الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساسة عابثون

عصام البصري

2008 / 10 / 7
كتابات ساخرة


استنكر البرلمانيون اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات باستبعاد المادة 50 (الاقليات) وكأنهم في صحوة، فقد تكررت الصحوة فكانت صحوة دينية في نهايات القرن الماضي، وصحوة في السنوات الماضية حيث اصبح الامريكيون اصدقاء بعد تصنيفهم اعداء! ويتضمن الاسم الاعتراف بغفلة سابقة.
يشكو بعض النواب من عدم ممارسة الدور الرقابي للبرلمان خلال دورته الحالية وربما كانت الشكوى بفعل الضغوط الاعلامية في الفضائيات التي برزت مؤخرا، وتناست الصحف في العراق ذلك الدور بما فيها صحف الاحزاب الديمقراطية تخوفا من المليشات وسطوتها. ومؤخرا جمع النواب الاضعف تواقيعهم لاستجواب وزير التجارة حيث تفاقمت مشكلة البطاقة التموينية، وتمتع الوزير بحماية كتلته، فانشغل الساسة بالطقوس وبعدها كانت هدية فصل مدراء عاميين في وزارة التجارة لفسادهم لرفع العتب لا غير.
طالت شبهات من هيئة النزاهة بعض النواب، ومع تلك الشكوك افتخروا بشمولهم بقانون العفو الاخير عبر تصريحاتهم، وربما تم تشريع قانون العفو لهذا الغرض فقط، وكانت تصريحاتهم مع الابتسامة دون ادنى شعور بالخجل او العار من هكذا تهم!. وتنشر جريدة الصباح شبه الرسمية مقالا افتتاحيا تستنكر فيه شمول اكثر من 600 قضية فساد بالعفو، لم يرتكبها موظف بسيط في دوائر الدولة. وربما هذه ظاهرة موروثة من الامبراطوريات العربية والاسلامية السابقة، فقد استغرب ظريف عملية قطع يد سارق باشارته الى ان سارق النهار يقطع سارق الليل. ولم تتشكل اليات ردع حتى بوجود عقوبة جسدية قاسية يتعرض لها بسطاء القوم دون الخليفة وحاشيته. ويطالب كيان سياسي بشمول احد مؤسسيه بالعفو بدون خجل من التهمة او حتى من الشكوك امام الشعب.
وجه القضاء العراقي تهم الارهاب لاعضاء في البرلمان ولم تطلهم يد العدالة، بل لم تتم حتى الاشارة للمسؤولين الاكبر في حوادث عديدة منه انفجار حزام ناسف في منزل نائب رئيس الوزراء السابق الزوبعي عند صلاتم جماعة في جامع في منزله!. والقوانين في العراق تطال امثالي من هم بدون كتلة سياسية تحميهم وتتزين بشعارات الدين ! ونسكت عن تجاوزات رجال الامن في الشارع او الدائرة والامثلة كثيرة ينشرها البعض لتجاوز غضبه ليس الا. ومن المؤكد ان الغالبية تناست دفاع المشهداني رئيس البرلمان عن ناصر الجنابي وحتى بعد اعلانه الانتماء لجماعة مسلحة ضد الشعب العراقي، ويفشل رئيس الوزراء في تقديمه لمحكمة بعد ان تعهد بذلك في اول لقاء له مه مجلس النواب. وقد سبق ان قدمت استنتاجات عن دور الكتل السياسية الكبيرة في الارهاب وعلى الروابط التالية:
http://www.iraqoftomorrow.org/wesima_articles/articles-20071123-50411.html
http://www.iraqoftomorrow.org/wesima_articles/articles-20071226-51374.html
يشير فريدمان الى ان الشيعة تخاف الماضي والسنة تخاف المستقبل والاكراد يخافون الماضي والمستقبل في مقالته حول تاثير الازمة المالية في امريكا على العراق. ان المشكلة في قادة الكتل السياسية، ولابد من اضافة ان الديمقراطيين يخافون الحاضر!. وتناول اخر اشكاليات قادة العراق على الروابط التالية
http://www.iraqoftomorrow.org/wesima_articles/articles-20080229-53264.html
http://www.iraqoftomorrow.org/wesima_articles/articles-20070514-44697.html
انها ازمة الزعامات، والكل تسعى لقيادة الحركات دون ان تقنع الاخرين بقيادتهم او قدرتهم على القيادة، ومنهم من يبتدع التعاريف للديمقراطية خاصة به! ويضع تصنيف خاص للديمقراطيين في العراق، ويدفع بكثير من القوى السياسية ذات التاريخ العريق خارج تعريفه، ويصنع حاجزا يمنع التعاون مع الاخرين. انها امتيازات المناصب الخيالية! وما يرافقها من مظاهر تشابه ما تورده قصص الف ليلة وليلة من وجاهات السلطان، موكب وحراس تطلق النار وتعتقل من تشاء (اشارت العديد من التقارير الى انغماس حرس المسؤولين بالمليشات وغيرها) ومن المؤكد ان هناك من تضرر من مواكب الملوك تلك.
قدم ساسة العراق في مباراة لمشاريع انقاذ، تهدف لتجاوز الازمات، وافتقدنا لمشروع يقدمه عدة احزاب تسعى وتعطي مثالا لتجميع القوى، واعتبار قضية العراق اولوياتها لا امتيازات قادتها! وحتى ضمن الجبهة الواحدة حين قدم الحزب الاسلامي مشروع العقد الوطني دون بقية مكونات الجبهة ونشرت عراق الغد مقالا عنه على الرابط:
http://www.iraqoftomorrow.org/wesima_articles/articles-20071007-49106.html
واصابت العدوى حتى القوى الديمقراطية، ولم تكن هناك اي محاولة من اي جهة اسلامية او ديمقراطية او قومية!.
ويقدم ساسة الدول الديمقراطية مثالا اخر حيث ينشر بلير رئيس الوزراء البريطاني سابقا مقالا سياسيا في ارقى مجلة سياسية علمية (قضايا خارجية او فورن افيرز) يشرح فيها باسهاب اشكاليات الارهاب والحرب ضده التي خاضتها بريطانيا الى جانب الولايات المتحدة الامريكية. وقد تناوله احدهم على الرابط التالي:
http://www.iraqoftomorrow.org/wesima_articles/civil_studies-20070102-41529.html
وبغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف مع بلير الا ان ذلك نشاط علمي في البحث ومحاولة تقديم الافكار. وفي العراق ورثنا الجهل والامية في كل اشكاليات الحياة، ولابد من طرفة فقد اقسم لي مدير عام! تزاورنا في عيد الفطر الماضي ان امريكا لا ترغب بالانسحاب لانهم يعلمون ان قائدا من الكوفة سيقود العالم! وشر البلية ما يضحك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #شاهد بالعود والغناء.. طفل فلسطيني يبارك لأبناء الشعب اللبنا


.. تغطية خاصة | الأسد: الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وهي اللغة




.. «كنت ملحدًا» خالد الصاوي يكشف تفاصيل أصعب أيام حياته


.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت- الشاعر عماد حسن - الأحد 1




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر عماد حسن: سميرة سعيد من أجمل الن