الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عجائبُ آخر الزمان: ملاكمة ٌ في البرلمان
سعد الشديدي
2008 / 9 / 17مواضيع وابحاث سياسية
عجيب أمر هذا العراق الجديد، فما يحدث فيه يتجاوز قصص شهرزاد لجلادها وزوجها ومليكها شهريار في قصص ألف ليلة وليلة. الخيال فيه يذبح الحقيقة، والحقيقة على أرضه وفي سمائه تطير بأجنحة الجنون نافثةً على رؤوسنا حكايات تتجاوز حدودالخيال.
فلا الفلسفة تجدي لتفسير مايجري ولاعلم الإجتماع ولا حتى علوم السياسة باتت قادرة على إستنطاق الواقع وإستنباط شئ ما منه. ورحم الله العلامة علي الوردي، فما كان سيستطيع أن يجد تفسيراً أو تحليلاً منطقياً لما يجري في ساحة السياسة في عراق ملوك الطوائف والميليشيات وأراه، رحمة الله عليه، خارجاً من قبره، الذي يتعرض الآن وفي هذه اللحظة للنبش بحجة توسيع منشآت جامع براثا، ليرمي بكتبه في مياه دجلة ويعلن البراءة من نظرياته التي لم تعد قادرة على تفسير هذا الخبال. معتذراً لنا جميعاً بأنه كان يحلل مجتمعاً يعاني من بعض الإنحرافات وأن أعظم نظريات التحليل الإجتماعي تقف عاجزةً عن تحليل إنحراف عظيم شاء له الرب الأمريكي أن يصبح دولةً وشعباً ووطناً أقنعونا بأنه بلدنا العراق.
فضيحة البرلمان العراقي يوم أمس أظهرت للعراقيين أن أكثر من نصف أعضاء البرلمان الذين أنتخبهم شعب "الحضارات العريقة" ليقودوا البلاد الى برّ الأمان والرفاه والتقدم ليسوا سوى عفطية وعربنجية وزقاقية من الدرجة الأولى. وان أفضلهم لا يصلح لأن يكون بائعاً للر ﮔـي في علاوي الحلة أو كشواناً في ضريح سيد أدريس في بعقوبة.
داهية الدواهي أن أعضاء "البار- لمان" يتسابقون أمام كاميرات التلفزيون موجهين اللكمات بعضهم الى بعض كما في مباريات محمد علي كلاي وفريزر ليدينوا زيارة النائب السابق مثال الآلوسي الى أسرائيل وليظهروا لنا الكمّ الهائل من الوطنية التي تتأجج في بنطلوناتهم وجيوب دشاديشهم!!! بينما بات شعب العراق يعرف بأن أكثر أعضاء برلمانه مجرد خدم للأمريكان الذين هم بدورهم: حزام ظهر إسرائيل وحاضنتها وأمها الشرعية.
لانفهم كيف أصبحت العمالة لأمريكا حلال والعمالة لأسرائيل حرام؟هل هناك حقاً فرق بين أمريكا وأسرائيل؟ أليست أمريكا هي اسرائيل وإسرائيل هي أمريكا؟
أم ترى أن هناك من أوعز لبعض الأحزاب "العراقية" بالجلوس في حضن أمريكا وأختطاف التفاحة منها بعد ذلك لصالح سادة آخرين ينتظرون الفرصة للإنقضاض على العراق متى ما سنحت لهم الفرصة؟
عبثاً حاول مثال الآلوسي الدفاع عن نفسه بأنه إن كان عميلاً فهو ليس الوحيد بين أعضاء هذا ا البرلمان، وهنا يشهد شاهد من أهل العملية السياسية ومن داخلها، ففي برلمانكم أيها العراقيون عملاء لكل دول العالم، البعيدة والقريبة والمعادية والصديقة، وما عليكم إلا أن تسبحوا يا أهل العراق بحمد الله بكرةً وأصيلاً وتصلوا على محمد وأله الطيبين الطاهرين ... وأصحابه حملة راية الدين، وتدَعوا أمريكا وأسرائيل وايران والسعودية وبوركينافاسو وجورجيا وتيمور الشرقية والغربية تتولى أموركم وجميعهم يقول لكم يا أبناء العراق وبناته: طز فيكم، لدينا رجال ونساء في برلمانكم يتولون مصالحنا ويقبضون بالدولار وسنأخذ مانريد منكم وأنتم صاغرين.
ما حدث أمس في البرلمان العراقي تتضائل أمامه أعنف الفضائح السياسية في العالم. فبعض العملاء يُطردون وتنزع حصانتهم بينما يجلس عملاء آخرون بخيلاء الديكة الرومية دون أن يستطيع أحد أن يقول لهم ثلث الثلاثة كم؟ ولكن ربّ ضارة نافعة. فزيارة مثال الآلوسي الى أسرائيل والتي تشكلّ خروجاً واضحاً على الإجماع الوطني الشعبي العراقي أظهرت لنا وعلى شاشات التلفزيون أن مؤسسات الحكم في بلادنا تعجّ بالعملاء والمأجورين وأرباع المتعلمين من أبناء الشوارع الذين لم يكونوا يحلموا يوماً أن يجلسوا على كرسي فرّاش في دائرة من دوائر الدولة اصبحوا هم القيادة العليا فيها وهم على أتم الأستعداد لبيع ضمائرهم وأنفسهم ووطنهم لمن يدفع ليجنوا الغنائم على حساب العراقيين اللذين باتوا يعرفون قياداتهم السياسية جيداً.
سعد الشديدي
[email protected]
الموقع الخاص
http://alshadidi.blogspot.com
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات المحلية في تركيا.. استعادة بلدية اسطنبول: -هوس- أ
.. المرصد: ارتفاع قتلى الهجوم الإسرائيلي على حلب إلى 42 بينهم 6
.. بكين تتحدى واشنطن وتفتح أبوابها للنفط الروسي والإيراني
.. الحكومة الأردنية تهاجم دعوات حماس التحريضية | #رادار
.. رمضان ومدينة المليون حافظ.. طرابلس الليبية