهودية يجب أن يكون بطريقة إنسانية وسلمية. ومن القضايا التي يجب أن يعمل عليها هو كشف أكاذيب الصهيونية التي أعطتها شرعية البقاء.ومن الضروري أيضا مواجهة لوبي إسرائيل وفضحه على أنه عميل لدولة أجنبية وفضح أولئك الذين يتعاونون معه وإنشاء لوبي آخر يعمل ضد الصهيونية"
ومن القضايا المهمة أيضا هي ضرورة تنظيم مقاطعة عالمية ضد الدولة الصهيونية من أجل إضعافها وعزلها كما حدث مع جنوب أفريقيا إذ بهذا تقطع عنها شرايين الحياة.(توجد اليوم حركة مقاطعة خاصة على المستوى الإكاديمي).وينتقد المؤلف نقدا شديدا اليساريين الليبراليين خاصة اليهود منهم الذين ينتقدون اسرائيل ولكنهم يرفضون المقاطعة الإكاديمية مثل نعوم تشومسكي.كما يجب وضع المشروع الصهيوني الذري تحت مراقبة دولية كما حدث مع جنوب أفريقيا.وهو يقول إن الشيئ الوحيد الذي يقف أمام تحقيق تفكيك الصهيونية وتحقيق الدولة الواحدة هو أنه ليس هناك الكثير من الغربيين في العالم من يعتقد أن العالم سيكون مكانا أفضل بدون الصهيونية وعندما يحدث هذا فإن هؤلاء سيجدون الطرق التي يحققون بها هذه الفكرة.
وهو يقترح اسما لهذه الدولة التي يتخيلها وهو فلسرائيل ويقول إنه قد اخذ أربعة حروف من كل من اسم اسرائيل وفلسطين ووضع السين(س) الذي هو موجود فيهما في الوسط.وهو لا يصر على هذا الإسم ويترك الأمر للشعبين.وهو يؤكد على عودة اللاجئين الفلسطينيين"لأن ذلك ضروري لإنهاء الدولة اليهودية وكونه حقا أساسيا من حقوق الإنسان في تقرير المصير وعندها يجب أن يكون اعتراف متبادل حيث يتحمل الجانبان المسؤولية سوية و أن يتخلي اليهود عن ادعاء التميز لان ادعاء اي جماعة بانهم شعب مختار من قبل الرب وانه وعدهم بارض يعني أنهم ليسوا جديرين بالإنسانية بل ليسوا جديرين بأن يكونوا عقلاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا