الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل في المغرب نظام امتيازات؟ (على هامش أطلاق أحد الأعيان النار على شرطي مرور)

محمد المدلاوي المنبهي

2008 / 9 / 15
حقوق الانسان


الحدث والخبـر الإعلامي:
• "الحكم على الراجي بسنتين حبسا بتهمة عدم احترام الملك" هو العنوان الثانوي بأعلى الصفحة الأولى ليومية المساء (ع: 616؛ 10 سبتمبر 2008).
• "منح السراح الموقت للمدون محمد الراجي" هو العنوان الثانوي بأعلى الصفحة الأولى ليومية الأحداث المغربية (ع: 3503؛ 12 سبتمبر 2008).
• "زوج أميرة يطلق النار على شرطي بالبيضاء" هو عنوان الصفحة الأولى الرئيسي لجريدة المساء (ع: 617؛ 11 سبتمبر 2008) مدعما بصورة الشرطي على سرير المصحة كاشفا عن فخده الأيمن الذي استقرت فيه رصاصة المعتدي.
• "رصاصة اليعقوبي في فخد الشرطي حديثُ الناس في رمضان. الملك طلب ملفا كاملا عن حادث إطلاق النار في كورنيش البيضاء" هو عنوان الصفحة الأولى الرئيسي لجريدة المساء (ع: 618؛ 12 سبتمبر 2008) وهم مدعم بصورة تجمهـُر المارة على سيارة السيد حسن اليعقوبي الرباعية وهو بداخلها بعد حادث إطلاقه النار على الشرطي، طارق محب .

فأما النازلة المتعلقة بالمدون الشاب محمد الراجي (32 سنة) فهذا فحواها كما لخصه موقع جريدة القبس:
"قضت محكمة اغادير ـــ جنوب المغرب بالسجن عامين وغرامة مالية قدرها 5000 درهم لمدون مغربي بتهمة الاخلال بالاحترام الواجب للملك. وكان المدون محمد الراجي قد نشر في «هسبريس» الالكترونية مقالا بعنوان «الملك يشجع الشعب على الاتكال» انتقد فيه المساعدات التي يمنحها العاهل المغربي محمد السادس لشعب بلاده باعتبار ان هذه السياسة تدعم ثقافة الاعتماد على الدولة. وقد القي القبض على الراجي (32 عاما) الجمعة وتم تقديمه للمحاكمة الاثنين وصدر الحكم ضده دون منحه حق الاستعانة بمحام، بحسب المصادر.
وقد ادانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية الحكم الصادر على الراجي ورأت انه دليل على تحول الاعتقال الى اختطاف قانوني بأمر المحكمة. وبذلك يصبح محمد الراجي اول مدون مغربي تعتقله السلطات ويستعمل في مدونته «صاحب مدونة عالم الراجي» اسمه الصريح ويخصصها لمناقشة القضايا الاجتماعية والسياسية الحساسة. وأعلن موقع هيسبريس، الذي يعمل معه الراجي كمراسل، احتجاجه لمدة 24 ساعة تضامنا مع المدون الشاب ودعا الى تنظيم حركة تضامن مع الراجي. كما ادانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان ومقرها القاهرة، «الحكم القاسي» ضد الراجي."

وأما قضية إطلاق النار على شرطي المرور الشاب طارق محب (30 سنة) من طرف أحد الأعيان، السيد حسن اليعقوبي البالغ من العمر 72 سنة فنجتزئ بشأنها الفقرات الآتية من خبر يومية المساء (ع: 617؛ 11 سبتمبر 2008) المشار إليه:
"أطلق حسن اليعقوبي، زوج إحدى الأميرات رصاصة على طارق محب، شرطي مرور بحي عين الدياب بالدار البيضاء قبيل أذان صلاة المغرب لأول أمس بعد مشادة كلامية بين الطرفين إثر توقيف الشرطي لسيارة اليعقوبي في إطار مهامه المرتبطة بمراقبة السير الطرقي (...) وحسب زملاء الشرطي (...) فإن المعتدي قبل أن يستخدم سلاحه الناري قال "أنت عندي بحال دبانة".
ويتعلق الأمر كما فصلت ذلك صحف أخرى بزوج بالأميرة للا عائشة، عمة الملك محمد السادس.

