الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستنشأ راسمالية جديدة

حازم كويي

2008 / 9 / 14
الحركة العمالية والنقابية


ترجمة حازم كويي
لاحظ المرء قبل وقت قصير ظاهرة جديدة لسائقي الشاحنات في البرتغال ,اسبانيا ,فرنسا وجزء من بريطانيا والتي كتبت عنها الصحافة نوعا ما بشكل غير دقيق من ان السائقين هم في حالة اضراب ضد ارباب العمل , لكن واقع الحال كان ان مالكي وكالات النقل قد منعوا السواق من العمل .
هذه الظاهرة الجماعية لم تكن موجهة ضد بلد ما بالذات بل انها كانت تعبر عن ازمة نتيجة غلاء مكونات الطاقة من البنزين والمواد الغذائية والتي ترجع جذورها الى الولايات المتحدة الاميركية وسياسة العولمة الليبرالية ولهذا تتلمس اوربا أثار ذلك بشكل موجع حيث ترك معاناة لشعوب هذه المنطقة لمسببات الغلاء الفاحش في الاسواق ومحطات تعبئة الوقود .
وبالتاكيد فان الازمة العالمية لم يكن سببه فقط ارتفاع اسعار النفط والغازوالمواد الغذائية بالرغم من تاثيره القوي ,لكن الاساس هو الازمة السياسية وبالضبط المرتبطة بازمة حضارية تقع على عاتق الولايات المتحدة الاميركية الممثلة بشخص جورج ولكر بوش والذي ستنتهي ولايته قريبا .
فالصراع على مصادر الطاقة , النفط والغاز ترك بصماته الواضحة على قارات العالم اجمع والذي يحذر منه الكثير من الناس الواعين .
ولاننا نواجه الآن ازمة لايمكن التخلص منها لهذا يتوجب على المرء ان يمتلك الشجاعة والذكاء للوقوف امام ذلك . واللافت للنظر ان تيار الازمات والمشاكل الحاصلة ولد انزعاجا للكثيرمن السياسيين والاقتصاديين حيث اكتشفوا مدى مسؤوليتهم الاجتماعية والتي لم يتعرفوا عليها من قبل .ولا يمكن تقدير المطالبة الرائجة نحو القليل من [سلطة الدولة ] والكثير من الخصخصة في المجالات العلنية ومدح العولمة الليبرالية . ان خططا كهذه ستكون له نتائج كارثية تظهر لاحقا على سطح الاحداث .وانها لضرورة حتمية ان يفهم العالم الآن اكثر من السابق ان الناس في (المجال الحسابي )يدفعون اكثر من المالكين وعندما يقع الاستغلال على هؤلاء وتجرح كرامتهم فانهم سيثورون ويقدمون على ذلك عندما لايحصلون الا على الشئ القليل .
ان الدولة في حالة كهذه قلما تمتلك الفطنة لامكانيات ردود الفعل , فالقمع لايكون الجواب المحسوب بل العكس وبلا ريب فان الجماهير ستقف ضد هذه السياسة مطالبة بالانفتاح والديمقراطية.
ما هو الحل الآن ؟
كلما تغير النموذج الآن فهو افضل قبل فوات الآوان فالليبرالية الجديدة وكازينو الراسمالية يذهبون الى ابعد الحدود من النقص الاخلاقي وسوء التنسيق من خلال مدراء البنوك والشركات مافوق القومية الذين يقفون بلا حياء ورحمة لاستغلال الشغيلة وكل هذا يتوفر في الراسمالية التي نعرفها من قبل وماهدمته منذ عقود طويلة .
ان تدهور النظام الحالي وضرورات احلال الجديد محله هو الموضوع المركزي للعديد من الكتب والمقالات التي صدرت حديثا والتي كتب عنها بتنظيرات مختلفة .ففي كتاب جوزيف ستيغلزالحائز على جائزة نوبل (في ظلال العولمة )يتحدث عن تكون راسمالية جديدة ونجد كذلك ما كتبه جورج سورس رجل الاعمال الكبير عن نهاية الاسواق النقدية ومستقبلها .
اولنتذكركتاب ألن كرينسبان المدير السابق للبنوك الاميركية (عصر الاضطرابات الصاخبة في عالم جديد)
نحن نجد انفسنا في حالة مناوشات بين مختلف الآراءحول الراسمالية للبحث عن حلول جديدة تجعل العالم اكثر عدالة وتجلب له المساواة والسلام والذي يحتاج في نفس الوقت الى التخلي عن الرشوة ومسبباتها .
نحن الآن في عصر التحولات حيث يجب علينا ان نتعامل بشكل سريع قبل تدهور الاحداث التي باستطاعتها المجئ كل وقت .
*ماريو سواريس 83 عاما . رئيس وزراء البرتغال الاسبق من الحزب الاشتراكي البرتغالي.
من عام 1986 رئيس الجمهورية ولعقد كامل .
من عام 1999 حتى 2004 عضو في البرلمان الاوربي.
عن جريدة فرايتاغ الاسبوعية الالمانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. وقفة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح رئيس منظمة ال


.. عدد المستفيدين من التأمين الصحي الشامل.. #معلومة_ع_السريع




.. مظاهرة بمطار أيرلندي احتجاجا على استخدامه في رحلات عسكرية لإ


.. متظاهرون مناصرون لفلسطين يدعون إلى إضراب في جامعة ميشيغان بس




.. مظاهرة في تل أبيب احتجاجا على حكومة نتنياهو وللمطالبة بإجراء