الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية ..فكر ، تاريخ وفن - مجموعة اٍيكيدار

أحمد الخنبوبي

2008 / 9 / 5
الادب والفن


إن أصل مصطلح " گناوي " أمازيغي، والذي هو مشتق من كلمة "أكناو" ،أي الأبكم ، نسبة إلى تلك الكلمات الغير المفهومة، التي ينطقوها" الكناويون" في أغانيهم ،و أصلهم من اٍفريقيا جنوب الصحراء.الموسيقى "الكناوية" من الأنماط الموسيقية التي تستمد جذورها من إفريقيا السوداء ،والتي وفدت إلى المغرب،وامتزجت بالموسيقى المغربية، لتكونا الشكل "الكناوي" المعروف حاليا بكل تجلياته و صوره.

يتمتع سوس بموقع جغرافي استراتجي ،جعله تاريخيا ، من أهم المعابر على الإطلاق ،للقوافل التجارية القادمة من و اٍلى إفريقيا السوداء ،أو ما كان يسمى أنداك : " بلاد السودان ". وهكذا تشكلت مراكز حضارية ك "تمدولت"، "أقا"، "اٍفران"، "إيليغ"، "تزنيت"، "تزروالت" .وكذا مراكز بحرية ك "الصويرة"، "فونتي" ،"اٍفني"،.. وبالتالي ليس من الصدفة أن تكون هذه الحواضر السوسية ،من أهم المراكز ، التي ما تزال تحتفظ بالموسيقى "الكناوية" إلى اليوم. كما يعد استعمال آلة الطبل أو "كنكا " ،في فن أحوايش لاسيما في مناطق طاطا، وواحات الصحراء، دليلا أخرا على مدى تأثر الموسيقى السوسية، بنظيرتها الأفريقية الوافدة(39).

وهكذا حاول كل من إبراهيم اٍروف، مولاي اٍسماعيل السملالي، الحسين الحامدي، محمد أوبلا، و أخرون ، صهر صورة التمازج تلك بين الأمازيغي والأفريقي في حلة عصرية، وألحان وكلمات متجددة، وكونوا مجموعة "إيكيدار" أو النسور في بداية الثمانينات.وفعلا كان أصدقاء ابراهيم اٍروف، نسورا بالانقضاض والبحث على أروع الألحان ،وأدق الكلمات الكناوية، علما أنهم ترعرعوا في أجواء روحية "كناوية"، ونشأوا مع طقوس مواسم "إسمكان" أو "كناوة"، التي تشهدها" تزروالت"، "تيبوزار"، الدشيرة ،وغيرها من مداشر ومدن سوس.

ويمكن اعتبار ابراهيم اٍروف، ومصطفى شاطر، عضوي مجموعتين " إيكيدار" و"إزنزارن" على التوالي، من أمهر العازفين على آلة"السنتير" أو "الهجوج" ،التي تجسد الموسيقى "الكناوية" بروحانيتها وسحرها، وما يميز هذه الآلة من أسطورة وتاريخ.وتعتبر هذه الآلة الموسيقية التي كانت إلى وقت غير بعيد مهددة بالاندثار، لكنها أصبحت اليوم تدرس في أشهر المعاهد الموسيقية في العالم، حيث اكتشف الموسيقيون العالميون أنها من أفضل الآلات الموسيقية الجهيرة «Les instruments de la basse » ،والتي يصلح استعمالها مع جميع الأنماط الموسيقية في العالم.


لقد كانت أغنية " ترواسم أبيبي لاطيار"، المقتبسة من تراث "كناوة"، أول ما نقشت به "إيكيدار" اٍسمها، كمجموعة مجددة للتراث" الكناوي"، حيث تعالت فيها أصوات أعضاء المجموعة، الذين يحكمون توزيع الأدوار الغنائية بينهم، وبين نقرات الآلات الإيقاعية، مع نغمات آلتي " الهجوج" و "البانجو".

هذا وأبدع" اٍيكيدار" كذلك، من خلال قصائد المبدعين عكاود عبد الرحمان، والحنفي محمد ، وفي نفس الوقت يؤمنون بعمق فلسفتهما و نظرتهما للحياة (40)و كذا غيرهم من الشعراء المرموقين ،ودائما في نفس القالب الأفريقي. فكانت أغاني "أمحضار" طالب العلم، "أبنكال" الثعبان و "أغانيم" القصب، هذه الأخيرة التي تعتبر قصة مدروسة ومحبوكة الوقائع والأحداث، التي تشكل شخصيتها الرئيسية نبتة القصب ،أو "أغانيم" وتقول بعض أبياتها:


أيان ازران تيدي دوبوغلو نك أياغانيم
يا من رأى وقفتك و اخضرارك أيها القصب

ويانين كلو توكاس الاك اسوتلن
ثم رأى كل ما يحيط بك

اغال أسغار نك ادوس ران ارار أسيف
سيعتقد أنك أوراقك قادرة على ردع مياه النهر

أدوكان يلي واضو سيوكسن أر أكال
لكن ما أن تهب الرياح حتى تسقط أوراقك أرضا


يصرح أعضاء مجموعة " إيكيدار"، أن نمطهم الموسيقي العصري يستمد جذوره من "تكناويت"، لكنهم لا يخفون تأثرهم وإعجابهم بمدرسة "إزنزارن " ،وبالأستاذ القدير إكوت عبد الهادي. فلقبوا نمطهم بـ "تزكنا"، وهي كلمة تمزج بين "تزنزارت"، أي نمط" اٍزنزارن" و"تكناويت"(41).

بوقوف أفراد المجموعة فوق المنصات الموسيقية،وبآلاتهم التقليدية والعصرية، وبلباسهم "الكناوي" التقليدي وحركاتهم ورقصاتهم "الكناوية"،يجسدون فعلا أصول ثقافتهم الأمازيغية، وجذورها الإفريقية ،الضاربة في أعماق التاريخ، كما أنهم يجسدون لوحة من لوحات الفن المغربي و الأمازيغي المتعدد(42).


39. للمزيد من المعطيات ،أنظر محمد المختار السوسي ،كتاب "اٍيليغ قديما و حديثا"،،المطبعة الملكية،سنة 1966.
40. كتاب تعريفي بالفنانين المشاركين في الدورة الثالثة لمهرجان "تيميتار"،ص23،صادر عن جمعية "تيميتار"،سنة 2006.
41. Lahcen OULHAJ ،article « IGUIDAR ou les hérauts de TAZGNA » ,publié sur le site web amazighworld.org
42. الحسين وزيك،مقال بعنوان "تازكنا :جمالية الابداع الأمازيغي لمجموعة اٍيكيدار"،منشور بجريدة يومية الناس ،عدد19،الصادر في 31 أكتوبر 2006.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - گناوي
omar ( 2012 / 3 / 27 - 19:38 )
لماذا موسيقة الكنوية تغنا بالعربية وليس بالامزيغية رغم ان كلمة اكْناوْ اصلهل امزيغي؟

اخر الافلام

.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز


.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن




.. هنا تم دفن الفنان الراحل صلاح السعدني


.. اللحظات الاولي لوصول جثمان الفنان صلاح السعدني




.. خروج جثمان الفنان صلاح السعدني من مسجد الشرطة بالشيخ زايد