التعليق الإعلامي في الصحافة المغربية

بعيدا عن تعاليق الصحافة الالكترونية المحررة كمقالات أو المعبر عنها في نوادي الدردشة، نورد فقط بعض مقتطفات الصحافة المغربية المكتوبة. يقول رشيد نيني في عموده "شوف تشوف" (ع: 618؛ 12 سبتمبر 2008) ما يلي تحت عنوان "بلاد الشرفاء":
"(...) تذكرت هذه الواقعة (...) وأنا أتأمل القاموس المنحط الذي استقى منه زوج الأميرة عباراته لكي يخاطب رجل أمن بسيط يقوم بواجبه المهني. فقد قال له عندما طالبه بأوراق السيارة: "شكون نتا للي كاتطلب مني لوراق؟ نتوما غير دبـّان، ما كاتسواو والو". وكم هم عديدون بعض هؤلاء الشرفاء في لغتهم الساقطة خصوصا عندما يخاطبون بها عامة الشعب، أو ما يسمونه البخوش و الدبـّان . سيتساءل المرء مندهشا كيف أن الملك يقف في الضوء الأحمر ويحترم علامات قف في الطرقات، بينما زوج عمة الملك يحتقر علامات المرور وقانون السير وفوق ذلك يشهر سلاحه الناري ويطلق رصاصة على شرطي المرور. أليس هؤلاء الذين يحملون ألقاب الشرفاء هم من يخلون بالاحترام الواجب للملك؟ بلى، أمثال هؤلاء هم الذين يجذر بالعدالة أن تتابعهم بتهمة الإخلال بالاحترام الواجب للملك، وليس محمد الراجي، لأنهم يضعون المؤسسة الملكية في قلب الحدث الإعلامي داخل المغرب وخارجه؛ وهو حدث مع الأسف لا يدعو إلى الافتخار. لذلك فالنقاش الحقيقي الذي يجب أن يطرحه الجميع اليوم هو هل الشرفاء ، وأبناء الشرفاء ، وبنات الشرفاء ، يوجدون فوق القانون؟ هل هناك نوع من المغاربة يعيشون بيننا ينتمون إلى طبقة المحميين الذين لا تسري عليهم قوانين المغرب ولا أحكامه؟".
ثم ينطلق صاحب العمود مذكرا بحوادث مشابهة من قبيل حادث ابن الوزير محمد العنصر، وابنة الوزير السابق بنجلون، الخ.

أما المختار الغزيوي فيقول في عموده بالصفحة الأخير من يومية الأحداث المغربية (ع: 3503؛ 12 سبتمبر 2008) ما يلي تحت عنوان "نصيحة للبخوش":
"سيكون حسنا لو فكرت الدولة من الآن فصاعدا في أن تمنحنا جميعا بخّوشا وغير بخّوش التسريح بحمل السلاح، وذلك من أجل تصفية خلافاتنا مع بعضنا البعض (...) بإطلاق النار. (...) قلبي أولا مع محب، هذا الشرطي المغربي البسيط الذي كاد داء الكورساكوف اللطيف أن يذهب بحياته [يشير إلى مرض الذاكرة الذي سارعت أطراف غير مختصة قانونيا وغير مؤهلة علميا بجعله وراء إقدام المعتدي على اقتراف جنايته]. وقلبي ثانيا مع المغرب، بلدي الحزين الذي ما زال فيه المرتع ممكنا لمثل هذه العربدة الفاجرة التي تستل ذات ترمضينة مستحيلة من العدم مسدسـَها لكي تذكرنا بأن الدم في البلاد نوعان: دم البخوش الذي يسري في عروقي وعروقك أيها القارئ، والذي يضعنا في أي لحظة في مواجهة داء الكورساكوف الجميل، والدم الآخر القادر على تذكيري وتذكيرك بأن الريوس والكتاف عُـمّـرها ما غاديا تــّكَــادّ . قلبي ثالثا ورابعا (...) مع وطني. فلم أره في يوم من الأيام هكذا، ولم أشعر بنفسي بخّــوشةً فيه، لوهم يعتريني كل مرة يقول لي إن الأشياء ستتغير، وأن العقول تبدلت، وأن ما كان بالأمس حقيقة وكابوسا جاثما على الأنفاس صار اليوم مجرد لوحة من ماض سحيق الكل يريد ن يدفنه، والكل يسعى لكي ينتهي منه إلى الأبد؛ سوى أن داء الكورساكوف العظيم أتى ليذكرني ويذكرك معي - قارئ هذه الأسطر- أننا واهمون، وأن لـّي فراس جـّـمل فراس جّــمـّال ، وأن طلقة الرصاص الحمقاء قد تكون إيذانا بالتذكير. (...) أنها قرصة الأذن (...) التي توقظنا ن من سكرة الإيمان بالمساواة لكي تنقل إلينا بطريقة صادمة ومباشرة أكثر الحقائق التي نراها بأعيننا ونأبى تصديقها لأن في تصديقها الكثير من الألم لنا جميعا. (...) أحيانا يكون حسنـاً - بيناتنا نحن البخوش - أن تقع مثل هذه الكوارث، وإن أدت إلى ما هو أفظع لكي نستفيق قليلا، ولكي نحسب للأشياء الحساب الضروري. لئلا نؤخذ على حين غرة. لأن نستعد بما فيه الكفاية اليوم أو غدا (...)"

قراءة ربما ساذجة لمجمل حدث
بعد كل ما عبر عنه المختار الغزيوي على الخصوص من إحباط تراجيدي، وهو من المتميزين، وإلى حد كتابته لأسطر عموده الأخير، بصلابة الأيمان الفولاذي بمغرب السنين الأخيرة، ربما كما تمنياه، أو توهمناه جميعا، لا يسعني شخصيا إلا أن أسمي ما سأجرؤ على التعليق به على ما حدث بــ"القراءة الساذجة"، وذلك استباقا لرأي كثير من القراء وهم في ذلك على نصيب مهم من الحق. وهذا تأكيدا مني بأن ما جاء في التعاليق السابقة له أكثر مما يبرره بمقدار ما تشكله الأحداث المعنية من خطورة على ما يتشبث به المغاربة من آمال رغم كل الإحباطات، خطورة تستدعي أكثر من وقفة تأمل، أن لم نقل أكثر من مراجعة لها كثير مما يبررها.
فبخصوص ما أشار إليه السيد رشيد نيني من أن "النقاش الحقيقي الذي يجب أن يطرحه الجميع اليوم هو هل الشرفاء ، وأبناء الشرفاء ، وبنات الشرفاء ، يوجدون فوق القانون؟ هل هناك نوع من المغاربة يعيشون بيننا ينتمون إلى طبقة المحميين الذين لا تسري عليهم قوانين المغرب ولا أحكامه؟"، فهي إشارة في محلها التاريخي. فالديمقراطية الفرنسية، وهي من بين الأمهات الثلاث للديموقراطية الكونية بدأت بالضبط بوادرها لما طرح المجتمع الفرنسي بحدة ثقافيا وسياسيا مسألة الامتيازات (la question des privilèges).
لكن أود بهذا الصدد أن أذكر بأن المجتمع المغربي، وإلى حدود بداية الاستقلال، كان يصنف فئات وطبقات الشعب المغربي تصنيفا صارما ومتعارف عليه في تداخل ما بين العرفي والديني وحتى القانوني، إلى مسلمين من جهة، وغير مسلمين من جهة ثانية. ويميز في حظيرة المسلمين ما بين "شرفاء"، و"مرابطين"، و"فقهاء" أو "طلبا" من جهة، و "عوام" من جهة ثانية. وداخل طبقة العوام كان يميز ما بين "الحر" من جهة، و"العبد" و"الحرطاني" من جهة ثانية. وإلى حدود فجر الاستقلال كانت بعض القوانين تأخذ هذا التصنيف بعين الاعتبار مستثنية على سبيل المثال بعض تلك الفئات من بعض التحملات العمومية كما هو الشأن مثلا بالنسبة لما كان يسمي خدمة "الصايم" (أي التعبئة الجماعية للبالغين في بعض الأوراش العمومية كالطرق) أو ما كان يسمى بضريبة "الأُذن" على الأفراد العينيين البالغين، بقطع النظر عن دخلهم، والتي كان مقدارها في منتصف الخمسينات 220 ريالا، أي ما كان يعادل كيل 120 ليتر من الزرع أو رأس متوسط من الغنم. إضافة إلى ذلك هناك تصنيفات "السيفـيل" من جهة و"المخازنية" و"الميليتير" من جهة ثانية.
كل هذه التصنيفات كانت تتداخل علنيا سلبا وأيجابا لنسج نسيج الحياة اليومية والحياة المدنية العامة للمواطن المغربي، إضافة إلى مفعول إحداثيات قيم أخرى سوسيولوجية وإثنية مثل "العربي" و"الشلح"، "المديني" و"البدوي"، "الفاسي" و"السوسي"، أو "الجبلي"، أو "الفيلالي"، أو "العروبي"، الخ.

