الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سمو الوعي سموآ للعدل والمساواة / 18
ناجي نهر
2008 / 8 / 29الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
احتفالات وحدة الشعوب فى دليري Festival of Cultures Of The World
لولا العقول لكان أدنى ضيغم
أدنى الى شرف من الأنسان – الرضي –
تجري فى مثل هذا اليوم 24 / آب من كل سنة احتفالات رائعة بهيجة تنعش النفوس وتسعدها تبدأ منذ الصباح الباكر حتى الصباح التالي فى مدينة دليري Dun Laoghaire الميناء البحري الواقع فى الطرف الشمالي من العاصمة الأرلندية - دبلن Dublin – والذي يطالع مواقع الدول فى الأطلس الجغرافي يشاهد ان ارلندة بلد صغير لا تتجاوز مساحته نصف مساحة العراق تقع فى جزيرة وسط البحر الأرلندي من المحيط الأطلنطي ونفوسها لا تتجاوز الأربعة ملايين ولجمال تضاريسها سميت بعروسة أوربا .
هذه الأحتفالات المذهلة فى تنظيمها والسامية فى مضامينها لا علاقة لها بالحكومة من حيث الأستعداد والتهيأة لها ,بل هي تقليد شعبي يعتبرها الشعب الأرلندي المناضل مكسب من مكاسب نضاله العتيد ضد الأستعباد البريطاني ,حيث تستعد المئوسسات المدنية والجماهيرية فى هذا البلد الجميل لأحتفالات هذا اليوم وأحياء مناسبتة قبل فترة مناسبة من يوم الأحتفال الواسع الذي يغطي مساحات واسعة من مدينة دليري البحرية المتلألأة جمالآ وبهجة , فتبنى السرادق الواسعة والخيم الكبيرة فى مناطق متفرقة من المدينة كل بحسب وظيفته ,فهناك سرادق مخصصة لوقاية ممثلي الشعوب المشاركة والمتفرجين من البرد والأمطار ومختلف المنغصات المحتملة وهي مزودة بوسائل الراحة الضرورية ,وهناك انواع من السرادق المتعددة الأهداف ,منها سرادق تجمع مطاعم الدنيا قاطبة وتستقطب شهية ومذاق الأنسان العالمي من كل حدب وصوب فيجد فيها ما لذ وطاب من الأكل الشرقي بأنواعه والغربي بأنواعه والأكلات المشهورة فى كل بلد من بلدان العالم ومن تلك التي تنفتح لطعامها شهية الصاحي والعليل وتجد فى مكان آخر سرادق آخر يضم مخيمات متفرقة تحوي اسواق العالم بما فيها من ملابس فلكلورية ومن طرازحديث وانواع الحلى وادوات الزينة وما يقدم كهدايا للحبايب والأصدقاء . وتنتشر فى مناطق متفرقة اخرى ساحات الرقص والغناء على أنغام الموسيقى العالمية Orchestra والشعبية الضاربة على الناي والمزمار والزناجير والدفوف كما تزدحم شوارع المدينة الواسعة بمسيرات جماهيرية على وقع الطبول والمارشات الثورية والفعاليات البهلوانية الكروبايتيكية المدهشة , وترى الناس فى كل مكان من الأحتفال جذلى منتشية يخلو وعيها من كل ما هو دخيل على الطبيعة الأنسانية الخيرة للأنسان السوي ,فتتجسد امامك عظمة الأنسان وحقيقته الأنسانية الطيبة,التي تزدهر أينما وجدت المكان والمناخ المناسب .
و تشخص امام الأنسان الشرقي والعروبي بخاصة من خلال رؤيته لهذه المناظر والفعاليات الأنسانية الخلابة ملاحظتين أساسيتين أولهما ان شكل ومضمون احياء الأحتفالات وسمو هدفها الأنساني مرتبط ارتباطآ وثيقآ بخلفية الشعوب الحضارية وعمق ممارستها للديمقراطية ,حيث يؤكد الواقع الملموس ان ظاهرتي الحضارة والديمقراطية مترابطتين ترابطآ وثيقآ وذا فعالية وتأثيراساسي فى حركة ونمو الحياة وتجديدها بأتجاه الأفضل فالديمقراطية لا تنمو وتزدهر الا فى حضارة متقدمة وتصبح الحضارة المتقدمة هي الحاضنة الضرورية لنمو وترسيخ الديمقراطية . ثانيآ اذا لم تتوفرالشروط الحضارية والحاضنة المطلوبة للديمقراطية فستتأخر ولادتها وسيعتبركل ما يقال حول الديمقراطية من أي كان باطلآ لا يتعدى الثرثرة الممجوجة.
لذا فأمر مؤلم للأنسان الشرقي الواعي حينما يقارن بين احتفالات لشعوب غربية متفتحة وسعيدة فى مناسباتها العامة والخاصة وبين شعوب شرقية مدججة مسيراتها المليونية بحضارة الزناجيل البطرياركية والعمائم المتخلفة التي اندثرت منذ قرون ,ولكن الأكثر المآ فى النفوس ان تجد وزارة الثقافة ووسائل الأعلام الحكومية هي النموذج المعكرلأفراح الناس وخنق احاسيسهم الضاحكة حتى تكاد تصوراتهم تشعر بأن الحياة خلقت خالية من المباهج السعيدة ,فيتعذرعليهمٍ فيما بعد التغزل بمباهج الحياة والأحساس بالسعادة والأبتسامة المنبعثة من وحدة الأنسان وتضامنه مع اللآخر.ٍ
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة