الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زوال إسرائيل... أم غيرها...!؟

جهاد نصره

2008 / 9 / 17
كتابات ساخرة


تصاعدت وتيرة الحديث عن حتمية زوال الكيان الإسرائيلي بعد حرب تموز التي صمد فيها حزب الله صموداً مذهلاً بحيث يمكن اعتباره بكل المقاييس العسكرية انتصاراً ناجزاً..! لكن، نحن لا نرى ماذا يضير العلمانيين و أشباه العلمانيين وبخاصة من المعارضين الذين يناصرون أحزاب فريق / 14 / آذار اللبناني وهم ينحازون إلى هذا الفريق فقط لكونه معارضاً للنظام السوري وفي هذا الانحياز الشوربة خلطٌ للدبس مع العسل وللعلمنة مع البصل فجلّ هذه الأحزاب مذهبية بالرغم من خطابها السياسي المدني وهي لذلك كانت منذ استقلال لبنان ولا تزال دون مستوى انجاز منظومة الدولة الوطنية وتعود كما يرى الجميع عند كل استحقاق ديمقراطي إلى مربعها الطائفي وبالتالي فهي لا تختلف عن أحزاب الفريق الآخر على هذا الصعيد.!
قلنا لا نعرف ماذا يضير هؤلاء إذا ما أقروا بهذا الانجاز ولو كان صاحبه حزبٌ دينيٌ وهو حصل، ونال اعتراف القادة الإسرائيليين قبل غيرهم.! إن هذا الإقرار يعبِّر عن قراءة في السياسة و لا يعني انحيازاً لهذا الحزب أو لفريق الثامن من آذار غير أن الاصطفاف والتموضع عند بعض المعارضين لا يترك للمنطق السياسي مجال وفي هذا الموقف الذي أعلنه البعض تتكشّف بكل الأسف مضامين مذهبية غير سياسية..! إن هؤلاء بدلاً من الحديث عن مسألة زوال إسرائيل التي أثارها حزب الله على أنها مسألة يقينية إيمانية راحوا ينكرون المعلوم ويناصرون المجهول فمعارضة السلطة السورية لاتعني مناصرة كل خصومها كيفما كان فقد يمثِّل بعض الخصوم الوجه الأخر للعملة ذاتها..! إن مقياس الموقف المعارض يتحدد كما نعتقد بمقياس الأهلية والمصداقية لانجاز منظومة الدولة المدنية و ليس مجرَّد الخصومة للنظام الحاكم أو الخطاب السياسي المناكف الذي قد يكون تكتيكاً مرحلياً.!
أما ما خص مسألة زوال إسرائيل، فقد ظلَّ باب الاحتمالات مفتوحاً منذ فجر التاريخ البشري حيث زالت كيانات ودول وإمبراطوريات عديدة فمثل هذه النظرية ليست إبداعا عربياً أو نجادياً كما يقول البعض فعدد لا بأس به من قادة إسرائيل السابقين وبعض المفكرين اليهود عبَّروا عن هواجسهم بإمكانية الزوال فهذه المسألة ليست محض تعبير عن رغبات إرادوية أو استحقاقات فقهية غير أن الجديد في هذا المجال هو في اقتصار الحديث عن الزوال على اتجاه واحد وساحة واحدة حيث تتبين يقينية الإيمانيين الدينية عرباً ونجاديين بحتمية زوال إسرائيل من جغرافيا المنطقة حتى أنهم وضعوا تواريخ محددة لزوال إسرائيل ومن دون أن يتوقفوا عند احتمال الزوال في أمكنة أخرى كالسودان والصومال على سبيل المثال..!
لقد واجه لبنان منذ عقدين ونيف احتمال زواله ككيان مستقل لولا توفَّر لأهله من يجمعهم في مدينة الطائف السعودية ويعيد تلصيق أمراء الحرب وزعماء الطوائف بصمغ أمريكي سعودي سوري فكان ما عرف باتفاق الطائف الذي أجَّل مفاعيل نظرية الزوال هذه إلى زمن قادم من واقع أن هذا الاتفاق أعاد إنتاج الكيان اللبناني على نفس قاعدة التلاشي والزوال المسماة بالديمقراطية التلفيقية.! وهكذا فإنه لم يمض من الزمن غير القليل حتى لزم الأمر من جديد أن يهرع المتطوعون ليجمعوا نفس الأمراء والزعماء أو أبناءهم ليعيدوا تلصيقهم وإن بصمغ مختلف هذه المرة لكن على نفس قاعدة التوافق التلفيقية تلك.! وقد بات معروفاً أن بقاء لبنان على هذه القاعدة صار في زمن العولمة يتطلب توافقات خارجية إقليمية ودولية وقد رأينا مثل هذا في قضية الحرب المتفجرة في جورجيا.!
إن الحالة اللبنانية متكررة في غير مكان من دول المنطقة التي جرى رسم حدودها وفق المصالح الكولونيالية لذلك أن يقتصر الحديث عن حتمية اختفاء إسرائيل بحسب نظرية الزوال الإيمانية فإن هذا لا يعني سوى الاستغراق في الأوهام الدينية الموروثة بما يعني ذلك من تجاهل الدروس والعبر والحقائق التي راكمها ولا يزال تاريخ الكيانات البشرية على مرِّ الزمن.!
لا شك أبداً في إمكانية زوال دولة إسرائيل لكن وحدهم الأبناء وربما الأحفاد الذين سيرون من سيزول أولاً من الجغرافيا السياسية الشرق أوسطية..!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من شارموفرز إلى نجم سينمائي.. أحمد بهاء وصل للعالمية بأول في


.. أنت جامد بس.. رسالة منى الشاذلي لـ عصام عمر بعد أدائه في فيل




.. عصام عمر وركين سعد من كواليس فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد


.. أون سيت - لقاء مع الفنان أحمد مجدي | الجمعة 27 سبتمبر 2024




.. أون سيت - فيلم -عاشق- لـ أحمد حاتم يتصدر شباك التذاكر