الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مابين مطار أورلي وشاطيء دجلة
حسام السراي
2008 / 9 / 29الادب والفن
سبعة تماثيل للجواهري الكبير ، أنجزها النحات العراقي نداء كاظم قبل أكثر من عامين ، وتمنى لها أن تشغل مايحدد لها من مساحة على شاطيء نهر دجلة ، فكان دقيقا في أختياره ، المنحصر للآن في حدود التمني ، لإرتباط "دجلة الخير " و" أم البساتين" بهذه القامة العراقية الشامخة .
المشكلة تكمن في إن الدولة لم تبت بعد بإمر نصب هذه التماثيل ، والى حد اللحظة حسبما يدور في الاوساط الثقافية العراقية ، لأسباب غير معروفة ، بينما النحات نداء لم ينقطع عن المطالبة بذلك ، حتى وصل به الحال أن يقبل لو تم نصب التمثال الكبير فقط ، والذي يتجاوز طوله ألـ( 3 )امتار ، بعد أن شعر بإن نصبها جميعها ، يعد أمرا بعيد المنال الآن ، والذي كان سيحقق هذا التحاور بين سبعة تماثيل مختلفة للجواهري ، بشكل يعبر عنه صاحب نصب السياب بإنه توظيف لعلاقة الجواهري بالقيم الجمالية والإنسانية لمجتمعنا ومنها حبه للأرض والنهر والنخلة . والذي يدعو للغرابة في هذا الموضوع ،اننا لم نسمع من أمانة بغداد أي تصريح يوضح رغبة الإمانة في الإهتمام بنُصب وتماثيل مبدعي العراق الراحلين ، وأولهم ربما الجواهري الكبير ، فصاحب هذه المنحوتات خاطب عدة جهات حكومية ، ولم يلمس تحركا جديا بإتجاه ذلك ، من حيث تخصيص الساحة والمكان وزمن التنفيذ ، يحدث هذا والجواهري المتغرّب لأعوام بسبب موقفه المناهض لسياسات النظام السابق .
ولعل ما يحصل الآن من عدم الإهتمام برموز العراق ، قد تكرر قبل عام مع النحات نفسه في ملتقى السياب بدورته الثانية ، الذي أقامته جامعة البصرة ، حينما تفاجي ، قبل عام من الآن ، بما حل بتمثاله الاول (السياب) ، باضافة أشياء الى قاعدة التمثال ومن دون حسابات هندسية وجمالية، مما أساء الى طبيعة المكان والتمثال ، فضلا عن الطلاء اللامع ، الذي أفقد البرونز جماليته ، وفقا لرأي النحات نفسه .
في تلك المرة ناشد أيضا بإعادة جمالية التمثال ، إلا أن احدا لم يستجب ، وأبدى إستعداده لإعادته بمفرده ، وازالة كل الإضافات ، واعادة المقتربات والمقطع الشعري الى شكله السابق .
ومما تحمله ذاكرتنا في القراءة ،إرتباطا بذلك،إن مطار اورلي في فرنسا يتزيّن بلوحات هي عبارة عن كتب قديمة شهيرة لمؤلفين فرنسيين ، ومنها (الوجود والعدم –جان بول سارتر)، (مجنون الزا-آراغون)،(مدام بوفاري-فلوبير)،بينما نحن في العراق ،لم نفكر بعد في مكانة المثقف بين أبناء مجتمعه . ونعود الى القول بإن الفارق الحضاري كبير بين دولة تقيّم رموزها ودولة تؤجل ذلك الى وقت ثان،عقب الإنتهاء من رعاية المؤتمرات العشائرية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. VODCAST الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان | 2024-03-27
.. إصابة نجل الفنان الراحل فؤاد المهندس إثر حريق داخل شقة
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب