الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفضائحيون الجدد....!؟

جهاد نصره

2008 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



منذ انهيار منظومة الاستبداد الرفاقي الشرقي أواخر القرن المنصرم، بدأت حلقات الذكر السياسية العربية الرفيقة، و الممانعة، والصديقة، تتكاثر، أو تتوالد ذاتياً إن بالفعل الانشقاقي المتتالي..! أو بالحبَلْ ( الحمل ) الاشتقاقي الانشطاري..أو بالتكويعات المحورية الانفرادية..! وفي حمى هذا السياق العروبي كثرت الأبواق فزاد صخب ( التبويق ) وتناسلت حالات فيها الكثير من العهر السياسوي والتكاذب التنظيموي والقليل من الفائدة في المحصّلة..! وفي مناخ من الهيمنة السلطوية الأحادية المطلقة، انتعش الفساد ونما على كل صعيد فساد: في الفكر والثقافة والسياسة.. فساد في العلم والتعليم والعلوم.. فساد في الفن و الأدب والآداب وفساد حتى في قلة الأدب..! وهكذا فقد تسمم الرأي العام مرحلة بعد مرحلة، وعمَّ اليأس والركون، وانقلبت المقاييس عاليها سافلها،
واختلّت المعايير، وزادت المحاذير بعد أن امتلأت الحواري والساحات بالوطاويط، والأشباح، والمسترزقين المندوبين ( كتاب التقارير ).!؟
لقد انكشَّفت حلقات الذكر العربية تلك بكلِّ تفاصيلها، ومنعرجاتها، وخلفياتها، وذلك بفضل التوسع المدهش
الذي شهدته منظومة الاتصالات والتواصل ففي عصر الفضائيات والانترنت أتيحت الفرصة لأبناء الرعية
أن يتعرفوا على دعاة سياسويين فضائحيين جدد من كل الأشكال والألوان والنكهات..! فيهم من يدعي اللبرلة
ومنهم من أعلن العلمنة وبعضهم متفرغٌ للعقلنة وجميعهم من عشاق الدمقرطة..! والحقيقة أنهم من واقع
أزماتهم النفسية، وهواجسهم العصبية، وعقدهم الانتلجنسية، وهلوساتهم الكابوسية.. وغير ذلك من الخبايا
والمكنونات التي توافرت بكثرة.!
أبناء هذه الفصيلة المحدودة العدد والآفاق مهووسون بالشهرة والاشتهار.. أو بالليرة والدينار..! وهي لكانت
مسألة طبيعية أو معتادة لولا هوسها الطاغي الذي لا ينتج إلا الأذى والخراب على كل صعيد...!
وهكذا، يجد الإنسان هذه الأيام من يتنطح مثلاً بكل بساطة ويسر وقلة مصداقية وبتكليف أو من غير تكليف
للإطاحة بالآخر بكل صفاقة، وقلة حيلة، وانعدام المصداقية.! وتختلف الحماسة بين فضائحي وآخر وذلك
وفقاً لكمية النكوص التي يحوزها المنكوص فعند الفضائحي استعداد وحشي غريب لاستئصال الآخر...!؟
الفضائحيون الجدد فصيلة شبه آدمية من النوع الاستئصالي سلاحها الإعلام وهي غير متجانسة طبقياً
وغير متآلفة نفسياً المشترك لدى منتسبيها نزوعٌ نرجسي طاغٍ، وولع بثقافة التخوين والابتذال والقصف
وكيف لا ومنتسبيها يعشقون الفضيحة. والشهرة، و( السيولة ) ليس إلا..!؟
الفضائحيون الجدد غير الأفاضل يتوزعون في كل البلدان، والفيافي، والصحارى الاغترابية.. وينتشرون في
المربعات المذهبية، والخانات الاعتراضية، والساحات الأيديولوجية، والمرافئ الإعلامية..! منهم من يصدح
لمن يدفع أكثر ومنهم من يتلطى خلف الأبواب ( إياها ) منتظراً رزقه ومنهم من لا هدف له سوى تبييض
الوجه وتلميع الذات وإن بقلم التسويد المستعار وهؤلاء يتذرعون زيفاً بحرية النقد والانتقاد..!؟
الفضائحيون الجدد من كل الأديان، والمذاهب، والطوائف، فهم طائفة بحد ذاتها تجدهم يبدون رضاهم صباحاً
وعكس ذلك مساءاً.. يذرفون السموم الوطنية أحياناً ويرتكبون الآثام على جنباتها كل حين..! بعضهم
يستغرق كل الوقت في إحصاء ما يظنه مكاسب وبعضهم الآخر يتشاطر في التعمية على كساد المحصول
بمزيد من الفقاعات الهوائية الزوبعية المتهافتة التي تعكِّر كل بيئة وتلوث أي فضاء وتنحر قضايا الرأي
والحوار وتشِّوه مسألة الاستقلالية..!
نعم، متى.. وكيفما.. وحيثما نظرتم في هذا الزمن العربي الفضائحي ستجدون رهطاً من المتشدِّقين الجدد
من الذين لا رصيد لهم في دنياهم سوى الصراخ الذي مثل (( الضراط على البلاط )) ليس إلا..!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله خلال الس


.. عاجل | الجيش الإسرائيلي يحذر: مطار بيروت سيكون هدفا في هذه ا




.. الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء أحياء في ضاحية بيروت الجنوبي


.. إعلام إسرائيلي: الهجوم الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت سي




.. النرويج.. مظاهرات تضامنية مع لبنان في أوسلو ضد العمليات الإس