ولقد تطور المجتمع المغربي كثيرا خلال العشريات التي أعقبت الاستقلال على مستوى كثير من تلك الإحداثيات الاجتماعية المميزة إلى درجة أن كثيرا منها قد عفا عنه الدهر؛ غير أن بعضها مما له علاقة وطيدة بالفضاءات المخزنية ظل صامدا في الخفاء وأن لم يعد يحوز الاعتراف التوافقي الضمني بالمشروعية على مستوى متوسط الثقافة العامة للشعب. لكن ذلك القبيل من مخلفات المغرب العتيق، حينما يعبر عن نفسه من خلال وقائع وأحداث هنا وهناك، في هذا الشارع أو ذاك، في هذه الإدارة أو تلك، لم يكن الوعي المغربي يجعل من أحداثا إعلامية.
فمن ذا الذي يمكن أن يزعم بأن ما هو في حجم ما جرى اليوم سواء للشابـّي هذا الجيل، طارق محب، ومحمد الراجي، لم يكن عملة عادية في سنوات الرصاص وبوثيرة أشد وأقوى؟ الفرق الوحيد هو أن الأسلوب الإعلامي لتلك الفترة ما كان يرى المادة الإعلامية إلا في ما يحمل دلالة سياسية مباشرة بين أطراف مسماة سلفا هي ما كان يسمى بــ"النظام" من جهة، و"المعارضة" من جهة ثانية.
ومن ذا الذي يمكن أن يدعي بأنه كان بإمكان مؤسسة إعلامية غير أجنبية أن تغطي حدثا مثل جريمة السيد اليعقوبي قبل عشر سنوات أو أكثر بقليل بنفس أسلوب التغطية وبنفس القبيل من التعاليق والتشريحات التي تم بها الأمر اليوم؟

صحيح أننا اليوم في مفترق طرق، لأسباب تتعلق بالتغيرات السياسية المتسارعة في خضم تدافعات وتجاذبات متعددة، ولكن كذلك بسبب تطور سوسيولوجيا دار المخزن بعد ثلاثة أجيال من بداية إعادة هيكلة هذه المؤسسة بمعناها الواسع بعد رجوع المغفور له محمد الخامس. فبالإضافة إلى تضخم القاعدة البشرية كما وكيفا مع توالي هذه الأجيال الثلاثة بشكل يستدعي للذهن تحليلَ عبد الرحمن بن خلدون خصوصا بعد اقتحامها لفضاءات الأعمال معتمدة على امتيازاتها المعنوية، فإن التغيرات السياسية التي يعرفها مغرب العشر سنوات الأخيرة لم تولـّـد فقط عريض الآمال. فلقد ولدت كذلك وبالمقابل في دوائر بعض الأوساط حنقا وسخطا طبيعيين وشعورا مريرا بأن أيام "الهمة والشان" قد ولـّت. فلا غرو إذن أن يشعر البعض اليوم بأنه قد تم إغراقه في مستنقع "البعوش" الذي ما كانت الأيام الخالية لتضطره حتى للمرور بجانبه فما بالك بأن يتحلق عليه ذلك "البعوش" وذلك "الدبان" في عز آخر أيامه؟
فالأمر إذن أمر المغاربة قاطبة، والقضية قضيتهم أجمعين. قضية وعي وتربية وطول نفس. قضية تربية ووعي ومعنويات رجال الشرطة الذين حضروا إلى عين المكان فلم يصفدوا المعتدي طبق القانون ليقتادوه لمتابعة المسطرة إلى أن يصل الأمر في الآجال التي يحددها القانون إلى النيابة العامة المعنية ترابيا؛ أنها قضية النائب العام المعني الذي سلم الأمر للسلطات الولائية ولوكالة الأنباء لتبث في طبيعة الجرم وتصدر بلاغا يعطي دلالة طبية خاصة للحدث. إن إصلاح القضاء مطروح وقد طرحه ملك البلاد بشكل رسمي في أسمى خطاباته، خطاب العرش؛ ولكن لا إصلاح للقضاء إلا برجال ونساء قضاء من لحم ودم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، لكن ذوي معنويات عالية ومثل سامية، أفرادا وهيئات، مستعدين لكل شيء من أجل تحقيق تلك المثل. أما تلك الطينة التي تنتظر دائما أن تتحقق مما تعتقد أنه ســ"يحمر وجهها" إما بالاتهام حسب الحالات، أو بالإحجام عن الاتهام، إما بالإدانة (كما حصل مع "عبدة الشيطان" ... ومع المدون محمد الراجي، وغيرهم)، وإما بالتبريء أو التمويه، فمهما كانت ترسانة الإصلاح الإداري للقضاء ومهما كانت الإرادات السياسية على جميع المستويات فلن يـَصلـُح القضاء أبدا؛ وإذا لم يـَصلـُح القضاء فسد الكل. وفي أذن المختار الغزيوي أهمس، ونفس الدم يجري في عروق كل المغاربة، بما قاله الشاعر الكبير الطغرائي وتمثل به المرحوم الحسن الثاني يوما في أوج احتدام حرب الصحراء:
أعللُ النفس بالآمال أرقبها * ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا


.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د




.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي


.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا




.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر